أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية

أفاد مركز دراسات تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن 800 مليون دولار خسائر سنوية يسببها سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مناطق الأغوار الشمالية سلة الخضر والفاكهة للفلسطينيين وذكر مركز "عبد الله الحوارني للدراسات والتوثيق" في ورقة حقائق عن الأغوار "يمثل النشاط الاقتصادي الاستيطاني أهمية كبيرة بالنسبة لدولة الاحتلال في هذه المنطقة" وأوضح المركز أن ذلك يعود "لما تحويه من أراض زراعية خصبة بالإضافة إلى مزارع الأبقار الضخمة وعدد كبير من المصانع التي تعتمد على الإنتاج الزراعي والحيواني في تصنيعها لاسيما الأعشاب الطبية".

وقدر المركز حجم أرباح المستوطنين من خلال الاستثمار في الأغوار الشمالية بنحو 650 مليون دولار سنويا وتقع الأغوار الشمالية في شمال شرقي الضفة الغربية ضمن ما يعرف بمحافظة طوباس وتشكل نحو60 في المئة من مساحة المحافظة البالغة 402 كيلومتر مربع وتضم المحافظة 23 تجمعا سكانيا ما بين مدينة وبلدة وقرية ومخيم وتجمعات بدوية، وبلغ عدد سكانها حتى منتصف العام الجاري نحو 69 ألف نسمة.

وذكرت الدراسة أن "الأغوار الشمالية تضم 12 تجمعا سكانيا ثابتا بالإضافة إلى 20 تجمعا لمضارب البدو وبلغ عدد سكانها حتى منتصف العام الجاري نحو 6000 نسمة"وأوضحت أن 84 في المئة من مساحة محافظة طوباس مصنفة منطقة "ج" حسب اتفاقية أوسلو والذي يعني أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وأي مشروع أو بناء فيها يحتاج إلى موافقة الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في الدراسة أن الاستيطان بدأ مبكرا في هذه المنطقة بعد احتلال الضفة الغربية مباشرة في العام 1967، بحيث "أقيمت أولى المستوطنات العام 1968 وهي مستوطنة ميخولا الزراعية"وأضافت "تصاعدت وتيرة الاستيطان بعد طرح مشروع "ألون" للسيطرة على الأغوار الفلسطينية، حيث أقيمت 7 مستوطنات جديدة أغلبها ذات طابع زراعي وعسكري في آن واحد" واشتمل النشاط الاستيطاني بحسب الدراسة على "إقامة ثلاث بؤر استيطانية جديدة خلال العامين الماضيين."
 
وذكر المركز أن "هذه المستوطنات تتوزع على طول الحدود مع الأردن ضمن الخط الموازي لنهر الأردن، بالإضافة إلى الخط الثاني ضمن السفوح الشرقية للجبال المطلة على الأغوار".
 
وزادت الدراسة"تبلغ مساحة هذه المستوطنات ضمن حدودها حوالي 7518 دونم (حوالي 1790 فدانا) عدا عن المنطقة الحيوية "مناطق نفوذ" التي تحيط بها والتي يمنع على المزارعين الفلسطينيين دخولها أو البناء بها، ويسكن هذه المستوطنات والبؤر حوالي 2000 مستوطن" واستعرضت الدراسة وجود عدد من القواعد العسكرية في منطقة الأغوار، وأردفت "يبلغ عدد القواعد العسكرية سبع قواعد بمساحة إجمالية تبلغ 14395 دونمًا، عدا عن المدى الحيوي لهذه القواعد والتي تعتبر مناطق عسكرية مغلقه بالكامل أمام الفلسطينيين".
 
ويريد الاحتلال الإسرائيلي الإبقاء على تواجد عسكري له في أي اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين وهو الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون مع موافقتهم على وجود قوات دولية في هذه المنطقة واحتوت الدراسة على تفاصيل حول ما يتعرض له السكان من اعتداءات من قبل الجيش أو المستوطنين وبين المركز "تهدف سلطات الاحتلال إلى تقطيع أواصر الصلة بين بلدات وقرى الأغوار الشمالية للتنغيص على حياة المواطنين لإجبارهم على ترك أرضهم والرحيل عنها، بالإضافة إلى عزلها عن باقي مدن ومحافظات الضفة الغربية".

وأكمل المركز "هدمت قوات الاحتلال الصهيوني في محافظة طوباس منذ عام 2009 وحتى الآن نحو 350 بيتا و719 منشأة، بينها 41 بيتا و100 منشأة في العام 2016"وأوضح المركز في دراسته أن "الحجة الجاهزة لكل زمان ومكان أنها مناطق "ج"، يحظر على الفلسطيني البناء بها إلا بعد موافقة إسرائيلية".