اللواء عدنان الضميري

تداولت وسائل الإعلام المختلفة في الآونــة الأخـيرة أخبار ومعلومات تفيدُ بوجود بعض من الأفراد المنتمين إلى تنظيم الدولـة الإسلامـية، المعروف إعلاميًّا بـ"داعش" في فلسطين، الأمـر الذي أثـار ضجـة إعلامـيّة في الشارع الفلسطيني، واحتلّ مساحة على منابر المساجد وخطب الأئــمة.

وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري، خلو الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية من تنظيم "داعش"، وأنَّ الفلسطينيين بوصلتهم القدس فقط.

وأوضح الضميري، في مقابلة خاصـة مع "فلسطين اليوم"، أنَّ "شعب فلسطين كافةً يسعى إلى إنهاء الاحتلال، ولا أعتقد أنَّ "داعش" لها هذا التوجه، مؤكدًا عدم وجود أي من عناصر هذا التنظيم أو مؤيديه في فلسطين"، مضيفًا: بأنَّ "داعش" ليست موجودة في فلسطين وندعو الله أنَّ لا يكون لدينا في المستقبل مثل هذه الظاهرة التي لا تنسجم مع فهم الفلسطينيين لسماحة الدين، وأي نضال لا تكون بوصلته القدس هو تحرُّك مشبوه".

وتعددت في المجتمع الفلسطيني آراء المواطنين فيما يتعلق بتنظيم "داعش"، وأظهرت استطلاعات وكالات محلية حول حقيقة "داعش" فكانت النسبة بأنَّ نحو 68% يعتبرون هذا التنظيم إسلام حقيقي، فيما اعتبر إمام مسجد الطيبة في الخليل سعد الزعتري أنَّ هناك الكثير من المواطنين الجاهلين بالإسلام الصحيح، لذلك نجد ضعاف النفوس الذين يميلون لهذه الجماعات، وهناك جماعات أخرى حبهم للإسلام يؤدي بهم إلى تأييد هذا الفكـر، ظنًا منهم أنه دين الله الصحيح معتمدين في ذلك على ما يسمعوه وما يشاهدوه من أعمال لهذا التنظيم كطرد المسيحيين، ومعاقبة الزناة وغيره".

وأضاف الزعتري أنَّ السلفيين كتيار إسلامي موجود منذ زمن النبي بريئون من "داعش" وأفكارها، فهي لم تخرج عن السلفية بل خرجت من الإخوان المسلمين والمعروف عنهم أنهم ضد التيار السلفي، و"داعش" وقبلها "القاعدة" وقبلها "جبهة النصرة" خرجت من رحم واحد وهو الإخوان المسلمين، وهي التي تفرق هؤلاء وتدعو بهم إلى فكرها وهو فكر التكفير والخروج عن الحاكم.

ويُكمل الزعتري إنَّ هذه الجماعة ظهرت في زمن النبي محمد، وعرفت باسم الخوارج، وقد حذّر منها النبي مرارًا وتكرارًا في كل زمان ومكان وإنَّ اختلفت مسمياتها مع مرور الزمن.

 وأشار أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامـية إلى أنَّ "داعش" يستند إلى علماء مشهورين في العالم الإسلامي من باب خدع الشباب بفكرهم، ولأن منهج شبابنا التسليم ولا يملكون ملكة البحث والتوثيق من الآراء وانعزلوا عن فكرهم وتراثهم، وهبط مستوى فهم الألفاظ والمصطلحات الفقهية يصدقون دون بحث.

من ناحيـة أخـرى، أضاف: "إنَّ النظريات السياسية الحديثة تعتبر هذا التنظيم متطرِّف وهو ما أكده المتخصّص في الإسلام السياسي الدكتور بسام عويــضة، مؤيدًا وجود حركات إسلامية فلسطينية كالجهاد الإسلامي وحماس وإنَّ كنتُ لا أتفق معهم إلا أنَّ لها الحق في مقاومـة الاحتلال؛ حيث أنَّ كل الأطياف السياسية الفلسطينية والعربية والاتفاقات الدولية تنص بحقنا على المحاربة ومقاومة الاحتلال، لكن "داعش" حركة إسلاموية متطرِّفة كالقاعدة".

وأضاف عويـضة: "هذه الحركات تعود بالمجتمع إلى الخلف، وما تفعله من أعمال همجية وبربرية يعود بالعالم إلى العصور الوسطـى، والمطلوب من كل إنسان عربي تنويري أنَّ يحاول القضاء على "داعش"، وعلى الدول العربية أنَّ تتحد لمُحاربة هذا التنظيـم قبل أنَّ تفعله أميركا"، مُحمّلاً إياها مسؤولية تمويل هذا التنظيم ولولا مقتل الصحافيين الأميركيين في الفترة الأخيرة لما ضربته".

من جهته، وضح عويـضة أنَّ النظريات السياسية الحديثة التي تضمّ العلوم السياسية بمختلف أنواعها، والديمقراطية من المستحيل أنَّ ينبق عنها تنظيم كـ"داعش"، بل انبثق عن الظلم والجهل في الوطن العربي والفقر، هو تنظيم اشتغل اسم الدين والمتدينين ليتغلغل إلى كل بيت عربي فلا ارتباط بين "داعش" ونظريات السياسة الحديثة".

وحمل  الأستاذ  مفارجـة مهمـة تنوير المواطـنين على كل عربي يعي حقيقة هذا التنظيم وجذورة الأصلية، داعيًا ضرورة توعية المواطنين والشباب عبر وسائل الإعلام المتنوعة بخطورة "داعش" على الفرد والأسـرة والمجتمع.

كما أشار الزعتري إلى دور خطباء وأئمـة المساجد في الحديث مع المواطنين عن قرب يوم الجمعة، وفي دروس الدين التعليمية، من أجل توعية الناس بشكل واضح حول الصواب وما هو أصوب.