ارتفاع أسعار الشقق

أصبح امتلاك شقة سكنية من الأحلام التي يصُعب تحقيقها في قطاع غزة؛ بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار الشقق السكنية، بعد الحرب الأخيرة التي دمرت 17 ألف منزل، جاعلًا 100 ألف مواطن بلا مأوى، الأمر الذي بدد أحلام الشباب المقبلين على الزواج في امتلاك بيت الزوجية.

وأكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة  المهندس ناجي سرحان، أنّ الاحتلال هو السبب في ارتفاع أسعار الشقق السكنية؛ بسبب سياسة التدمير التي اتبعها خلال الحروب وكانت الحرب الأخيرة سياسة واضحة في تدمير الأبراج السكنية والبيوت مما فاقم أزمة السكن في قطاع غزة .

وأضاف سرحان لـ"فلسطين اليوم" أنّ الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أعوام، له أثر في وقف حركة البناء وتنفيذ المشاريع السكنية التي من المقرر تنفيذها في مدينة الشيخ حمد إلى الإسكان، إضافة إلى تأخر أموال الإعمار المخصصة إلى قطاع غزة منذ عام 2008.

وأشار إلى أنّ  إغلاق الأنفاق فاقم من المعاناة، وأدى إلى منع دخول الأسمنت المصري الذي كان يدخل إلى القطاع من خلالها، منوهاٌ إلى أنّ الأزمات التي يمر فيها القطاع  وتأخر إعادة الإعمار سيؤدي إلى انفجار الوضع المأساوي الموجود.

وتابع  أنّ ارتفاع أسعار الأسمنت ومواد البناء في ظل وضع اقتصادي صعب يجعل الأمور معقدة في أمور البناء والسكن، وأنّ أولوية توفير مواد البناء في الوقت الحالي هو إلى المتضررين من الحرب والذين يسكنون في العراء والخيم، لافتاٌ إلى أنه سيجمد عمليات بناء المنازل أو الشقق إلى المواطنين الغير متضررين والراغبين في التوسع أو بناء وحدات سكنية جديدة في غزة بالشكل الطبيعي.

وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، بتنفيذ وعودها المتعلقة بقضية الإعمار سواء تنفيذ الاستحقاقات المالية التي وعدت بها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير الذي أقيم في القاهرة، إضافة إلى الضغط على جانب الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار وفتح المعابر والسماح بمواد البناء الدخول إلى غزة.

ولفت المتخصصين إلى أنّ ارتفاع أسعار الشقق في غزة لم يقلل الشراء، وأن الحاجة  إلى السكان تفوق 20 ألفًا وحدة، نظرًا إلى الزيادة السكانية الطبيعة في القطاع قبل حرب 2014 الماضية, ولم ينفذ من هذه الوحدات إلا القليل خلال الأعوام الماضية.

وأوضح الشاب سامر عياش ( 27 عامًا) أنّ ارتفاع أسعار الشقق أو الإيجار يقف عائق أمام إتمام زواجه منذ عام ونصف؛ لأنه لم يستطع تأمين شقة له وعروسته، وأنّ راتبه محدود وغير قادر على امتلاك شقة سكنية.

واستطرد أنّ سعر الشقة يزيد عن 30 ألفًا دولار، وإيجار الشقة يزيد عن 250 دولار في الوقت الحالي، مشيراٌ إلى أن راتبه لا يزيد عن 300 دولار، لذلك فإنه غير قادر على  توفير ثمن شقة سواء تمليك أو إيجار .

وتقاسم الشاب إسماعيل دياب (29 عامًا)  المشكلة نفسها وأنه غير قادر على توفير شقة خاصة مع زوجته، لافتاٌ إلى أنه يسكن مع عائلته المكونة من تسعة أفراد.

وعبر دياب عن أمله في تحقيق حلمه وهو امتلاك شقة خاصة به وزوجته، قائلًا نصًا: "نفسي أعيش لليوم اللي أمتلك في شقة خاصة بي أشعر بالاستقلالية وحتى لو كانت غرفتين وصالة بس، هادا اللي بتمناه لأنو إلي أربع سنوات متزوج وبسكن أن ومرتي وأولادي الاثنين في غرفة  وحدة  ببيت أهلي".