حركة "حماس"

صرّح القيادي في حركة "حماس" إسماعيل رضوان، بأن المصالحة الوطنية الفلسطينية دخلت في نفق مظلم في ظل عدم عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية وعدم انعقاد المجلس التشريعي، الذي كان من المفترض عقد جلساته بعد شهر من تشكيل حكومة التوافق.

وأوضح رضوان في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أن التعديل الوزاري الأخير على حكومة التوافق زاد الأمور تعقيدًا بسبب خروجه عن اتفاق القاهرة وإعلان الشاطئ، والإجماع الوطني الفلسطيني الذي يرفض هذه التعديلات؛ باعتبارها خارج إطار التوافق الوطني.

وتطرّق إلى اتفاق "مكة 2"، موضحًا "لسنا بحاجة إلى اتفاقات جديدة، ولكن بحاجة إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة، اتفاق القاهرة، وإعلان الشاطئ، والدور المصري هو دور رئيس في ملف المصالحة والملفات الفلسطينية."

وأكد في حديثه حول طبيعة العلاقة مع المملكة العربية السعودية، أن حركته "حريصة على علاقات قوية مع بعدنا العربي والإسلامي، وتأتي في هذا السياق العلاقة مع المملكة العربية السعودية بما تملك من دور بارز في المنطقة وداعم للقضية الفلسطينية".

وأضاف رضوان "الشيء الطبيعي أن تكون العلاقة إيجابية مع السعودية؛ لأنها تمثل عمقًا وبعدًا للقضية الفلسطينية مثلها مثل مصر وقطر وغيرها من الدول العربية والإسلامية".

وأشار إلى أن العلاقات شهدت تطورًا إيجابيا في المرحلة الأخيرة، معربًا عن أمله أن يتم تطوير العلاقة لمصلحة القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة الفلسطينية، والضغط على الاحتلال ولجمه من خلال هذه العلاقة التي يمكن من خلالها التغلب على الكثير من المشاكل من رفع الحصار وإعادة الإعمار.

وحذر من خطورة الأوضاع في غزة، موضحًا أن الحالة الإنسانية في القطاع مأساوية، في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفير الرواتب للموظفين، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل وتهميش غزة وعدم الاهتمام بمشاكله من قبل السلطة وحكومة التوافق التي شكلت سابقًا قبل التعديل.

ولفت إلى أنه "على الرغم من أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والحياتية صعبة، لكننا ندرك أن الهدف هو كسر إرادة وشوكة الشعب الفلسطيني الذي احتضن المقاومة، ونحذر من مغبة استمرار الجرائم والحصار الظالم ضد شعبنا الفلسطيني، ونقول إن هنالك شعباً لا يساوم على البندقية ولا على الثوابت الفلسطينية".

ونوّه رضوان بأنه "حتى هذه اللحظة لا يوجد إعادة إعمار حقيقي لقطاع غزة"، محملاً الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن ذلك، وأشار إلى عدم دخول المواد اللازمة للإعمار إلى القطاع، محذرًا من "استمرار الحصار، وعدم الإعمار يجعل غزة أشبه بالقنبلة الموقوتة قد تنفجر بأي لحظة".

وبيّن أن الأوضاع في الضفة المحتلة، وخصوصًا القدس ازدادت توترًا وتصعيدًا في المرحلة الأخيرة، في ظل التهويد الممنهج والاقتحامات من قبل العدو الصهيوني على المستوى الرسمي وغير الرسمي.

وأعتبر أن استمرار المضايقات لأهلنا في القدس، وتسارع الاستيطان وما حدث للطفل الرضيع علي دوابشة وعائلته، يدلل على مستوى تصعيد الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، ويأتي هذا تزامنًا مع الاعتقال السياسي في الضفة، واستمرار حملة الملاحقات في الضفة الغربية، محذرا من انتفاضة جديدة في الضفة المحتلة.