جانب من فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون

افتتح رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي، مساء الخميس، مندوبًا عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان جرش للثقافة والفنون.

ويشارك في الدورة الحالية عدد كبير من المثقفين والشعراء والفنانين والفرق الفنية من الأردن ومختلف الدول العربية والأجنبية : مصر، فلسطين، العراق، لبنان، تونس، المغرب، البحرين وفرنسا، البرتغال، شيلي، الأرجنتين، إيطاليا ، الصين والفلبين.

وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان عقل بلتاجي إن مهرجان جرش حمل على مدى العقود الثلاثة الماضية رسالة الأردن الإنسانية والثقافية إلى العالم وأقام مع ثقافات العالمِ أوثق الصلات وأعمقها وأجملها مقدما لجمهورِ المهرجانِ الأردني والزائر إضاءات ومعارف ذات قيمة عن الفنونِ العالمية جميعها ورسخ الثقافة الأردنية مفردة ذات اعتبارٍ بين ثقافات العالمِ الحية فنا وكلمة ومعنى.

وأضاف "إن مهرجان هذا العام استثنائي ، حيث يحتفل فيه الأردن بالذكرى المئوية لانطلاقة الثورة العربية الكبرى التي أكدت على دورِ الأردنِ المحوري في المنطقة والعالم وعلى رسالته الأخلاقية النبيلة في الدفاعِ عن حقوقِ الأمة العربية ومصالحها وتمثيل الوجه الحقِ للدين الإسلامي الحنيف المُنفتحِ على الحياة الساعي لإعمارِ الأرض وبنائها الحافظ لدماء الأبرياء وأرواحهم في كل مكان".

من جانبه، قال عضو اللجنة العليا للمهرجان رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة إن جرش وهي تستقبل مهرجانها السنوي للثقافة والفنون، إنما تؤكد على الحياة والاستمرارية في نهج الدولة الأردنية المبنية على إعطاء المساحات لكل أبنائها وتعظيم العمل الإبداعي والفني وتلاقيه من كل أنحاء المعمورة على أرض المدينة الخالدة الشامخة بمسارحها وأعمدتها ومساجدها وكنائسها.

واشتمل حفل الافتتاح ، الذي حضره أعضاء اللجنة العليا لإدارة المهرجان وعدد من الوزراء والسفراء المعتمدين لدى المملكة ومحافظ جرش قاسم مهيدات وأعيان ووجهاء محافظة جرش وجمع غفير من المواطنين على مغناة الثورة العربية الكبرى (السيف والقلم) من كلمات الشاعر صفوان قديسات وألحان الدكتور أيمن عبد الله والموسيقار وليد الهشيم أداها 12 فنانا وفنانة أردنية وقصيدة شعرية للشاعر الدكتور صلاح جرار.

ويشهد مسرح أرتيمس في مدينة جرش الأثرية ومقر رابطة الكتاب في عمان افتتاح مهرجان الشعر العربي الذي يأتي في إطار الشراكة بين مهرجان جرش ورابطة الكتاب وبمشاركة عربية وأردنية، في حين يقدم برنامج الثقافة المحلية في محافظة جرش عددا من الندوات والمحاضرات التي تعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتنموي للمحافظة، بالإضافة إلى أمسيات شعرية وعزف على آلة الربابة والآلات الموسيقية التقليدية فيما يركز البرنامج الثقافي لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين على البعد التاريخي لمهرجان جرش وأمسيات شعرية في الشعر النبطي .

كما ستعقد على هامش المهرجان، الندوة الفكرية الدولية حول مئوية الثورة العربية الكبرى، يومي السبت والأحد المقبلين، في المركز الثقافي الملكي والجامعة الأردنية بمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين العرب والأردنيين. وسيتم في حفل افتتاح الندوة إلقاء كلمات بهذه المناسبة وقصيدة شعرية للشاعر حيدر محمود.

وحرصت إدارة مهرجان جرش على إبراز تراث وفنون دول شعوب العالم؛ حيث ستقدم للجمهور الأردني والعربي والأجنبي المتواجد على أرض الأردن فعاليات فنية على المسرح الشمالي لنخبة من الفنانين والفرق المحلية العربية والأجنبية أمثال فرات قدوري/العراق ، فليبا ردوريجس/البرتغال ، دانييل ميل/فرنسا ، فرقة أمين وحمزة/تونس ، فرقة خوان كارلوس/الأرجنتين ، فرقة الطنبورة بورسعيد/مصر ، فرقة أوتوستراد/الأردن وليلة أردنية سيشارك فيها المطربون سهير عودة ، إبراهيم خليفة ، محمد رافع ، غالب خوري.

وسيقف على المسرح الجنوبي الذي يعتبر نقطة انطلاق كل فنان أردني وعربي إلى عالم الشهرة والنجومية عدد من الفنانين أمثال لطيفة التونسية ، وائل كفوري ، كاظم الساهر ، وائل جسار ، سعد المجرد ، يارا ، نجوى كرم ، نداء شرارة ، أدهم نابلسي ، طوني قطان ، يحيى صويص ، حسين السلمان ، محمد الحوري ، نانسي بيترو ، أحمد عبندة ، عماد الخوالدة، بالإضافة إلى فرقتي النادي الأهلي للفلكلور الشركسي والهاشمية للإنشاد، وذلك في إطار حرص المهرجان على إبراز التنوع الثقافي والطابع الروحي.

وسيعرض في الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة العديد من الفعاليات الفنية للفرق المحلية والعربية والأجنبية وفنانين أردنيين وأمسيات شعرية ومعارض المنتجات الريفية والصناعات الغذائية والحرف والصناعات التقليدية في إطار المسئولية الاجتماعية للمهرجان في دعم الجمعيات والشراكة مع المؤسسات التي تعمل على تمكين المرأة والأسرة الأردنية اقتصاديا وعلى رأسها برنامج تعزيز الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، بالإضافة إلى حرص إدارة المهرجان على دعم المواهب الشابة من خلال إطلاق النسخة الخامسة من مشروع بشاير جرش على مسرح الساحة الرئيسية.

يُذكر أن مدينة جرش كان يطلق عليها اسم (جراسا) وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 48 كم إلى الشمال، وهي تقع في الجزء الشمالي من المملكة وترتفع عن سطح البحر قرابة 600م ، تحيط بها هضاب مكسوة بالغابات.

وتعد إحدى المدن التاريخية الأثرية التي ظلت محافظة على معالمها الأثرية حتى اليوم الحاضر ، فقد تم الكشف عن هذه المدينة الرومانية التي كانت تغطيها الرمال قبل أكثر من 70 عاما فظهرت للوجود مدينة كاملة بشوارعها المبلطة والمعبدة وهياكلها المرتفعة القمم ومسارحها ومدرجاتها ومساحاتها إلى جانب الميادين والحمامات والشلالات والأسوار.

وقد عثر علماء الآثار في داخل هذه الأسوار على بقايا مستوطنات تعود للعصر البرونزي والعصر الحديدي ولعهود اليونان والرومان والبيزنطي والأموي والعباسي ، مما يشير إلى إقامة الإنسان فيها منذ 2500 سنة.. ولكثرة الأعمدة التي تزين مختلف معالمها تسمى جرش أيضا (مدينة الألف عمود) الشارع الرئيسي في المدينة الرومانية وطوله نحو واحد كيلومتر ولايزال 71 من أصل 520 عمودا رخاميا هناك منتصبة في مواقعها محتفظة بقواعدها وتيجانها المزخرفة ببراعة.