الجيل المقبل من الروبوتات

لا تعد براعة الروبوتات مثيرة للإعجاب في ظل مشاركتهم في العمل في المصانع، وغيرها من وظائف الخدمات والرعاية الصحية، فمن الشائع لدى البشر وبخاصة من يعملون في التصنيع، أن يربطوا عقدة ما أو يستخدموا أداة الحفر بأيديهم، وعلى الرغم من أن هذه المهام قد تبدو بسيطة للبشر، إلا أنها تعد معقدة حقا، وتنطوي على الاستعانة بالأصابع واليد، ومن أن أحضر الناس الروبوتات للعمل في مصانع السيارات، قبل 50 عامًا، ساعدت الروبوتات بشكل جيد في أعمال اللحام والطلاء، وتجميع الأجزاء بشكل جيد للغاية، واليوم يمكن لأفضل أيدي روبوتية التقاط الأشياء المألوفة ونقلها إلى أماكن أخرى، مثل نقل المنتجات من صناديق التخزين ووضعها في صناديق، إلا أن أيدي الروبوتات لا يمكن توجيهها بشكل صحيح، للدق بمطرقه على مسمار مثلا، ولا يمكنها أيضا استخدام اليدين معا، بطرق مفصلة مثل استبدال البطاريات في جهاز التحكم عن بعد.

وتعتبر الأيدي البشرية ممتازة في تلك المهام، ولتقترب الأيدي الروبوتية من أداء البشرية، فإنها تحتاج إلى خفة الحركة والشعور والتحرك بما تحمله بدقة، ولتتمكن الروبوتات من العمل بجانب البشر، يجب علينا معرفة كيفية صنع روبوتات، يمكنها أن تقدم لنا يد العون، عندما لا تكون أيدي البشر كافية، وتعمل مجموعة تاسكين بادير الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في جامعة نورث إيسترن، على ذلك بغرض تصنيع روبوتات بشرية، مثل فالكيري من وكالة ناسا، والذي يملك ثلاثة أصابع وإبهام في كل يد، ولكل إصبع مفصل خاص به، ولكل يد معصم يمكنه الدوران.

ويعمل الباحثون على خلق حركات تجمع بين الذراع والرسغ والإصبع والإبهام، والتي تنجز المهام بشكل جماعي، مثل مهمة سحب عربة من مكان إلى آخر، وبدلا من جعل الروبوت آلة مصممة خصيصا لمهمة واحدة، نحن بحاجة إلى تصميم روبوت متعدد الاستخدام، أو ما يطلق عليه "روبوت للأغراض العامة"، والذي يكون جيد لأي مهمة تقريبا، ويعد المفتاح الرئيسي لنجاح هذه الروبوتات هو الأيدي الممتازة، ويركز عمل الباحثين على تصميم فئة جديدة من أيدي الروبوت، قابلة للتكيف وقادرة على القيام بحركات دقيقة، وعندما تستطيع الروبوتات استخدام المطرقة على المسامير، وتغير البطاريات وهي الأعمال الأساسية، التي يقوم بها البشر ستكون الروبوتات في طريقها إلى محاكاة أيدي الإنسان في البراعة.

وينطوي تحقيق ذلك على ابتكار تصاميم جديدة، تتضمن عناصر صلبة وناعمة بنفس القوة التي تمنحها عظام الإنسان لقبضة اليد للإمساك بالأشياء، وتجعل التحسينات التكنولوجية الحديثة عملية التطوير أكثر سهولة، ويمكن تقديم نماذج بسرعة أكبر من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويمكن تجريب مكونات منخفضة التكلفة، مثل تحديد اثنين أو ثلاثة أصابع لمهام الإمساك بالأشياء، وأيدي مجسمة للعماليات الأكثر حساسية، وعلى سبيل المثال عند وضع أجهزة استشعار الضغط والكاميرات في اليد الروبوتية، فيساعد ذلك في إعطاء الروبوت رجع الصدى، بشأن ما إن كانت القبضة آمنة، وربما يمكن للروبوت يومًا ما الإحساس في الاتجاه الذي ينزلق إليه العنصر، بحيث يمكن للروبوت الإمساك به، وعند تحقيق ذلك مع الروبوتات، سيكون بمقدورهم تحديد ما إن كان يمكن الضغط على الجسم الذي يمسكه.

وهناك تطور آخر مهم في الروبوتات، لمعرفة الاقتراحات التي يحتاجونها في الوقت الحقيقي، بما في ذلك استشعار الروبوت لما يحدث في أيديهم كل لحظة، وإذا تمكنت يد الروبوت من الكشف عن التغيرات في الكائنات التي يتم التعامل معها، فيساعد ذلك مع تلك المهام اليدوية الشائعة، وهو ما يوفر دفعة كبيرة وخاصة بالنسبة للتصنيع، ويتيح ذلك أتمتة المصانع لخطوات عملياتها، ويمكن القول أن تحقيق البراعة الروبوتية، التي تجعلها مستقلة عن الإنسان سيستغرق المستقبل المنظور من الباحثين في مجال الروبوت والتكنولوجيا، وكلما استطعنا تطوير الروبوتات بشكل أفضل، سيمكنهم مساعدتنا.