هل يستطيع الحريري
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل يستطيع الحريري؟!

 فلسطين اليوم -

هل يستطيع الحريري

بقلم : مكرم محمد أحمد

رغم أن بعض اللبنانيين المرتبطين بحزب الله يرفضون تصديق قصة سعد الحريرى رئيس وزراء لبنان التى أذاعها على العالم أجمع، ويجهدون أنفسهم بحثاً عن أى ثغرة تنقذ ماء وجه حسن نصر الله الذى يصر على أن الحريرى كان شبه معتقل فى الرياض، مع أن الحريرى خرج بشحمه ولحمه على التليفزيون يؤكد أنه حر يستطيع أن يغادر الرياض إلى بيروت غداً، وأنه كتب إستقالته دون إملاء من أحد ، هدفه من ذلك أن يحدث صدمة إيجابية تمنع حزب الله من أن يأخذ لبنان إلى حافة الهاوية كما فعل مرات سابقة، وأنه يمكن أن يعيد النظر فى استقالته شريطة أن يقبل حزب الله بإعادة صياغة علاقته بالدولة اللبنانية بحيث لا يصبح الحزب فوق الدولة، وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ويتوقف الحزب عن أن يكون شريكاً فى أى حرب خارج لبنان، ويقبل بالجيش الوطنى اللبنانى قوة ردع عسكرية وحيدة تملكها لبنان الدولة.

والحق أن الحريرى الذى لا يزال يحظى بإجماع لبنانى واسع فتح بإعلانه إمكانية العودة إلى منصب رئيس الوزراء الطريق إلى تسوية الأزمة، إن أدرك حزب الله حجم الخطر الذى يتهدد لبنان إذا انهارت وحدة لبنان، فضلاً عن رغبة إسرائيل العارمة فى إنهاء وجوده، وعدم ممانعة الولايات المتحدة فى تقليم أظافره، والجفاف المتواصل فى شعبية الحزب فى العالمين العربى والإسلامى بعد أن جاوز دوره، وأصبح طرفاً مصدراً للمتاعب وحليفاً لإيران على حساب وحدة لبنان، خاصة أن تكليف رئيس وزراء جديد سوف يؤدى إلى انقسام حاد بين الكتل اللبنانية فى ظل غياب قدرة أى مرشح آخر غير الحريرى على الحصول على الأغلبية البرلمانية.

كما أن الحريرى يحظى بثقة كل الطوائف المسيحية التى تفضل أن تكون فى حالة وفاق مع السعودية، دليل ذلك الزيارة الراهنة التى يقوم بها البطريرك المارونى مار بطرس إلى الرياض، لأن الكنيسة المارونية حريصة على علاقات جيدة مع السعودية قدر حرصها على دعم حياد لبنان فى نزاعات المنطقة الإقليمية، وقدر قلقها من نفوذ حزب الله المتزايد وتمدده خارج أراضى لبنان، إضافة إلى وجود نصف مليون لبنانى فى السعودية ودول الخليج تشكل تحويلاتهم 60 فى المائة من مجمل التحويلات إلى لبنان.

ومن ثم فإن السؤال الصحيح، هل يقبل حزب الله بأن يكون مجرد حزب لبنانى شيعى لا يشكل جزءاً من محور إقليمى يعادى السعودية والعرب ويعمل لحساب طهران؟! وهل يملك الإرادة السياسية التى تمكنه من أن يعمل خارج نفوذ إيران ؟! وهل يسحب قواته فى اليمن التى تدرب الحوثيين على إطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع؟!، وهل يلتزم بسياسة جديدة فى سوريا تساعد على تسوية الحرب الأهلية؟! أم أن حسن نصر الله مجبر على أن يلتزم سياسات طهران التى تهدد أمن السعودية والخليج وتقلق كل العرب، أم أن حسن نصر الله لا يدرك مدى خطورة عدم استجابة لبنان لهواجس أمن السعودية ودول الخليج ولا يعرف حجم الضعف المتزايد الذى طرأ على مكانة حزب الله فى الشارعين المصرى والعربى ولا يقدر معنى أن تسحب السعودية رعاياها من لبنان تحسباً لأن يتعرضوا إلى أى مخاطر تأتى من طهران وحزب الله!

وأظن أن حسن نصر الله يعرف أن أغلب القوى السياسية اللبنانية تفضل أن تكون فى صف العرب والسعودية إن ظلت طهران وحزب الله على خيارهما الراهن، معاداة السعودية والعرب، والتدخل السافر فى الشأن العربي، ومحاولة اختراق أمن العرب والخليج، وبالطبع فإن سعد الحريرى الذى كان يستشعر دائماً أن هدف إيران إقحام لبنان فى الصراع الإقليمى لمصلحة طهران، يعرف جيداً أن نجاحه فى إعادة الأمن والاستقرار إلى لبنان وسحبه من حافة الهاوية رهن بوقوف كل القوى اللبنانية مع سعد الحريرى فى حواره المنتظر مع حزب الله، لأن فشل سعد الحريرى وهو الأصلح والأكفأ فى ترميم الموقف اللبنانى وتصحيح العلاقة بين حزب الله والدولة اللبنانية يمكن أن يؤدى إلى مضاعفات خطيرة لا يتحملها لبنان.

وأظن أنها الحالة الوحيدة فى التاريخ التى يرتهن فيها حزبً طائفى وطناً متنوع الأعراق والأديان يضم السنة والشيعة والعرب والدروز والمسيحيين بجميع طوائفهم اعتاد التسامح والتعايش المشترك بدلاً من الكراهية وتصدير الثورة إلى جيرانه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستطيع الحريري هل يستطيع الحريري



GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 06:51 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

لماذا تحضر مصر والأردن مؤتمر المنامة؟!

GMT 14:25 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

الفساد يكلف إفريقيا تريليونى دولار

GMT 17:50 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الفساد فى إفريقيا

GMT 12:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أيام فى الإسكندرية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017

GMT 21:26 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان الفائزة بجائزة "نساء المستقبل" في العاصمة البريطانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday