الدكتور مخيمر أبو سعدة

أكّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، الدكتور مخيمر أبو سعدة، أنّ بيان الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في القاهرة، الأربعاء، جاء أقل من المتوقّع، مشيرًا إلى أنّ الجميع انتظر أن تمضي المصالحة الفلسطينية في طريقها، إلا أنّ التصريحات التي صدرت بعد البيان من قبل صلاح البردويل وعزام الأحمد، تؤكّد أنّ المصالحة الفلسطينية لازالت تراوح مكانها.

وبيّن الدكتور مخيمر أبو سعدة، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ الحديث الآن يقتصر على موضوع تمكين الحكومة الفلسطينية في غزة، وأنّ كل شيء أصبح يرتبط بشكل أو بآخر في موضوع التمكين، ولذلك هناك تباطؤ كبير في ملف المصالحة.

وأشار أبو سعدة إلى  أنّ تصريحات الدكتور صلاح البردويل، سواء من خلال وجود ضغوط أميركية وإسرائيلية على السلطة، أو كما قال عزام الأحمد إنّ قرار الانقسام الفلسطيني ليس قرارًا فلسطينيًا، وإنما هناك أنظمة عربية ساهمت في تعميق الانقسام، وتعمل على إبقائه، فيبدو للأسف أنّ الأمور ذاهبة إلى الأسوأ.

وتساءل أبو سعدة "ما الذي منع الفصائل في القاهرة من التوصّل إلى تفاهمات تنهي الإجراءات المفروضة على غزة وتؤسّس إلى مرحلة من الشراكة السياسية؟، لا نعرف ماذا سيتغير من اليوم وحتى شباط/فبراير المقبل، موعد الاجتماع الفصائلي المقبل"، مشيرًا إلى نّ ما سيحدث في هذه لفترة قد يكون طرح المبادرة الأميركية لحل الصراع في المنطقة، والتي تبدو ملامحها بأنّها لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق والثوابت الفلسطينية، وبالتالي ستكون الأمور أكثر تعقيدًا مع مجيئ شباط المقبل.

ونوّه أبو سعدة إلى أنّ "ما يقال حاليًات هي مجرّد  مقترحات ولا يوجد مبادرة أو شيء رسمي،  والأفكار المتداولة هي عبارة عن حكم ذاتي فلسطيني بدون الأغوار، وإبقاء المستوطنات في الضفة كما هي، وإمكانية إقامة دولة في غزة، وهذا مرفوض فلسطينيًا ولا يلبي الحد الأدنى من التضحيات التي قدّمها الشعب الفلسطيني منذ 100 عام منذ صدور وعد بلفور، والسؤال الحالي هو إذا ما تم رفض المقترحات التي لا تلبي المتطلبات الفلسطينية، فكيف سيكون الرد الأميركي، وأعتقد أنّ هذا بدأ في عدم تجديد مكتب البعثة في الولايات المتّحدة أخيرًا"