فيروس كورونا حين يضرب السياسة والاقتصاد والصحة معاً
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فيروس كورونا... حين يضرب السياسة والاقتصاد والصحة معاً!!

 فلسطين اليوم -

فيروس كورونا حين يضرب السياسة والاقتصاد والصحة معاً

عقل أبو قرع
بقلم : عقل أبو قرع

الانتخابات الرئاسية الأميركية، الاتحاد الأوروبي بمكوناته وفلسفة وجوده، العولمة، سباق التسلح وإنفاق مئات المليارات على أسلحة تتكدس وجيوش لا تفيد، النفط وجدوى إنتاجه مع أسعار تتهاوى لتصل إلى أقل من 20 دولارا للبرميل الواحد، الأبحاث العلمية وأهميتها، التكافل الاجتماعي والبطالة والفقر، انهيار الاقتصاد وتعطل المصانع وإفلاس شركات الطيران، إغلاق المدن والدول والحدود، توزيع الكمامات، وتسخير الأجهزة الأمنية وعلى رأسها «الموساد» الإسرائيلي من أجل إحضار أنابيب الفحوصات وأجهزة التنفس من رحاب العالم، والرئيس الأميركي يعلن عن احتمال وفاة 100 ألف أميركي على الأقل، وأن تحقق هذا الرقم فسوف يعتبر إنجازا كبيرا للجهود التي تم بذلها، وما إلى ذلك من عناوين تدور حول السياسة والاقتصاد والمجتمع والصحة والأمن، وبطلها هو ذلك الجزيء الدقيق من الحامض النووي المغلف بالبروتين، الذي نحتاج إلى تكبيره حوالي 500 مرة بالمجهر لكي تراه العين المجردة، والذي فقط يعيش داخل خلايا الكائن الحي، الذي يتم التعارف عليه بفيروس كورونا.

ومن يشاهد الإيجازات اليومية، وفي مختلف دول العالم، وبالأخص في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، والتي يقوم بها أعلى المسؤولين في الدولة بالإضافة الى المختصين والخبراء، يلاحظ الإرباك والارهاق والخوف السياسي، وبالأخص في دول تلكأت في البدء في اتخاذ إجراءات الوقاية مبكرا، ومنها بريطانيا والولايات المتحدة، حيث يمكن وبوضوح ملاحظة التخبط في تصريحات الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني جونسون، حيث كان ترامب مستهترا ومتجاهلا لهذا الفيروس وبالأخص في بداية شهر آذار، وكان من الواضح أنه من جل أولوياته في الاقتصاد والعمل والشركات والأرباح وأسواق الأسهم والبورصات وأسعار النفط وما إلى ذلك، لم يأخذ الأمر بشكل جدي، وما يشاهد الآن من الويلات التي تلحق بالولايات الأميركية المختلفة، بدأ من نيويورك إلى كاليفورنيا وميتشغان ولويزيانا وغيرها، حيث تتصاعد أعداد الإصابات والوفيات وبشكل دراماتيكي يومي، ورغم التراجع التكتيكي ولو متأخرا في مواقف ترامب وجونسون، والاعتراف بتداعيات الفيروس الوخيمة المتوقعة، إلا أنهما سوف يدفعان ثمنا سياسيا وقد يكون باهظا في المستقبل القريب.

وهناك دول أوروبية عريقة أصيبت نخبها السياسية ومجتمعها في الصميم، سواء أكان ذلك في إيطاليا أو إسبانيا أو ألمانيا وبلجيكا وهولندا وغيرها، ومن الواضح أن الوحدة الأوروبية وفي ظل الاتهامات من الدول الأكثر تضررا إلى دول أخرى مثل ألمانيا مثلا، بعدم مد يد العون سوف تكون لها تداعيات على مستقبل الاتحاد الأوروبي وعلى العلاقات بين الشعوب، ومن الواضح أن حجم المآسي وتكدس الجثث سوف يطيح برؤوس سياسية تلكأت أو استهترت أو لم تقم بالدور بفعالية، وفي نفس الوقت، سوف يدعم وبقوة أقطابا أخرى، بادرت وكانت فعالة وتعاملت بجدية مع تداعيات هذا الفيروس، ودون شك أن المستقبل القريب سوف يثبت ذلك.

وفي منطقتنا العربية أو منطقة الشرق الأوسط، من الواضح أن دولة مثل إيران مع عشرات الآلاف من الضحايا سواء إصابات أو وفيات، ودولة مثل تركيا تتصاعد فيها حالات الضحايا بشكل كبير ومخيف هذه الأيام، لن تكونا هما بعد «كورونا» مثل ما كانتا قبله، سواء من حيث قوة النخب السياسية أو قوة الاقتصاد بمكوناته المختلفة، أو العلاقات بين الناس والأنظمة، وسوف تكون تداعيات «كورونا» وخيمة وربما خلال فترة ليست بالبعيدة عليهما، وهذا ينطبق كذلك على دول لم تلتزم بالشفافية أو بالوضوح أو بالجدية مع هذا الفيروس المميت.

وبالإضافة إلى السياسة، فسوف تكون هناك تداعيات وخيمة وكما نشاهد الآن على أسعار النفط وأداء العمرة وربما الحج وعلى السياحة والطيران وما إلى ذلك من أثار بعيدة المدى على الاقتصاد والمجتمع.وفي الجانب الإسرائيلي الأقرب إلينا، ومع تخطي الإصابات حاجز الـ 7000 إصابة، ومع الذهول والتخبط الذي يصيب رجال السياسة والاقتصاد والصحة والأمن وحتى رجال الدين، فمن الواضح أن «كورونا» سوف يغير وبشكل كبير أمر إسرائيل الداخلي، حيث اظهر حتى الآن هشاشة القطاع الصحي، وهشاشة العلاقة بين «الحريديم» والدولة أو بينهم وبين بقية الناس، وما يحدث في مدينة «بني براك» التي يصل عدد سكانها إلى حوالي الربع مليون إنسان، حيث أعلى الإصابات أو ما يحدث في أحياء «ميئة شعاريم» في القدس لهما مثالان واضحان على ذلك، ومن الواضح أن «كورونا» هز العلاقات السياسية والاقتصاد القوي والعلاقات الاجتماعية واظهرها على حقيقتها لنا وللعالم.

ومع اجتياز عدد الإصابات عتبة المليون إصابة والوفيات حاجز 53 ألف وفاة في العالم، ومع سرعة الازدياد في الإصابات بحيث باتت تصل إلى حوالي 80 ألفا في اليوم، ومع الغموض والتخبط والخوف والذهول الذي يصيب العالم هذه الأيام، وفي ظل عدم وجود بارقة أمل حقيقية علمية بالتوصل إلى شيء ما لإيقاف انتشار هذا الفيروس من خلال مصل أو للتخفيف من حدة الإصابة به من خلال دواء فعال، فإننا على ما يبدو سوف نستمر في مشاهدة التزايد في أعداد الإصابات والوفيات، وسوف تستمر الفضائيات ووكالات الأنباء في التزاحم لتغطية هذا الفيروس من خلال الأخبار العاجلة، وسوف يتواصل فقدان ملايين العمال والموظفين فرص العمل وإغلاق الشركات والمصانع وإفلاس شركات الطيرات في رحاب العالم، وعلى الصعيد الفلسطيني، فإن من إيجابيات «كورونا» ورغم عدد الإصابات الذي ما زال تحت السيطرة، أنه أعاد التعاضد الاجتماعي، وساعد في العودة التدريجية للثقة بين الناس والمسؤولين والاهم أثبت أن مجتمعا صغيرا وذا إمكانيات محدودة مثل بلادنا، لقادر ومن خلال الالتزام والعمل الجماعي والمبادرة في اتخاذ الإجراءات وليس انتظار ردة الفعل، وقادر على القيام بما عجزت وما زالت تعجز دول عظمى، ذات قدرات هائلة واقتصاديات ضخمة على القيام به.  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيروس كورونا حين يضرب السياسة والاقتصاد والصحة معاً فيروس كورونا حين يضرب السياسة والاقتصاد والصحة معاً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 17:35 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

الجزائر تحظر الألعاب النارية وتصنفها "عتاد حساس"

GMT 10:57 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المصارعة الحرة تتهم ري مستريو بالقتل غير المتعمد

GMT 18:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أشهر كذبات نيسان التي صدقها كثيرون

GMT 09:28 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى فتاة سورية لجأت الى فرنسا تبحث عن والدها المخطوف

GMT 14:05 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

هوندا تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday