صدق الحضري
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

صدق الحضري

 فلسطين اليوم -

صدق الحضري

بقلم-المهدي الحداد

مهما طال النفق لا بد من مخرج، ومهما إستعصت العقد عن الحل لا بد من تلاشيها، والخاسر المغلوب هو من ينهار ويستسلم عن الصمود، ويضجر من تكرار المحاولة ويعلن في النهاية الإنسحاب والإستسلام.

 في الحياة عامة والرياضة خاصة لا يوجد شيء إسمه المستحيل والمعجزات، ولا مكان للعقد الأبدية في ميدان متقلب وغير منطقي ككرة القدم، قد يبكيك لشهور بل لسنوات وعقود، وحينما يقرر الإبتسامة لك، يفتح لك أبواب السعادة والمجد من كل طرف، ويجعلك تنسى كل الماضي الحزين والتعيس بمرارته وإنكساراته وكثرة سقطاته.

 فوز الفريق الوطني الأول في تاريخه على الكاميرون بعد 37 سنة من الفشل والعجز، قادني لإستحضار ما قاله لي الحارس المصري الشهير عصام الحضري حينما سألته بمدينة بورجونتي الغابونية قبل إصطدام الفراعنة والأسود في ربع نهائي كأس إفريقيا 2017 عن العقدة الأبدية المغربية وعدم قدرة المصريين على فكها لمدة طويلة فاقت 31 سنة، فأجابني واثقا ومتحررا بالقول: «يا صديقي، لا يوجد شيء في الكرة إسمه العقد وكل ما في الأمر أن الصحافة تركز على مثل هذه الأشياء وتضخمها، نحن كلاعبين حينما نتأهب للمباريات والخصوم لا نكثرت قط بالماضي ولا يهمنا غير الحاضر، صحيح أن الأرقام والإحصائيات قد تساعد البعض في الإعداد الذهني وترفع المعنويات القبلية، لكن في الميدان وحينما يواجه فريقا تتلاشى هذه العقد والأفكار السلبية والمؤثرات النفسية التي تتحدث عنها، ولا تبقى غير الروح الوطنية والقتالية لتحقيق الفوز، نحن أبناء اليوم وغدا سترى كيف سنسقط المغرب.»

 صدق تصريح الحضري وفاز فعلا المنتخب المصري على الفريق الوطني لأول مرة منذ أكثر من 3 عقود، وأقصاه من ربع نهائي كأس إفريقيا بعد سيناريو مجنون وصاعقة تاريخية من كهربا في اللحظات الأخيرة، وحاصرني بعدها بعض الإعلاميين المصريين في الندوة الصحفية بعد اللقاء وهم يطيرون فرحا ويرقصون، محاولين إستفزازي بعبارات «ما فيش عقد»، «التاريخ مجرد أرقام وبس»، «إوعى تبقى عايش على الماضي»..

 صدق أكثر الشعوب إستهلاكا للكلام وأقنعوني بأن العقد هي مجرد أفكار مبنية على أفعال أو خدع الأرقام والأوهام، وأننا نحن من ننفخ فيها ونجعلها عقدا معقدة بتصديقها والإيمان بها نفسيا، وتداولها على نطاق واسع لتصبح مستعصية على الحل، بحيث نواجهها في كل مرة ونحن منهزمين مسبقا ونقول بأنها لن تُحل.

 لكن بالإرادة ووضع التاريخ جانبا والتحلي بالعزيمة والروح القتالية تتلاشى العقد وتصبح في خبر كان، خصوصا إذا جاء الخلاص والحل على يد جيل لا يعرف أي شيء أو غير القليل عن الماضي، ولا يحمل أي ضغط أو ثقل نفسي يُدخِله المعارك بخلفيات تاريخية ومؤثرات نفسية، تكون العامل الأول والأخير في الخسارة وإستمرار الإستعصاء الذي يتآمر مع النفس ويهزمها.

 جيل زياش وأمرابط وحكيمي أعطونا درسا يعزز الدرس السابق لمحمد صلاح والنني وبقية الفراعنة، والذين صنعوا العجب وفكوا قيود التاريخ وبارحوا سجن العقد والأرقام، ليحققوا سلسلة من الإنتصارات التي غابت لسنوات وعقود، ويعودوا إلى واجهة كأس العالم بعد إزالة كابوس أرعب وهزم عدة أجيال.

الأسود الجائعة بالأسماء الحالية والمروض الفرنسي العاشق للتحديات، شرعوا منذ سنتين في فك شفرات إستعصت على الفريق الوطني على مر التاريخ أو لأعوام كثيرة متتالية، والحديث عن إنهاء الحكاية الإيفوارية والكاميرونية والإسبانية والمصالحة مع العالمية.

عن صحيفة المنتخب المغربية

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدق الحضري صدق الحضري



GMT 15:32 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حكيمي يستعيد حريته

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة

GMT 15:31 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

هبة مشهور تصمم حلوى الكوكيز التي تتناسب مع رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday