سيدي الحظ
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

سيدي الحظ

 فلسطين اليوم -

سيدي الحظ

بقلم: المهدي الحداد

«الحظ يبني لك الدنيا بلا عمد.. ويهدم الدعم الطولى إذا خانا» بيت شعري للمصري أحمد شوقي، لخّص فيه كل شيء عن قيمة الحظ، ودوره الأساسي في نجاح أو خسارة الحياة والأفراد.

الحياة عامة ومعها الرياضة خاصة تُربح بعدة أشياء من بينها الحظ، وتُبنى بأعمدة العمل والتوفيق ثم الحظ، لكن الأخير هو المهم والضروري لأنه يعطيك في الكثير من الأحيان ويعوض التوفيق، وحتى العمل إن كان ناقصا أو غائبا.

كم من فرد ورث وغنم الثروة دون أن يخسر درهما أو يتبلل عرقا، وكم من فريق ربح ألقابا دون أن يكون جيدا ومقنعا، وكم من مدرب ولاعب حرق المراحل وحلق فوق المطبات ببساط الحظ، ليتفادى الألغام والأشواك والسير بالسرعة الإعتيادية.

جميع من نجحوا في أي شيء وأي مجال ولا يذكرون الحظ يمازحون ويكذبون على أنفسهم، فالتخطيط واجب والإجتهاد ضروري للإقتراب من عتبة النجاح، إلا أن الخطوة الحاسمة التي تضع الأقدام في منصة التتويج والفلاح هي الحظ.

أيقنت أكثر أنه كل شيء وإن إبتسم لك فلا خوف عليك، حينما شاهدت مبارتي ريال مدريد وبايرن ميونيخ الأخيرتين في نصف نهائي عصبة الأبطال، وكيف شاءت الكرة أن ينجو الملكي للمرة الثانية تواليا من الإقصاء، ويعبر للمرة الثالثة تواليا إلى النهائي ليدنو من أميرة تزوجها وتبادل معها الحب والعشق الأبدي منذ عقود.

وقفت كيف وقف الحظ في جانب واحد، حينما دمر الوحش البافاري أولا بجعله أعرجا ويلعب منقوصا من عدة لاعبين أساسيين بدءا من نوير مرورا ببواتينغ وفيدال وصولا إلى كومان وروبن، وكيف خانه في ترجمة الفرص الغزيرة التي خلقها طيلة 180 دقيقة ليأبى تجاوز الكرة خط مرمى نافاس إلا في 3 مناسبات، وكيف أعمى رافينيا وأولريتش ليقدما هديتين ذهبتين مؤثرتين، وكيف حرّض الحكم التركي على بيعته ليتغاضى عن ضربة جزاء كانت ستقسم ظهر الأبيض، ليتكرر سيناريو الموسم الماضي الذي شهد تقريبا نفس الحبكة والشريط بين الفريقين الإسباني والألماني، لكن في النهاية ماذا حدث؟ نجا المدريديون بأعجوبة من بطش الماكينة، وقبلها سرقوا مفتاح بيت السيدة العجوز في معركة لا تُنسى، ليطرقوا باب كييف الأوكرانية بحثا عن قلادة الأبطال.

ريال مدريد أفضل الأندية العالمية بلا شك بنجومه وتاريخه وحاضره وحتى مستقبله، ويستحق الكثير مما حققه من إنجازات وكؤوس وتربع على عرش الكرة الأوروبية والعالمية، لكن يجب الإعتراف أيضا أنه محظوظ جدا في خطواته ومحصّن بالحظ والقدر وأشياء أخرى.

المتطرفون من أنصار الملكي لن تعجبهم صفة «الزهراوي» وقد يوحي لهم حديثي عن فريقهم بأنني من عشاق الغريم برشلونة، إلا أنني لا أحب البلوغرانا ولا أي فريق من إسبانيا، وكل ما يستفزني هو هذا الحظ اللعين الذي يقف أحيانا ولمدة طويلة وفي سلسلة من المباريات مع هذين العملاقين ومعهم أندية أخرى، ليُميل كفتهم في الكثير من المعارك التي لم يكونوا يستحقون الفوز بها، ضد خصوم يجتهدون ويعطون كل شيء لكن لا يُنصفون.

غير عادلة هي المستديرة ولا أريدها أن تكون عادلة مع أسودنا في مجموعتهم الحديدية بكأس العالم، سأستسلم مكرها للعاطفة لأطلب رسميا من ناخبنا الوطني هيرفي رونار أن يطلب العدوى من زيدان وغوارديولا ولوران بلان والعديد من المدربين المحظوظين ليقود أسودنا نحو المجد المونديالي، ويجعل وصفته مكتملة ويدخل المغامرة بلا نواقص، فالحظ يصنع المعجزات، وإن كان المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي قد قال قبل أسبوعين: «أعطيني حظ الريال وإرميني في مثلث برمودا»، فأنا بدوري أطلب رسميا إستعارة هذا الحظ لأسودنا لفترة قصيرة فقط، حتى أرميهم في روسيا وأنا مطمئن وعلى يقين بأنهم سيصنعون المعجزة.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدي الحظ سيدي الحظ



GMT 12:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 14:09 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة اللاجئين

GMT 10:07 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

نريد الإدمان

GMT 13:17 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

فيالق القتال

GMT 12:29 2018 الإثنين ,05 آذار/ مارس

رسالة إلى رونار

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 01:04 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء آثار يعلنون عن حمامات بها أنظمة صرف صحي

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يعتدي على طلبة الخضر في بيت لحم

GMT 11:44 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

ترجمة "غوغل" تُثير غضب المتظاهرين في هونغ كونغ

GMT 05:36 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

وفاة الابنة الوحيدة للفنان الراحل رشدي أباظة

GMT 22:00 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مايكروسوفت تؤكد اقترابها من هدفها بشكل كبير
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday