ماسبيرو وتداخل السياسة في الإعلام
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ماسبيرو وتداخل السياسة في الإعلام

 فلسطين اليوم -

ماسبيرو وتداخل السياسة في الإعلام

خالد حسانين

يحمل مبنى ماسبيرو الكثير من الأسرار والخبايا التي قد تلخص الوضع الحالي والمتأزم في مصر الآن، فداخل  جدران هذا المبنى العريق حواديت وتفاصيل وأحداث يومية، هي بمثابة تصغير لمشهد مصر الكبرى، فستجد هنا القيادة التي تحاول باللين مرة، وبالشدة مرة أخرى، السير في موكب السلطة أو إرضاء  الوزير والإخوان بمحاولة السير على حبل رقيق جدًا بين قناعاتهم الشخصية ورؤيتهم للإعلام الصحيح، وبين الخوف على المنصب وتحاشي غضب من يحكم ومن في يده الأمر حاليًا، وهي معادلة صعبة جدًا أن تنظر في عيون من تعمل معهم ممن هم أقل منك منصبًا، وهم في الوقت نفسه زملاء العمل، ورفقاء الدرب على مر سنوات طويلة، قد تصل لعقود من الزمن،  فتتظاهر أمامهم في أنك تلتزم بالحيادية وتحاول نفي تهمة، إنك إخواني أو تخضع لسيطرة الوزير المنتمي لجماعة الإخوان. إن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها، أن ماسبيرو لا يوجد فيه من هو إخواني الانتماء، إلا قليلًا ممن قد يصل عددهم إلى نسبة 2 أو 4 % على الأكثر، إذ لم يكن للتيار الإخواني وجود داخل وزارة الإعلام، لأن ذلك المبنى، كان محرمًا عليهم،  ولو حتى المرور أمامه، وليس فقط العمل فيه، إذ يجب  أن تشمل التقارير الأمنية ابتعاد من يلتحق بالعمل في الإعلام الحكومي واتحاد الإذاعة والتلفزيون عن أي علاقة بالإخوان أو التيار الإسلامي عمومًا، لاسيما وأن التقارير الأمنية، كانت هي الأساس في التعيين والترقية لأي منصب حكومي، وليس الإعلام فقط، ولكن بعد وصول الإخوان للحكم، تغيرت الصورة تمامًا، وأصبح رموز الإخوان وقياداتهم ضيوفًا كرامًا على برامج ماسبيرو، بل قد يصل الأمر إلى أن يكون السياسي أو الكادر الإخواني ضيفًا وحيدًا على  أحد البرامج، وهذا للأمانة، لا يحدث كثيرًا، ويحاول معدو ومقدمو ومخرجو البرامج الالتزام بالحيادية والمهنية في تناولهم للموضوعات أو اختيار الضيوف، وهي محاولات قد تصطدم برضا أو غضب القيادات التي ترضخ أخيرًا لرغبة القائمين على  تلك البرامج،  إما لقناعاتهم أنهم على صواب، أو لنفي اتهامات الأخونة التي تلاحق أهل ماسبيرو، والغريب أن سياسات الإعلام الحكومي، لاترضي أحدًا، فالإخوان يقولون إنهم لا يستطيعون السيطرة على أدوات المبنى، والمعارضة تتهمهم بالرضوخ لسياسات الإخوان وخطط الوزير صلاح عبد المقصود باعتباره إخوانيًا، حتى أخمص قدميه ، والحقيقة أن كليهما على خطأ، فلا  المبنى تحول إلى بوق للإخوان، ولا هو معارض قوي بين هذا، وذاك، وهذا في حد ذاته، يعد نجاحًا إذا ما قارناه بالوضع السابق أثناء  نظام مبارك، إذ كانت هناك محاذير صارمة بعدم استضافة أي من كوادر التيار الإسلامي، أو الشخصيات المعارضة. ومن خلال نظرة دقيقة، سنجد أن وضع ماسبيرو، لايختلف كثيرًا عن حال مصر الكبرى، فهناك محاولات مضنية لأخونة مؤسسات الدولة، وفي المقابل معارضة شديدة لهذا التوجه في ظل سيطرة واضحة وغلبة  للإعلام المضاد للإخوان  والرئيس، وهي معركة مستمرة لانهاية لها، ولا يوجد منتصر في النهاية، إذ لم يستطع الإخوان نفي هذا الاتهام بشكل قوي وبأسانيد مقنعة، والمعارضة لاتسكت، ولن تسكت على مايحدث، والصراع قائم بين سلطة تحاول الهيمنة،  وقوى معارضة تواجه ذلك بقوة شديدة.  

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماسبيرو وتداخل السياسة في الإعلام ماسبيرو وتداخل السياسة في الإعلام



GMT 12:55 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 03:03 2017 الأربعاء ,30 آب / أغسطس

ربي يقوي عزايمك يا يمه ...

GMT 12:45 2017 الخميس ,10 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 08:15 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والايجابي

GMT 21:03 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

بين إعلام الحقيقة وإعلام المنتفعين

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 01:04 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء آثار يعلنون عن حمامات بها أنظمة صرف صحي

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يعتدي على طلبة الخضر في بيت لحم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday