الدكتور مصطفى البرغوثي

دعا رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إلى اجتماع عاجل بين الهيئة السياسية في السلطة الفلسطينية ومسؤولي الأجهزة الأمنية للبدء الفعلي بتنفيذ قرار المجلس المركزي القاضي بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح البرغوثي في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" أن ما تم التأكيد عليه هو أن قرار المجلس المركزي الفلسطيني ليس قرارا للمشاورة والنقاش بل للتنفيذ وهو ملزم للجنة التنفيذية ورئيسها وجميع أعضائها، موضحًا أن الحديث يدور الآن عن بدء التنفيذ الفعلي لهذا القرار بالتعاون مع كل الأجهزة الأمنية المختصة.

وأضاف أن الأمر الآخر الذي جرى نقاشه في الاجتماعات الأخيرة هو ليس الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لأن الانضمام قد تم بل تفعيل الملفات المقدمة للمحكمة الدولية وهما ملفان أساسيان وهما ملف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة و ملف الاستيطان كجريمة حرب.

وأشار البرغوثي إلى أنَّ النقطة الثالثة التي تم الحديث عنها هو ضرورة الإسراع في إنجاز المصالحة الفلسطينية والتأكيد على التوجه الإيجابي نحو الوحدة الوطنية مشدداً على أن أفضل رد على نتنياهو وعنصريته وجرائمه وما أعلنه عن رفضه لقيام دولة فلسطينية مستقلة هو أن نوحد صفوفنا الآن وأن نوقف كل انشغالاتنا الداخلية على السلطة.

وحول ملف الاعتقال السياسي أوضح البرغوثي الذي يشغل منصب رئيس لجنة الحريات أن لجنته تدخلت في هذا الشأن وقد تم الإفراج عن معظم المعتقلين، مؤكدًا أنَّ المطلوب هو أن يتم الإفراج عن كل المعتقلين وأنَّ لا يكون هناك أي معتقل سياسي لا في قطاع غزة و لا في الضفة الغربية مؤكداً أن اللجنة تواصل  العمل على هذا الملف، معتبرًا أنه أحد أسس الوحدة الوطنية .

وشدَّد على ضرورة أن يكون هناك تنفيذ حرفي لتوصيات لجنة الحريات الأخيرة، موضحًا أنَّ التواصل وعدم الانقطاع بين غزة والضفة وأن تقوم الحكومة بمهامها في قطاع غزة موضحاً أنه جرى التوجه الإيجابي في هذا الأمر.

وأبرز ضرورة توفر النوايا الطيبة وأن يتم لجم كل الحملات الإعلامية التي تؤدي إلى تعميق الانقسام وأن يتم التركيز على كل ما يوحد الصف الفلسطيني، موضحًا أنَّ القضية اليوم أكبر بكثير من أي خلاف اليوم وأنه من المحزن والمخزي أن يستمر هذا الخلاف الداخلي في وقت يقوم نتنياهو بالبطش فينا جميعًا.

وأكد البرغوثي حول إمكانية تعرض الرئيس الفلسطيني لما تعرض له الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في حال وقف التنسيق الأمني أن كل هذا وارد وكلنا معرضون للأذى الإسرائيلي وهذا هو ثمن الحرية، متسائلًا "كيف يمكن لنا أن لا نخشى من هذا الاحتلال القائم".

وبيَّن أنَّ المسألة الأساسية هي أن نأخذ قرارنا بيدنا ونقرر كيف نصل إلى حريتنا عبر التكاتف الوطني أما تهديدات الاحتلال فأكد البرغوثي أنها لا تخيف الشعب الفلسطيني ويجب أن لا تخيف أحد.

وفي هذا الشأن أكد البرغوثي أنَّ نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكدت الطابع العنصري لدولة الاحتلال ومجتمعها الذي يواصل إعطاء أغلبية أصواته للأحزاب اليمينية المتطرفة.