طلال أبو ظريفة

أكّد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، أنّ الأشهر الأخيرة شهدت جملة من التطورات السياسية التي لا يمكن إغفال نتائجها سواء الايجابية أو السلبية وانعكاسها على الوضع الفلسطيني

وأوضح طلال أبو ظريفة، في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أنّ التطور الايجابي الأبرز تجلى في انتفاضة القدس والأقصى في شهر يوليو/تموز الماضي، حيث خاضت الجماهير الغفيرة في القدس معركة ضد إجراءات الاحتلال الهادفة إلى إحكام قبضتها على المدينة وفرض السيادة على الحرم القدسي الشريف، إلى أن انتهت بنصر كبير وإرغام حكومة نتنياهو على إلغاء جميع إجراءاتها الأمنية المستحدثة ما بعد 14/7 من بوابات الكترونية وكاميرات على أبواب المسجد.

وطالب أبو ظريفة، باستخلاص العبر من معركة القدس والتوجه إلى الوحدة التي تجلت في أرقى صورها والتي نجحت في تجاوز كل مظاهر الانقسام والخلاف السياسي سواء وحدة القوى السياسية والدينية أو وحدة الهدف والشعارات ، وشكلت احد ابرز عناصر النجاح ومواجهة إجراءات القمع ومساومات الاحتلال بفعل قناعة راسخة بات إلغاء إجراءات الاحتلال هو السبيل لصون المقدسات وحقوق عروبة القدس .

ودعا أبو ظريفة إلى الحفاظ على عنصر التنظيم الذي نجح في توفير متطلبات الصمود للجماهير المعتصمة عند باب الأسباط واحتضان الوافدين من خارج المدينة إلى دور قوى سياسية فاعلة بشكل غير علني عبر عنه سقوط شهداء لها في هذه المعركة العامل الأخر الذي أسهم في هذا الانتصار، إضافة إلى فشل المفاوضات في حل قضية القدس أو القضية الفلسطينية في ظل قناعة بضرورة أن تتحمل الحالة الشعبية مسؤولياتها التاريخية في مواجهة الاحتلال وإجراءاته وتجاوزه سقف السلطة بل وعلى فرض إرادتها على السلطة بل تجاوزها .

وأشار أبو ظريفة إلى أنه في ظل التطور السياسي الحالي، بات مطلوبًا مجابهة الانقسام من اجل استعادة الوحدة لإنهاء كل التناقض الداخلي لجهة التناقض مع الاحتلال وإجراءاته.

وكشف أبو ظريفة، أن الجبهة الديمقراطية تتمسك بموقفها الذي دعت من خلاله إلى عقد دورة جديدة للمجلس الوطني، بناءً على الانتخابات وفق التمثيل النسبي الكامل في الوطن المحتل وفي أقطار اللجوء والشتات، مشيرًا إلى أنّ المكان يمكن التوافق عليه بمشاركة الكل الوطني الفلسطيني والجميع بدون استثناء وهذه الدورة يكون مطروح على جدول أعمالها إقرار برنامج العمل الوطني استناداً لعملية مراجعة سياسية شاملة لتجربة العمل السياسي على مدى ربع قرن، و إعادة انتخاب رئاسة جديدة للمجلس الوطني والشعبي ومجلس مركزي ولجنة تنفيذية ولجان المجالس الأخرى وإدارة جديدة للصندوق القومي الفلسطيني، منوّهًا إلى أنّ هذه الخطوة تعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ويعزز من مكانتها باعتبارها جهة وطنية متحدة للشعب الفلسطيني وقواه السياسية وقانون نضاله حتى العودة وتقرير المصير والاستقلال والممثل الشرعي الوحيد له 

وأفاد أبو ظريفة، بأنّ الجبهة عبرت عن موقفها من الجهود المبذولة من أي طرف فلسطيني لتخفيف أزمات قطاع غزة في ظل الحصار والخنق الاقتصادي وإجراءات السلطة دون أن يكون لهذه الانفراجات الإنسانية والاقتصادية أية أبعاد سياسية ووفقاً لذلك تشارك في لجنة التكافل الاجتماعي وعلقت عضويتها في لجنة المصالحة الاجتماعية عندما رأت أن ذلك سيؤدي إلى حالة اصطفاف سياسي ونترك تداعيات على العلاقات الداخلية الفلسطينية وتتعاكس مع تفاهمات اتفاق 4/5/2015 الذي بموجبه تشكلت اللجان .

وأكد أبو ظريفة أن الجبهة الديمقراطية تتمسك بموقفها لاعتماد قرارات اللجنة التحضيرية المنعقدة في بيروت في يناير 2017 بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة وانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني وفق التمثيل النسبي الكامل وهذا يتطلب من طرفي الانقسام لأجل الوصول لهذه الخطوة بشكل متوازٍ مع إلغاء اللجنة الإدارية التي شكلتها "حماس" والتراجع عن الإجراءات العقابية بحق شعبنا في قطاع غزة .