مركبة الفضاء "جونو"

وصلت مركبة الفضاء "جونو" التابعة إلى "ناسا" إلى كوكب المشتري وهي تسير بسرعة 130 ألف ميل في الساعة، في 4 يوليو/ تموز 2016، وكانت مهمتها الدوران حول عملاق الغار، أقرب من أي مركبة أخرى، وهذه مهمة ليست سهلة، ومثل الأرض يحيط بالمشترى إشعاع مغناطيسي، لكن المشتري أقوى بكثير، وإذا لم تصطدم جونو بمنطقة محددة في القطبين حيث يكون المجال المغناطيسي هو الأضعف فإنها لم تكن لتنجو لأن الإشعاع من شأنه أن يحرق المركبة.

اقرا ايضا وكالة ناسا الأميركية تصور اقتراب "فرس النهر الفضائي" من الأرض
وضعت جونو بصماتها حيث قال سكوت بولتون، الذي يقود بعثة جونو: "إنه أصعب شيء فعلته "ناسا" على الإطلاق، ومنذ ذلك الحين، أكملت جونو الدوران حول مدار المشترى مرة كل 53 يوميا"، وتمت الموافقة على مهمة جونو الجديدة في يوليو/ تموز 2020، في يونيو/ حزيران الماضي، ومن ثم يمكن لوكالة "ناسا" اختيار تمديد المهمة أو إنهائها، حيث ستغرق المركبة في المجال الجوي للمشترى، وتحترق، لكن مثل هذا السيناريو المأسوي يبدو مألوفا، إذ في العام الماضي احترقت المركبة الفضائية كاسيني، والتي كانت تدور حول كوكب زحل.
كانت جونو في مدار الكوكب لأكثر من عامين، وكشفت بالفعل عن العديد من الأسرار بشأن أكبر كوكب في نظامنا الشمسي، وتتضمن الاكتشافات وجود أعاصير جديدة ضخمة تدور حول قطبي الكوكب، وتغيير المجال المغناطيسي بدرجة أكبر بكثير مما كان متوقعا، واكتشاف حزام حديث مكون من الأمونيا يحيط بخط استواء المشترى، وبعض الأدلة على أن جوهر المشترى ليس كثيفا ومضغوطا كما كان يعتقد من قبل.
ويعد العلم رائعا وممتعا لكن دعونا نكون صادقين، نحن هنا لنشاهد الصور التي سلمتها المركبة جونو عن كوكب المشترى، وعالجت وكالة "ناسا" الصور، وتبين أن سحابة المشترى تتمتع بجودة عالية، شبيهة بالقشور، مثل الكريمة التي تحوم في أكبر فنجان قهوة يمكن تخيله، أضف إلى ذلك الحجم الهائل لما هو موجود عليه، حتى التفاصيل الصغيرة على كوكب المشتري يمكن أن تكون أكبر من الأرض بأكملها.
وتم تحسين اللون والتباين في العديد من الصور لإظهار التفاصيل في الغلاف الجوي للمشترى، حيث تصحيح الألوان لإظهار غيوم الكوكب.
الصورتين 1 و2: الصورة الأقرب على الإطلاق للبقعة الحمراء الكبيرة، إذ في 10 يوليو/ تموز 2017، طارت المركبة جونو لمسافة 5600 ميل، فوق النقطة الحمراء الكبيرة التي تميز المشترى، وهي نتيجة لعاصفة استمرت 350 عاما، وهي نقطة كبيرة جدا بحيث يمكنها ابتلاع الأرض بالكامل. هذه الصورة هي الأقرب لها على الإطلاق.

الصورة 3: القطب الجنوبي للمشترى لديه سرب مستمر من العواصف، هذا ما يبدو عليه كوكب المشترى من على مسافة 32 ألف ميل، لكن العواصف التي تضرب القطب الجنوبي ليست مشابهة لتلك التي تضرب الأرض، وهي عواصف لا تزال غامضة، حيث قال بولتون: "نشعر بالحيرة بشأن كيفية تشكيلها".

الصورة 4: القطب الشمالي عاصف أيضا، يحتوي هذا القطب على ثماني عواصف تدور حول مركزه، كما أن العلماء ليسوا متأكدين من سبب هذه العواصف، لكن يبدو أنها تركيبات ثابتة في الغلاف الجوي للمشترى، وليس أنماط طقس زائلة.

الصورة 5: كوكب المشترى من الشمال إلى الجنوب، هذا ما رأته المركبة أثناء رحلتها بين القطبين والتي استغرقت ساعتين، يتكون كوكب المشترى من نفس المكونات الأساسية للشمس، خاصة الهيدروجين والهيليوم. يوجد له 69 قمرا، يشبه المشترى النظام الشمسي المصغر.

الصورة 6: كوكب المشترى باللون الحقيقي، الصور المحسنة بالألوان، هي بالتأكيد سدادات للعرض، لكن هنا الصور الأكثر تفصيلا بشكل مكثف للمشترى بالألوان الحقيقية، حيث تبدو الغيوم مثل القشدة في قهوة الغاز العملاقة.

الصورة 7: تظهر الصور الأكثر تباينا التعقيد المذهل في الغلاف الجوي للمشترى، وحسب ناسا، في ما يلي غيوم المشترى من مسافة مساوية لقطر الأرض، الألوان الحيوية التي تراها في الأشرطة السميكة عبر المشترى قد تكون أعمدة من الغازات المحتوية على الكبريت والفوسفور، وكما هو الحال على كوكب الأرض، فإن الغلاف الجوي للمشترى والتكوينات السحابية التي تطوق الكوكب توجد في مجاري نفاثة عظيمة.

الصورة 8: وهنا النظام السحابي في نصف الكرة الشمالي.

الصورة 9: عاصفة كبيرة في نصف كوكب المشترى، وتشبه الألوان لوحة لأعمال الفنان فان جوخ.

الصورة 10: تصغير لنصف الكرة الشمالي للمشترى.

الصورة 11: نصف الكرة الجنوبي في كوكب المشترى وهو لامع.

الصورة 12: القطب الجنوبي من بعيد، ابتعدت جونو عن كوكب المشترى، وتمكنت من إكمال الدوران أثناء عملية تحليقها العاشرة.

قد يهمك ايضا وكالة الفضاء "ناسا" تكشف عن أوّل صوت مِن الكوكب الأحمر

مركبة "ناسا" الفضائية تجد آثار مياه في عملية بحث عن أصل الحياة على كويكب