نقص المياه يحد من الزراعة في مدغشقر

في معظم الأيام تتجاهل هيتاسوا وجبتى الإفطار والغذاء فهى مشغولة للغاية بمحاولة إيجاد ما يكفى من المال لشراء الطعام لوجبة العشاء وحتى هذا يشكل لها تحديا في جنوب مدغشقر الذي يعانى من أسوأ موجة جفاف في 35 عاما قضت على محصول الذرة
وتقول المرأة البالغة من العمر 56 عاما "لم تسقط الأمطار على الإطلاق. لن نحصد أي شيء. الأمر أسوأ هذا العام." 

ومثل نساء أخريات في المنطقة تحول هيتاسوا الخشب إلى فحم وتحمله فوق رأسها لتبيعه في السوق كل يوم، وتقول: "شعرى يتساقط من حمل كل هذا الفحم.. لم يعد هناك حتى ما يكفى من الأشجار." 

وتسبب الجفاف للعام الثالث على التوالى في عجز 1.1 مليون من سكان مدغشقر عن إطعام أنفسهم بما في ذلك 665 ألفا يواجهون مجاعة شديدة. 
وأدت أسوأ ظاهرة إلـ نينيو التي يشهدها العالم في سنوات إلى تفاقم الأزمة إذ حملت معها موسم جفاف جديدا عبر جنوب أفريقيا ومصاعب جديدة في مدغشقر وهى بلد يبدو أحيانا أنه لا يخلو من كوارث مثل الأعاصير والفيضانات وأسراب الجراد والاضطرابات السياسية. 

ويقول خبراء في مجال الإغاثة والتنمية إن تغير المناخ إضافة إلى التدهور البيئى (اختفاء أكثر من 80 في المئة من غابات مدغشقر الفريدة نصفها منذ أواخر الخمسينيات) لا يسهم سوى في زيادة مصاعب الحياة على الناس في الجنوب، وللتعامل مع المجاعة التي زادها الجفاف سوءا يقوم برنامج الأغذية العالمى وغيره من منظمات الإغاثة الدولية مثل خدمات الإغاثة الكاثوليكية بتوزيع حصص من الطعام.