القيادية والناشطة النسوية خولة الأزرق

أكدت القيادية والناشطة النسوية خولة الأزرق ، رئيس مجلس الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة الفلسطينية ، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن المرأة الفلسطينية تعاني من جور وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في حقها منذ عصور طويلة ، فعانت المرأة الفلسطينية منذ البدايات من عذاب اللجوء والتشرد والحرمان والقتل ، وفقدان ملكية كل شيء في حياتها، الأب والزوج والأبناء والإخوة، ولا تزال تناضل جنبًا إلى جنب مع الرجل .

وأشارت الأزرق في حوار خاص مع "فلسطين اليوم"، إلى أن المرأة بحضورها ومشاركتها في الميادين كافة ، قاومت أعداء الحياة بروحها وصبرها وتحملها ، وكانت سياجًا أسريًا واجتماعيًا واقتصاديًا غذى استمرار الكفاح والنضال والصمود للشعب الفلسطيني.

وأوضحت الأزرق أن المرأة الفلسطينية شكلت نموذجًا وطني وهي تتقن واجبها ، وتحمل عبىء الأسرة على كاهلها في المفاصل التاريخية للشعب الفلسطيني ؛ فزاوجت بذلك بين عبء مشاركة الزوج والأبناء والإخوة في النضال والكفاح ضد الاحتلال ، وعبء المجتمع وقسوته ؛ فضلًا عن معاناتها في تربية أبنائها.

وأضافت الأزرق أن للمرأة الفلسطينية دور كبير جدًا في الكفاح والنضال والصمود على الرغم من الظروف المعيشية التي تعيشها في ظل انتهاكات الاحتلال ، فكان لها مشاركة فاعلة من خلال المبادرات النسوية التي قادتها ضد الاحتلال والاستيطان ومشاركتها في الانتفاضات ضد الاحتلال وهناك نساء كثيرة برزن في هذا المجال، فارتقت شهيدة، وسقطت جريحة، وذاقت مرارة الإبعاد والأسر وظلم السجان.

وفي مستهل حديثها أشارت "فلسطين اليوم" لسياسة الاحتلال الممنهجة ضد المرأة الفلسطينية ، قائلة "إن الانتهاكات الإسرائيلية لعبت دورًا كبيرًا في زيادة العنف ضد المرأة ، منوهة أن العنف الذي يمارسه الاحتلال ينعكس بشكل أكثر قوة على الفئات المجتمعية الأكثر تضررًا وضعفًا ، ومن بينها المرأة الفلسطينية، فالمرأة الفلسطينية لا زالت تعاني في فلسطين من هذه الانتهاكات، فضلًا عن أن الحصار والانقسام والحروب في غزة قد زاد من أوضاع المرأة الفلسطينية سوءً.

وقالت الأزرق إن واقع المرأة بشكل عام صعب في الأماكن كافة ، إلا أنه يختلف ويتفاوت من دولة إلى أخرى ، فالمرأة الفلسطينية التي تعايش الاحتلال يوميًا تتعرض لانتهاكات قاسية ، وتستحق أن يُرفَع الظلم والجور عنها، أيضًا المرأة العربية ، بشكل عام تناضل في مجالات ومناحي الحياة كافة ، وتحمل أعباء مضاعفة وتعاني من نير التمييز المجتمعي والثقافة الذكورية ، وهناك النساء اللاتي يفقدن أزواجهن يعانين من قسوة الحياة ، فقد أصبحن لعوائلهن المعيلات ، يقاسين صعوبة الحصول على لقمة العيش في ظل نظرات المجتمع اتجاهها ، فتستحق المرأة  أن تسن القوانين وتؤخذ القرارات لإنصافها ، وأن يكون لها حضور قوي في مواقع اتخاذ القرار.

وقالت الأزرق إن المرأة الفلسطينية لم تصل إلى المساواة الحقيقة الكاملة ، لانعدام الاستقرار السياسي والانقسام الفلسطيني والتجزئة بين محافظات الوطن ، ناهيك عن استمرار الاحتلال ساهم في مضاعفة الظلم والاضطهاد ضد المرأة.

ولفتت الأزرق إلى أن نسبة التعليم لدى النساء أعلى من الذكور، إلا أن نسبة مشاركة النساء في سوق العمل محدودة و ضعيفة ولم تتعدى 19%، أيضًا أن 84% من النساء لا يحصلن على حقهن في الميراث ، فالنساء هن الأفقر في المجتمع على الرغم من أن المرأة رائدة ومبدعة في مجالات العمل، وهذا مما ساعد في ترهل عجلة الاقتصاد والتنمية في المجتمع الذي لا يعتمد بشكل منصف للنساء في مجالات العمل المختلفة وكسب الخبرات التي تتمتع بها المرأة.

وبينت الأزرق إلى أن نسبة تمثيل المرأة 20% في الانتخابات المحلية ، وأن المرأة تناضل من أجل رفع هذه النسبة لتصل إلى أن 30% لتأخد دور فعال داخل الأحزاب والمؤسسات وتتمكن من تمثيل نفسها بالشكل المطلوب لخلق تغيير مجتمعي حقيقي رغم الظروف التي تتعرض لها وتقف عائقًا أمام استمرار نضال المرأة من أجل المطالبة بحقوقها .