شركة سعودي أوجيه

اغتنم عشرات الموظفين الفرنسيين السابقين في شركة سعودي أوجيه زيارة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الذي وصل السبت إلى باريس، لاعادة تحريك المطالبة بمتأخرات يقولون إنها تبلغ نحو عشرين مليون يورو، علما أن المجموعة التي يملك الحصة الأكبر منها أعلنت إفلاسها.

أعلن الحريري استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية بداية الشهر من السعودية حيث كون ثروته وورث في سنة 1994 مجموعة سعودي أوجيه التي أسسها في سبعينات القرن الماضي والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 2005 لكن الشركة المزدهرة التي كانت تنفذ مشاريع بناء ضخمة، تأثرت اعتبارا من منتصف 2015 بتدهور أسعار النفط التي تسببت في وقف مشاريع البناء في المملكة.

وسرعان ما فقدت المجموعة الغارقة في الديون قدرتها على الاستدانة مجددا وباتت عاجزة بالتالي عن دفع ديون نحو خمسين ألف موظف من ثلاثين جنسية ومن بين هؤلاء 240 فرنسيا باتوا مديونين هم أيضا وعجز بعضهم عن دفع إيجار مساكنهم أو مصاريف مدارس أولادهم وباتوا غير قادرين على مغادرة المملكة قبل تسوية أوضاعهم.

وقال مهندس فرنسي فضل عدم ذكر اسمه "عندما فهمت ما حصل، اقترضت المال من بعض الاصدقاء وغادرت بسرعة. لم أرد أن احتجز هناك وأحرم من رؤية عائلتي لمدة سنة".

- معاملة سيئة -

وأضاف الرجل البالغ من العمر 62 عاما والذي كان يعمل في الرياض منذ 2009 "نحن على الأقل، كنا أكثر حظا من زملائنا الهنود والفيليبينيين والباكستانيين والسنغاليين والبرتغاليين والاسبان والمغاربة: لقد عوملوا معاملة الكلاب".

وروى كيف أن مساكن العمال "قطعت عنها المياه والكهرباء وتوقف تفريغ المراحيض" وكفت سعودي أوجيه عن توفير الطعام لهم. وحلت الدولة السعودية محل الشركة المفلسة وتحركت السفارات لمساعدة وتسفير مواطني بلدانها الذين أقدم بعضهم على الانتحار.

وقال المهندس أنه "بما ان الفرنسيين قرروا تحمل مسؤولية أمن (الحريري) أصبح لدينا الحق لأن نطرح الأمر على الملأ".

وقالت كارولين واسرمان التي تدافع عن مصالح 75 موظفا فرنسيا سابقا "أرى أنه ضرب من الجنون أن يُفرش السجاد الأحمر لسعد الحريري من دون أن يطلب منه أن يسدد على الفور الملايين من متأخرات الموظفين الفرنسيين، علما أنه يملك مع عائلته ثروة طائلة".

بدأت المحامية مع زميلها جان لوك تيسو دعوى أمام محكمة العمل المكلفة حل النزاعات بين الموظفين وأصحاب العمل في باريس حيث يوجد مقر شركة أوجيه الدولية، المتفرعة من سعودي أوجيه وفي الاجمال، يقول المحاميان ان على أوجيه أن تسدد قرابة 15 مليون يورو من متأخرات الموظفين وخمسة ملايين يورو إلى صناديق التقاعد والى الصندوق الفرنسي للعاملين في الخارج ومكتب التوظيف الفرنسي.

وقال المهندس "عندما تركت السعودية لم أكن قد تلقيت مرتبي منذ أربعة أشهر، ولم تكن الشركة قد دفعت مساهمتها في صندوق التقاعد منذ تسعة أشهر علما أنها اقتطعت من مرتباتنا ولم تتم إعادتها إلى الصندوق". ويطالب هذا المهندس الشركة بثلاثين ألف يورو.

وخلال زيارته لباريس في الأول من ايلول/سبتمبر، التزم الحريري امام الرئيس ايمانويل ماكرون بحل المشكلة، ولكن كارولين واسرمان تقول ان الموظفين السابقين لم يحصلوا "على أي قرش" منذ ذلك الحين.