المسرحية السورية ليلي داخلي

يستعد فريق عمل المسرحية السورية ليلي داخلي للسفر إلى السويد للمشاركة في مهرجان مالمو السويدي الدولي للفنون المسرحية في دورته الجديدة لهذا العام بعد أن اختيرت المسرحية التي كتبها وأخرجها سامر محمد إسماعيل ضمن العروض المختارة للمشاركة في المهرجان والمستضافة من الخارج علما أنها المرة الأولى التي يكون فيها للمسرح العربي المحترف حضور فاعل بين عروض المهرجان الذي يقام في السادس والعشرين من شهر أيار القادم.

وفي مؤتمر صحفي عقد في إحدى قاعات أوبرا مالمو أمس أعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان عن العروض الثمانية عشر المختارة للمشاركة في المهرجان من بينها “ليلي داخلي” من أصل ثلاثمئة وثمانية وعشرين عرضاً مسرحيا توزعت على منصات المسارح السويدية فضلا عن بعض العروض الاسكندنافية وعروض مسرحية مشتركة بين السويد والدنمارك وكذلك عن بعض العروض المستضافة من أوروبا والعالم.

وقال مخرج العرض سامر اسماعيل لسانا الثقافية إن “ليلي داخلي” ستمثل المسرح السوري في أوروبا وإن الدعوات وجهت له ولبطلة المسرحية روبين عيسى والممثل بسام البدر ومصمم التقنيات أدهم سفر للمشاركة في المهرجان.. كما تم إرسال سيناريو العمل إاللجنة المعنية في السويد لترجمته ولكي يكون مفهوما من قبل الجمهور السويدي.

وأوضح أن مسرحية “ليلي داخلي” تطل على اللحظة السورية الراهنة وذلك من خلال حوارية بين امرأة ورجل يتبادلان الاتهامات بعد عودتهما من حفل عيد زواجهما العاشر حيث تدلي الزوجة “وداد” روبين عيسى بكل تاريخها المأساوي مع زوجها “سمير الصوفي” رجل الأعمال الغارق في صفقات المال والجنس والسياسة بعد انصرافه عنها ليصبح نجماً تلفزيونياً في برامج التحليل السياسي.

هذه المواجهة الصادمة تؤدي إلى تعرية النخبة الانتهازية في البلاد يترافق ذلك مع حوار يقوده الزوج الصامت اللامبالي لكلام زوجته من خلال إدمانه على الفيس بوك والرد على اتهامات امرأته عبر صور الفوتوغراف وأفلام الفيديو التي يقوم بعرضها على شاشة موازية له إذ يراها الجمهور في عمق الخشبة مستفزاً زوجته التي ملت صمته وحياده إلى أن تتطور الحبكة لمواجهة نهائية بين الزوجين تتجلى فيها أدوار الضحية والضحية المضادة معاً بعد مصارحة بخيانات وتبادل زوجات مرعب يكسر كل القيم والأعراف الأخلاقية .1

ويضيف اسماعيل إن المسرحية التي قام بإعدادها عن مسرحية غابرييل غارسيا ماركيز بعنوان “خطبة لاذعة ضد رجل جالس” هي مرافعة تفضح وتعري النخب الانتهازية التي تاجرت بكل شيء من أجل النفوذ والمال مقدمة وطنها ثمناً لذلك.. تلك النخب التي تذهب دائما حيث الأرباح أيا كانت الموجة.

وفي تصريح صحفي قال الفنان والمخرج المسرحي السويدي من أصل عراقي كريم رشيد ..”لأول مرة ننجح في أن يكون للمسرح العربي المحترف حضور فاعل بين العروض والندوات الفكرية فقد تم الإعلان عن استضافة عرض مسرحي عربي من سورية هو مسرحية “ليلي داخلي” إنتاج المسرح القومي بدمشق بالتعاون مع تجمع -اشجار- المسرحي”.

وأضاف رشيد إنه ستقام في المهرجان ندوة فكرية تحت عنوان “المسرح العربي اليوم” يستضاف فيها مؤلف ومخرج وممثلة مسرحيون عرب لمناقشة الاستجابات الفكرية والفنية للنص والعرض المسرحي للمتغيرات السياسية الطارئة في المنطقة العربية.

بينما تتركز مشاركة ممثلة عربية في الندوة للحديث عن شخصية المرأة في المسرح العربي والافتراضات المتوقعة لها بعد الأحداث التي تشهدها المنطقة.. ومن المؤمل أيضا حضور شخصيات أخرى من المسرحيين العرب سيعلن عنها لاحقا لتفعيل حضور المسرح العربي في هذا المهرجان الدولي المهم.

يذكر أن عرض “ليلي داخلي” المهدى لروح الفنانة الشهيدة الشابة سوزان سلمان التي قضت بقذائف الغدر والإرهاب في آب الماضي حيث كانت الممثلة الشابة سلمان مخرجاً مساعداً في هذا العرض قدم لأول مرة في آذار من عام 2013 على مسرح القباني بدمشق وأحدث وقتها صدى كبيراً بين الجمهور والنقاد محققاً المعادلة الأصعب في مجال العروض المسرحية ذات الطابع النخبوي وذلك لقرب العرض من هاجس الجمهور السوري وإطلالته على الأحداث المؤلمة التي تحياها سورية منذ بداية الأزمة.

وشارك في مهرجان أيام قرطاج المسرحي 2013 بدورته السادسة عشرة.. وفي الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي بالشارقة وصنف على أنه واحد من أهم العروض العربية التي قدمت عام 2013 عربيا كما تمت دعوة العرض للمشاركة في مهرجان المسرح اللاتيني الأمريكي في كندا “تورنتو” عام 2015.