مناظرة ترقص على الجرح
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مناظرة ترقص على الجرح

 فلسطين اليوم -

مناظرة ترقص على الجرح

بقلم: جمال اسطيفي

على امتداد يومين احتضنت مدينة مراكش أشغال المناظرة الإفريقية حول كرة القدم النسوية، حيث تعاقب المتدخلون على الحديث في مختلف الورشات، والتي كان بينها توسيع ممارسة كرة القدم النسوية، وتحسين التكوين التقني الخاص بالمدربين والبحث وتنمية وسائل تسويق كرة القدم النسوية، والمسابقات الحالية للكرة النسوية بين الحقائق والتطلعات، وانخراط المرأة في تسيير كرة القدم النسوية، ودور كرة القدم النسوية في تنمية التنشئة الاجتماعية للنوع، ثم مكانة وسائل الإعلام والتواصل في دينامية كرة القدم النسوية.

إنها عناوين مهمة وكبيرة لتنمية كرة القدم النسوية، لكن الكلام شيء و الواقع شيء آخر بطبيعة الحال.

تعالوا نتابع بعض ما جاء في كلمة وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي.

لقد قال الرجل إن كرة القدم النسوية، لا تزال تعاني العديد من الإشكاليات التي تحد من تحقيق تطورها، داعيا إلى ضرورة التفكير في السبل الكفيلة لتطويرها، وهذا لن يتحقق بحسبه، إلا بإعادة النظر بشكل شمولي في التعامل مع اللعبة من منطلق المساواة بين الجنسين.

وقال أيضا إن "الأفق الاحترافي يفرض بالمقابل، استحضار ضرورة حماية حقوق الممارسات، و لاسيما فيما يتعلق بالنظام القانوني لعقود اللاعبات و المدربات، وما يطالهن من تمييز على مستوى المنح والأجور، وهو ما يستلزم تصور حل شمولي يحيط بكل جوانب وضعية الممارسات لكرة القدم النسوية".

كما شدد على أن "نفس المجهود و نفس الحرص يجب أن يوجه كذلك صوب الأجهزة التدبيرية لهذا النوع الرياضي، من خلال تحسين حكامة الفروع النسوية، ودعم تكوين قياداتها وتعزيز قدراتها التدبيرية، في أفق الرفع من تمثيلية المرأة في أجهزة النوادي والاتحادات الوطنية".

ما قاله الوزير مجرد كلام لا يقدم ولا يؤخر، ويمكن لأي كان أن يردده بلا معنى.

فعن أي حكامة يتحدث الطالبي العلمي، في الوقت الذي تعاني فيه فرق كرة القدم النسوية الويلات، ذلك أن الدعم الذي يحصل عليه كل فريق من القسم الأول لا يتجاوز العشرين مليون سنتيم، أما الحديث عن نظام الأجور والمنح والحيف الذي يطال اللاعبات مقارنة مع كرة القدم للرجال، فإنه من قبيل دغدغة العواطف ليس إلا، لأن الفوارق موجودة في كل بقاع العالم، وما تحتاجه كرة القدم النسوية اليوم ليس الدعوة إلى التفكير كما يردد الوزير، وإنما أفعال وقرارات تخدم كرة القدم النسوية، لا خطب جوفاء، أنا متأكد من أن الوزير سينسى مضمونها لحظة مغادرته منصة المناظرة.

 أما فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فقد قال إن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وضعت خارطة طريق لتطوير كرة القدم النسوية، وحريصة كذلك على تبادل التجارب والخبرات مع الأشقاء الأفارقة، مشيرا إلى أن التحدي يبقى حاليا هو وضع تصور شامل لتطوير منظومة كروية نسوية قائمة الذات، تنبني على توفير الظروف الملائمة لتوسيع قاعدة الممارسة، ووضع هياكل خاصة بتدبير كرة القدم على مستوى الاتحادات والجامعات الكروية وتنظيم بطولات احترافية نسوية وتقوية التكوين والبنيات التحتية ودعم الأندية ماديا وتحسين المواكبة الإعلامية.

ما قاله لقجع هو ما نردده جميعا،  لكن على مستوى الواقع، فإن كرة القدم النسوية في المغرب مازالت في الحضيض، وهو واقع مر، بل إن جامعة كرة القدم مقصرة بشكل كبير في حق كرة القدم النسوية، ولا تعيرها الحد الأدنى من الاهتمام.

فإذا كان المغرب اختار أن ينظم مناظرة حول كرة القدم النسوية، فعليه على الأقل أن يقدم نموذجا جيدا لتدبيرها، يمكن أن يتم تعميمه على القارة الإفريقية.

وفي هذا الإطار لابد من أن نثير انتباه رئيس الجامعة إلى أن فرق كرة القدم النسوية في المغرب لا تحصل إلا على 17 مليون سنتيم كدعم سنوي لكل فريق، وأن الفائز بلقب الدوري لا يحصل إلا على منحة 10 ملايين سنتيم، بينما ينال الفريق المحتل للمركز الثاني 10 ملايين سنتيم، والمحتل للمركز الثالث 4 ملايين سنتيم، فهل هذا نموذج يمكن تصديره للقارة الإفريقية، وهل يمكن الحديث في ظل هذا الوضع عن "خارطة طريق" لتطوير كرة القدم النسوية.

أكثر من ذلك، ففرق البطولة النسوية تعاني كثيرا على مستوى التنقل، بل إن اللاعبات يعانين، إذ يتنقلن في ظروف لا تحترم الحد الأدنى من كرامتهن كمواطنات أولا وكسيدات ثانيا.

أما عن موعد انطلاق البطولة النسوية فحدث ولا حرج، فموعد إعطاء انطلاقة البطولة أو نهايتها مجهول دائما، بل إن الفرق يكون عليها أن تنتظر حتى يوم الأربعاء من كل أسبوع لتعرف هل سيتم برمجة البطولة أم لا، بمعنى أنه ليست هناك حتى برمجة قبلية لدورتين أو ثلاث بمواعيد مضبوطة، فهل يمكن في ظل هذا الوضع أن نتحدث عن نقص المواكبة الإعلامية وعن التسويق والموارد المالية، في الوقت الذي مازالت فيه الجامعة عاجزة عن الأبجديات وضمنها برمجة المباريات.

وهل هناك تمييز في حق كرة القدم النسوية، أكثر من إجراء المباراة النهائية لكأس العرش في ملعب بعشب اصطناعي، تحت أشعة الشمس الحارقة.

إن كرة القدم النسوية في المغرب تعاني بشكل كبير، وللأسف فالنقاش حول وضعها وسبل تطويرها، يجب أن يتم بواقعية وبتشخيص حقيقي، لأن الأمر وبعيدا عن "البروباغندا" الإعلامية يتعلق بمنظومة رياضية معطوبة تلعب فيها الوزارة دور المتفرج، و"شاهد ما شافش حاجة"، أما الجامعة فرهانها كبير على "الواجهة" أي المنتخب الوطني الأول، وبعض الهيكلة والتنظيم في البطولة "الاحترافية"، والباقي متروك للصدفة أو لبعض الاجتهادات هنا أو هناك.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مناظرة ترقص على الجرح مناظرة ترقص على الجرح



GMT 10:40 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 11:13 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

سونارجيس

GMT 10:09 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

أبشِروا..

GMT 09:23 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

انفصال كرة القدم عن المكاتب المديرية

GMT 12:39 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

كيف هو مشهدنا الرياضي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday