إقصاء روحاني
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

إقصاء روحاني

 فلسطين اليوم -

إقصاء روحاني

بقلم : مصطفى فحص

على ما يبدو، فإن الإدارة الأميركية مهدت الطريق أمام انقلاب إيراني داخلي لصالح التيار المحافظ، بوصفه الصانع الفعلي للقرار الإيراني، وذلك في إطار رغبة الطرفين (الإيراني والأميركي) التوصل إلى اتفاقية أو تسوية جديدة تصنعها الأطراف المتشددة من الجانبين، باعتبارهما يملكان القدرة على التوصل إلى حل نهائي ودائم، ضمن معادلة سياسية راسخة في النزاعات الدولية، والقائمة على معادلة أن اليمين الذي يصنع الحرب، وحده يستطيع فرض السلام بصيغة تسوية أو استسلام. ومما لا شك فيه أن اليمين الإيراني، أي (معسكر المحافظين) بكافة أجنحته العسكرية والعقائدية، والذي يمسك بمفاصل السلطة الفعلية في إيران، يراهن على هذه المعادلة، وأولوياته باتت الحفاظ على مواقعه الداخلية في حال اضطر إلى تقديم تنازلات خارجية مؤلمة، وقد تعززت احتمالات الانقلاب السياسي الإيراني الداخلي التدريجي، بعد الإشارات السياسية الأميركية التي تلقاها نظام ولاية الفقيه في الفترة الأخيرة، عن أن تصعيد واشنطن تجاه طهران لا يستهدف تغيير النظام. والإشارة الأميركية الأكثر طمأنة لطهران مررها خصمها العنيد في البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي أكد قبل أسبوع تقريباً أن بلاده لا تنوي تغيير النظام الإيراني، والتي أطلقها في 22 الشهر الحالي من القدس المحتلة؛ حيث قال: «لنكن واضحين، إن السياسة الأميركية لا تقتضي تغيير النظام في إيران؛ بل ترغب في تغيير كبير في سلوكه». وبالنسبة لبولتون فإن سلوك طهران الذي حددته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ مدة، وهو توقف إيران عن زعزعة أمن واستقرار جيرانها.

ورغم أن السقف الذي حدده البيت الأبيض لنفوذ إيران الخارجي سيتسبب في خسارة طهران لكثير من نفوذها الإقليمي، فإن نظام طهران يراهن على أنه سيبقى فزاعة تستخدمها واشنطن في لعبة مصالحها، وهي ترغب في استثمار ترهل الدور الإيراني في المنطقة، في إطار رسم سياسة جديدة تفرض من خلالها شروطها على دول المنطقة.

وبناء عليه، فإن مصالح اليمين الأميركي باتت تتقاطع مع مصالح اليمين الإيراني الذي يحتاج إلى ذرائع خارجية بهدف تنفيذ مآرب داخلية، عنوانها إنهاء الدور السياسي للرئيس حسن روحاني الذي يحمله التيار المحافظ مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والأزمة المالية، نتيجة فشله وفريقه الوزاري في تجنيب إيران تداعيات العقوبات الاقتصادية.

في الآونة الأخيرة قرر خصوم روحاني استعراض عضلاتهم، ولم يترددوا في دعوته إلى جلسة استماع في مجلس الشورى (البرلمان) حول الوضع الاقتصادي، وأعلنوا عدم اقتناعهم بردوده. موقف البرلمان قد يمهد إلى استدعائه وطرح الثقة به، بعدما تمكنوا من إقالة وزير الاقتصاد في حكومته، وهم يلوحون بطرح الثقة بوزير الزراعة نتيجة فشله في معالجة أزمة الجفاف التي تعم عدة محافظات إيرانية، إضافة إلى طلب استدعاء وزير الداخلية واستجوابه بتهمة فشل أجهزته الأمنية في إنهاء حركة الاحتجاجات التي تنتشر في أغلب المدن الإيرانية.

إلا أن الحدث الأبرز في التصويب على روحاني، هو دخول مجلس خبراء القيادة المكون من 88 عضواً من كبار رجال الدين، والذي تختصر صلاحياته في انتخاب المرشد وليس له أي دور رقابي أو تشريعي يسمح له بالتعاطي مع السلطة التنفيذية، على خط الضغوط على روحاني، ومطالبته بتحمل المسؤولية حيال الاضطرابات الاقتصادية. وقد كشف العضو المتشدد في مجلس الخبراء السيد أحمد خاتمي أن الرئيس روحاني رفض طلب المجلس تقديم تقرير حول الاقتصاد الإيراني.

وعليه، فإنه من المرجح أن النظام يستعد لترتيب بيته الداخلي؛ حفاظاً على وجوده؛ حيث لا تخفي بعض أجنحته رغبتها في التخلص من روحاني قبل أن يتعرض النظام لنكسة خارجية تنعكس على موقعه الداخلي فتستغلها المعارضة، أو أزمة اقتصادية تضعه في مواجهة الشارع، فيما يزداد قلق صناع القرار في طهران من احتمال الرحيل المفاجئ للمرشد، الأمر الذي سيجعل من حسن روحاني الرقم الأصعب في معادلة الحكم؛ حيث من المستحيل أن تقبل العسكرتارية الإيرانية أن يقود روحاني المرحلة الانتقالية التي ستعزز دوره في اختيار المرشد الجديد، أو ستحوله إلى أحد أقوى المرشحين للمنصب، أو أن يشارك في صناعة خلفه.

حتى الآن، يحاول مرشد الجمهورية مسك العصا من النصف، لكن انحيازه الدائم لصالح المتشددين سيقلل من فرص روحاني في الصمود أمام الهجمات المتصاعدة ضده، ومع ارتفاع الأصوات المطالبة بمحاسبته تمهيداً لإبعاده، فإن حسن روحاني الذي مهد وصوله لمرحلة جديدة في إيران، سيتحول عزله إلى عنوان لمستقبل إيران الداخلي وعلاقتها بالخارج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقصاء روحاني إقصاء روحاني



GMT 09:08 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

بيروت... لسه الأغاني ممكنة!

GMT 03:14 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

ليلة القبض على الحرس الثوري

GMT 08:32 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وأوروبا... فُقدان الثقة

GMT 06:43 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عادل عبد المهدي والفرصة الأخيرة

GMT 05:38 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا على توقيت ساعة الكرملين

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"السرطان" في كانون الأول 2019

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 08:30 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

الشمر للتخسيس وعلاج الإمساك وعسر الهضم

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:47 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم المطاعم في الكويت

GMT 15:37 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

يوليا جورج تقصي كارولين فوزنياكي في بطولة "أوكلاند" للتنس

GMT 17:58 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الضابطة الجمركية تضبط 730 كروز سجائر ومعسل مهربة

GMT 02:35 2017 السبت ,01 إبريل / نيسان

إعادة افتتاح تيت سانت آيفيس على شاطئ بورثمور

GMT 07:19 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة تنسيق اللون البيج مع الحجاب

GMT 17:52 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

منتجع "المها" فخامة عربية في صحراء دبي

GMT 23:07 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الأزهر يدين التفجير الانتحاري في نيجيريا

GMT 23:20 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

السمك "رامي السهام" يتقدم على الإنسان في التصويب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday