بفلم: د.أسامة الغزالي حرب
أقصد بها تلك الطفلة المسكينة، ذات الأربعة عشر ربيعا، التى فارقت الحياة فى أثناء جريمة ختان كانت تجرى لها فى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة السويس يوم الأحد أمس الأول (29 مايو) على يد «طبيبة»! قيل إنها اعتادت ارتكاب تلك الجريمة، طبعا لتتكسب منها على حساب صحة وحياة آلاف الفتيات الصغيرات.
إننى لا أعرف لماذا أخفى اسم تلك المتهمة التى ينبغى أن يتعرف عليها الرأى العام ويدينها ويرفض سلوكها الشائن. والقصة برمتها تعيد فتح أحد الموضوعات التى تلطخ صورة مصر وسمعتها فى العالم كله. إنها احدى الحقائق التى تفصح عن ألغاز غريبة فى مصر التى نتحدث فيها عن المرأة المصرية وعن دورها ومكانتها.. ولكنها- أى مصر- تقع فى مقدمة الدول التى تمارس فيها تلك الجريمة عى نحو يشعرنا جميعا بالخزى والعار! نعم، هو لغز غريب ! فالختان لا علاقة له بالدين، لا بالإسلام ولا بالمسيحية، وهو لا يتم حتى فى أكثر البلاد الإسلامية تحفظا.
وكل الهيئات المصرية ذات الصلة به تدين وترفض الختان كل يوم. ووزير الصحة قال – مثلما يقال كل مرة- إنه يتابع الإجراءات التى سوف تتخذ ضد المستشفى الذى شهد جريمة ختان ووفاة ميار، ونحن نريد أن نعرف بالضبط مصير هذه التحقيقات. ونقابة الأطباء أكدت أن الختان جريمة عقوبتها السجن والشطب من ممارسة المهنة.. فهل سوف يطبق هذا العقاب فعلا؟ وحسنا قالت السيدة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة أن مسئولية أم ميار عن إجراء الختان تقع على عاتق المجلس ....فماذا سوف يفعل؟ وإن لم تكن تلك القضية ضمن أولويات المجلس فماذا عساها أن تكون؟ نحن ننتظر منهم موقفا قويا و حاسما. والمجلس القومى للسكان أدان ما حدث، وقال إنه تحرك ببلاغ ضد المستشفى ، وضد كل من شارك فى الجريمة. أما الإعلام فلم أعرف من ردود أفعاله إلا الكلمة البليغة والمؤثرة التى صدرت بها الإعلامية المتميزة لميس الحديدى برنامجها أول من أمس،تعليقا على وفاة ميار.. غير أن هذا كله لا يكفى، وأتمنى تحركا من الدولة على أعلى مستوياتها بشكل حاسم ومتواصل لتخليص مصر من هذا العار.