سارع نشطاء إلى جلب عشرات الإطارات المطاطية إلى مواقع التظاهر شرق قطاع غزة، في الجمعة السابعة والأربعين من مسيرات العودة، التي أطلق عليها "غزة عصية على الانفصال والانكسار"، في مشهد أعاد للأذهان صورة التظاهرات قبل عدة أشهر.

فقد شكل إشعال "الكاوتشوك" نهار أمس، البداية الفعلية لتفعيل ثاني أدوات مسيرات العودة التي كانت معطلة، حيث كانت وحدة "الإرباك الليلي"، استعادت نشاطها بتنفيذ تظاهرات ومواجهات ليلية واسعة شرق القطاع.
اقرا ايضا :  إصابة عشرات الشبّان الفلسطينيين في مواجهات مع جيش الإحتلال شرق غزة

وكعادتهم السابقة، نشر أعضاء "وحدة الكاوتشوك"، الإطارات بصورة مدروسة، بناء على اتجاه وسرعة الرياح، بما يسمح للدخان الناجم عن إشعالها التوجه شرقاً، حيث مواقع الاحتلال، وتمركز القناصة.

ومع تزايد التظاهرات، وجلب مزيد من الإطارات وإشعالها، تشكلت سحابة كثيفة من الدخان الأسود في معظم مواقع التظاهر، وغطت بدخانها الكثيف مواقع الاحتلال، ما أعطى المتظاهرين حرية للحركة، دون أن يتم تتبعهم من القناصة بحرية كما كان سابقاً.

يقول المتظاهر أحمد شعبان، وكان ينقل إطارات إلى مواقع التظاهر جنوب القطاع، إن إشعال "الكاوتشوك"، يعتبر وسيلة للتظاهر معروفة في كثير من العالم، وإعادة تفعيلها هو حق للمتظاهرين، فهي تحمل أكثر من هدف ورسالة، فهي تشكل أهم وسيلة احتجاج ورفض للظلم والحصار، فالدخان الذي يتصاعد عنها ويراه سكان مستوطنات غلاف غزة، يوصل لهم رسالة سكان القطاع بسعيهم لكسر الحصار، أما الهدف الثاني فهو حماية المتظاهرين من رصاص القناصة، فدخان الإطارات الذي يغطي مواقع تمركز القناصة من جنود الاحتلال، يشتت انتباههم ويفوت عليهم الكثير من فرص إصابة وقتل المتظاهرين.

وأكد شعبان أن إعادة تفعيل "وحدة الكاوتشوك"، لا يقتصر على تظاهرات يوم الجمعة، اذ يشعل الشبان عشرات الإطارات المطاطية خلال مشاركتهم في فعاليات الإرباك الليلي، وهذا يشكل إزعاجا مضاعفا لجيش الاحتلال والمستوطنين من غلاف غزة، اذ لا تقتصر عمليات إشعال الإطارات على يوم بحد ذاته، فهي عملية مستمرة يومياً.

أما المتظاهر عبد الرحمن يوسف، فأكد أن عودة إشعال الإطارات بعد الإرباك الليلي، يمهد لتفعيل المزيد من أدوات مسيرات العودة الأخرى، وفي مقدمتها وحدتا "قص السياج" و"البالونات الحارقة"، وان كان يوم أمس، شهد فعلاً محاولات للشبان بقص السياج الفاصل في أكثر من نقطة حدودية.

وشدد على أن "الكاوتشوك"، من أكثر الفعاليات إزعاجاً للاحتلال، لذلك يجب تفعيله، والعمل على تنشيط أعضاء الوحدة، بجعلهم يجمعون الإطارات ويجهزونها طوال الأسبوع، لإشعالها في مواقع التظاهر.

وأشار إلى أن جلب الاحتلال مراوح كبيرة لتشتيت دخان الإطارات، يجب أن يقابله تكثيف إشعالها، لتحويل حياة سكان الغلاف إلى جحيم لا يتوقف، للضغط على حكومتهم برفع الحصار عن القطاع.

وكانت العديد من فعاليات مسيرات العودة توقفت قبل عدة أشهر، عقب تفاهمات تم التوصل إليها مع الاحتلال، بتخفيف الحصار، غير أن إسرائيل عادت وتلكأت في تنفيذ تلك التفاهمات، ما دفع الجهات القائمة على مسيرات العودة لإعادة تفعيلها. 
قد يهمك ايضا :     
قصف مدفعي إسرائيلي شمال قطاع غزة​
الفلسطينيون يستعدون للمشاركة في جمعة "غزة عصية على الانفصال والانكسار"