صورة للحادث

أكد جمال مسالمة والد الشاب همام مسالمة الذي دهس ثلاثة من جنود الاحتلال، أمس الأربعاء، شمال محافظة الخليل، أنَّ ابنه دهس الجنود في حادث سير وليس عن قصد، مشيرًا إلى أنَّ ابنه هرب بعد دهس الجنود من رهبة ما حدث وخوفًا من قيام الاحتلال بقتله، وبقي هاربًا مختفيًا ليلة كاملة، وأنه توجَّه صباح الخميس، إلى مركز توقيف "عتصيون" شمال الخليل لتسليم ابنه إلى الاحتلال طوعًا.

وأضاف مسالمة في تصريح إلى "فلسطين اليوم" أنَّ قوات الاحتلال داهمت منزله الساعة الثانية فجرًا، وسأله ضابط الاحتلال إنْ كان يعرف سبب حضور القوة العسكرية إلى بيته، فأجاب مسالمة الضابط بأنَّه يعلم السبب وهو حادث الدهس الذي وقع.

وأوضح أنَّه أخبر ضابط الاحتلال بأن ابنه ليس موجودًا في البيت، رغم انقطاع الاتصال بابنه وعدم معرفة مصيره، حيث أنَّ والد الشاب تعرَّف أنَّ ابنه دهس الجنود من السيارة التي وقع بها الحادث.

وحمّل مسالمة الاحتلال مسؤولية ما حدث؛ مبررًا ذلك بأنَّ الجنود الثلاثة وحسب قول ابنه كانوا في وسط الطريق في حاجز عسكري، رغم عدم وجود أي إشارات سير تشير إلى أنَّ الجنود يقيمون حاجزًا عسكريًا في الطريق، ما أدَّى إلى عملية الدهس.

وتوجَّه صباح والد الشاب إلى الصليب الأحمر بعد أن سمع من الإذاعات المحلية أنَّ ابنه سلّم نفسه إلى الصليب، إلا أنَّ الخبر لم يكن صحيحًا، وحينها اتصل ابنه همام به، وقال له ما حدث بالتفصيل، ففضل الشاب ووالده التوجه فورًا إلى مركز توقيف "عتصيون" التابع للاحتلال لتسليم نجله، مؤكدًا أنَّ ما جرى حادث سير فقط.

وأكمل مسالمة حديثه لـ " فلسطين اليوم " بان الاحتلال وعندما استلم ابنه في عتصيون ، لم يقم بتكبيله ولم يقم بالاعتداء عليه ، مشيراً إلى أن الاحتلال ربما يعلم بالفعل بان ما جرى هو حادث سير فقط .

وفي السياق ذاته، أكد ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر الخميس، أنَّ تفاصيل التحقيق في عملية دهس الجنود الثلاثة في مخيم العروب شمال الخليل تؤكد أنَّه حادث سير عرضي وليس عملية مقصودة كما ساد الاعتقاد في البداية.

ونقل موقع " والا" العبري عن الضابط قوله إنَّ المعطيات والقرائن على الأرض وتسليم المتهم نفسه تدلل على أنَّ الحديث لا يدور عن عملية مقصودة، كما ذكر الموقع أنَّ الشاب المنفذ الذي سلَّم نفسه ظهرًا لمكتب التنسيق في بيت لحم ويدعى همام المسالمة، اعترف أثناء التحقيق أنه هو المنفذ لحادثة الدهس.

وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليون الليلة الماضية، حيث وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، بعد أن أقدمت مركبة تجارية على دهسهم على الشارع الرئيسي قبالة مخيم العروب شمالي الخليل.

وكانت قوات الاحتلال عقب عملية الدهس شرعت بعمليات بحث وتفتيش عن منفذ عملية الدهس، حيث اقتحم الاحتلال مخيم العروب، وداهم عشرات المنازل، وأغلق الطريق الالتفافي المحاذي لمخيم العروب لساعات طويلة، فيما عادت حركة السير إلى طبيعتها صباح الخميس.