سفينة الشحن "بروغرس59P"

كشفت وكالة الفضاء الروسية، أنَّ مركبة فضاء روسية تحطمت في طريقها إلى محطة الفضاء الدولية ومن المزمع أن  تحترق في كرة نارية مشتعلة أثناء سقوطها مرة أخرى في اتجاهها نحو الأرض.

ودارت سفينة الشحن "بروغرس59P" حول الكوكب لحوالي 17 ألف ميل للساعة، منذ أن وصلت إلى المدار بعد أن عجزت وكالة الفضاء الروسية عن استعادة السيطرة عليها ما أدى إلى تخلل المركبة الفضائية والتأكد من أنَّ تدميرها بات محتومًا.

وأكدت وكالة الفضاء "روسكوزموس" أنَّه كان من المتوقع احتراق السفينة المنكوبة بعد إعادة دخولها مرة أخرى بين الساعة الـ11:00 مساءً والـ3:00 فجرًا بتوقيت غرينتش، حيث ظلت قطع صغيرة جدًا من المركبة على حالتها لتنجومن الانفجار وتصطدم بسطح الكوكب".

وكان العلماء الذين يتتبعون أثر المركبة المنكوبة اعتمادًا على رادار أرضي قد لفتوا إلى أنَّ نسبة 20% إلى 40% من المركبة الفضائية قد تنجومن الحرارة الهائلة بعد عملية إعادة الدخول، وأكدوا أن أكثر أجزاء المركبة مقدرة على تحمل  اللهب على الأقل بشكل جزئي هوكبسولة الإرساء والتي تعد بمثابة خاتم معدني يبلغ حجمه 200 كغم أي ما يعادل حجم عجلة جرار خلفية.

وصرَّح رئيس مكتب الحطام الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية في دارمشتات هولغر كراغ، بأنَّ المخاطر المتوقعة بشأن إصابة شخص ما بعد الاصطدام بالحطام المتساقط  تعد غير محتملة، مضيفًا: "على مدار ستة عقود  من رحلات الفضاء، لم يسبق وأن أصيب أحد  بعد تدمير الأجهزة الفضائية".

وأضاف كراغ: "لا يمكن أن يسقط الحطام مرة واحدة بالكامل، حيث إنَّ جزءًا كبيرًا من الحطام دٌمر على بعد  80 كغم وبارتفاع  70 كم ، كما أنَّ عددًا محدودًا جدًا من مكونات المركبة نجت من الاحتراق، أما عن باقي الحطام فهو مشتت     خلال مسافات هائلة تصل إلى حوالي ألف كم؛ لذا قد نجد قطعة واحدة على بعد 100 كم".

وأشار إلى أنَّ وكالات الفضاء في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا تتابع المركبة الفضائية، ولكن مع  تقهقر حركتها وسرعتها وارتفاعها أصبحت هناك شكوك حول تحديد مكان وتوقيت نزولها  .

 واستطرد: "ستكون كرات اللهب واضحة إلى درجة كبيرة ويمكن رؤيتها في وضح النهار؛ ولأن حوالي 70% من  كوكب الأرض مغطى بالمياه و3% فقط عبارة عن أرض صلدة ومليئة بالسكان، لا تزال احتمالية رؤية الكرات ضعيفة بعض الشيء ناهيك عن اصطدام المارة بالحطام".

 وأبرز كراغ أنَّ "القلق حيال هذا الأمر يعد مضيعة للوقت، حيث أن الأرض تشهد  مخاطر يومية أكثر  ازديادًا، فمخاطر  قيادة السيارة أو الركوب على متن طائرة أكثر ازديادًا، كما أنَّ مخاطر الصعق من قبل الرعد أكثر ارتفاعًا أيضًا".

وصٌممت المركبة خصوصًا لتكون بمثابة سفينة شحن حيث يتم تفريغها في العمليات العادية من قبل الطاقم، ومن ثم تركها لتعود مرة أخرى نحو المحيط الهادئ من أجل ضمان بقاء أي حطام في المحيط، إذ أنَّ مهندسي وكالة الفضاء الروسية يعجزون عن السيطرة على وحدة التقدم، كما أنه  لا يمكن توجيهها عمدا لذا تترك في المحيط.