القدس يين ثنايا المصطلحات الإعلامية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

القدس يين ثنايا المصطلحات الإعلامية

 فلسطين اليوم -

القدس يين ثنايا المصطلحات الإعلامية

د. حنا عيسى

هناك العديد من المصطلحات والعبارات التي يتم استخدامها في إعلامنا المحلي والعربي وانعكس على الاعلام العالمي أيضاً، ما كان له أثر سلبي على القضية الفلسطينية وقضية القدس، ومنها:
1. القدس الغربية والقدس الشرقية
عمل الاعلام المحلي والعربي بقصد أو دون قصد على ترسيخ الأداء اليهودي بأحقيتهم في القدس، وذلك من خلال الإنجرار إلى الترجمة الحرفية لإعلام العدو الإسرائيلي، فترى نشرات الأخبار والمقالات والتقارير تعج بالعديد من المصطلحات الخاطئة، كالقدس الشرقية، والقدس الغربية، وأراضي عرب إسرائيل، فالموافقة على تقسيم القدس إلى شطرين شرقي وغربي نقر ولو بطريقة غير مباشرة بأن لليهود حق في مدينة القدس مثلهم مثل العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض على حد سواء، وعند استخدام مصطلح "عرب إسرائيل" نقر أيضاً أن العرب أقلية في دولة يهودية ... وهو ما يعتبر خطئ قاتل يجب على إعلامنا العربي مراعاته وتصحيحه.
2- فصل القدس عن الضفة الغربية إعلامياً:
من المحاولات الصهيونية لترسيخ وضع خاص بالقدس يختلف عن باقي الأراضي التي احتلت معها في العام 67، ذلك الأسلوب في الحديث عنها، والذي يقوم على الفصل بين القدس والضفة، علماً بأن القدس جزء لا يتجزأ من الضفة، أو الفصل بين القدس والأراضي المحتلة عام 67، رغم أن القدس احتلت معها في العام ذاته. وهذه المصطلحات تنطوي على تضليل إعلامي ومعرفي خطير. فالضفة لغوياً وجغرافياً تنطوي على القدس، وفصل القدس عنها يصب في فكرة تدويل القدس وفقاً لبعض قرارات الأمم المتحدة، أو توطئة لتقسيمها وفقاً لرؤية المحتل.
3. تهويد حارات القدس وأحيائها ومعالمها: 
حيث يتم استخدام مصطلح "حي اليهود"، والصحيح "حي أو حارة الشرف وحي المغاربة"، حيث كان أول عمل قام به اليهود بعد احتلالهم بقية مدينة القدس سنة 1387هـ ( 1967 م) هو الاستيلاء على حائط البراق، ودمروا حارة المغاربة، وتم تسويتها بالأرض بعد أربعة أيام من احتلال القدس، وبذلك دفنت جرافات اليهود تاريخ حارة وقفية إسلامية. وحارة الشرف حي كان يقطنه المسلمون في البلدة القديمة في مدينة القدس، ويقع بجوار حارة المغاربة حيث قام اليهود، بطرد أهلها عند احتلالها سنة1967 م، وأسكنوا فيها اليهود، وأدخلوها ضمن ما أسموها حارتهم، حارة اليهود !! 
وأيضا استخدام مصطلح " حائط المبكى" والصحيح "حائط البراق"، وهو الحائط الذي يقع في الجزء الغربي من جدار المسجد الأقصى المبارك، ويُطْلِقُ عليه اليهود اسم "حائط المبكى" حيث زعموا أنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم، وتأخذ طقوسهم وصلواتهم عنده طابع العويل والنواح على الأمجاد المزعومة. وكان تجمع اليهود حتى عام 1519م قريبا من السور الشرقي للمسجد الأقصى قرب باب الرحمة، ثم تحولوا إلى السور الغربي، والثابت شرعا وقانونا أن "حائط البراق" جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك...وهناك الكثير من المصطلحات التهويد التي ادخلها كيان الاحتلال الى مدينة القدس العربية لتهويدها واحتلالها.
وبالرجوع الى دراسة حول التغطية الاعلامية الالكترونية "الانترنت" لمدينة القدس المحتلة، بعنوان "حضور مدينة القدس في الاعلام على شبكة الانترنت" من اعداد الباحث "محمد خليل الرفاعي"، تبين ان عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض تأتي في المرتبة الأولى بنسبة 14,53%، تليها الكويت بنسبة 13,82%، ثم عمان بنسبة 9,35%، ثم الجزائر بنسبة 8,48%، ثم القاهرة بنسبة 8,13%، ثم القدس بنسبة 7,26%، من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصم العربية، ثم تتالى العواصم العربية الأخرى. وتبين نتائج البحث باللغة الإنكليزية باستخدام محرك البحث نفسه أن العواصم العربية تترتب على النحو الآتي: تحتل الكويت المرتبة الأولى بنسبة 20,13%، ثم تونس بنسبة 17,87%، تليها الجزائر بنسبة 16,87%، ثم القدس بنسبة 9,62%، من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصم العربية. وتترتب العواصم العربية فيما يخصُّ مجموع نتائج البحث باللغتين العربية والإنكليزية على النحو الآتي: تحتل الكويت المرتبة الأولى بنسبة 19,54% تليهما تونس بنسبة 16,77%، تليها الجزائر بنسبة 16,08%، ثم القدس بنسبة 9,40% من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصم العربية. فمما سبق نجد أن القدس تحتل المرتبة السادسة في نتائج البحث باللغة العربية والمرتبة الرابعة في نتائج البحث باللغة الإنكليزية، والمرتبة الرابعة في مجموع نتائج البحث باللغتين العربية والإنكليزية، من مجموع الحضور الإعلامي لمجمل العواصم العربية، وبالنظر إلى العواصم التي تتقدم على القدس ولاسيما باللغة الإنكليزية ومجموع نتائج البحث باللغتين نجدها الكويت وتونس والجزائر وهي عواصم تحمل أسماء دولها، وباستبعاد هذه العواصم نجد القدس تحتل المرتبة الرابعة بعد الرياض وعمان والقاهرة في نتائج البحث باللغة العربية، والمرتبة الأولى في نتائج البحث باللغة الإنكليزية، ومجموع نتائج البحث باللغتين العربية والإنكليزية. 
وفي النظر للنتائج السابق يتبادر للذهن السؤال التالي، "أليس القدس العاصمة العربية المحتلة؟، والقدس مهد الديانات السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية؟، القدس المدينة العربية الوحيدة التي تتعرض كل يوم للهدم والتهجير والتهويد؟، القدس المدينة العربية الوحيدة التي يهجر سكانها كل يوم ويوطن مكانهم يهود متطرفين من شتى بقاع العالم؟، القدس هي مسرى محمد عليه السلام وقيامة عيسى عليه السلام؟ والقدس ...؟؟؟؟؟؟
وبعد جملة هذه التساؤولات والحقائق نرى القدس بعد غيرها من الدول في الحضور الاعلامي على أبرز وسيلة اعلامية الا وهي "الانترنت" على الرغم من اهمية ما يجري فيها. ومن هنا نحاول ايجاد جواب لهذه التساؤولات بالنقاط التالية:
1- تبعية الاعلام العربي للاعلام الغربي.
2- تبعية الاعلام الغربي للسياسة الاسرائيلية والتي تعمل على تهميش قضية القدس في سباق للزمن لتحقيق اهدافها على ارض الواقع.
3- عدم وضع القدس كقضية رئيسية وأولوية بالنسبة للنظم العربية والاسلامية والمؤسسات الاعلامية.
4- عدم ادراك المؤسسات الاعلامية المحلية والعربية لدور الاعلام في القية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس بشكل خاص.
وبسبب القصور الاعلامي في تغطية ما يجري في المدينة المقدسة طالب مدير المركز الإعلامي الحكومي الفلسطيني غسان الخطيب الدول الاسلامية بإعطاء مساحة أكبر في وسائل الإعلام من أجل متابعة ملف مدينة القدس المحتلة وما تتعرض لها من انتهاكات إسرائيلية. حيث شدد خلال مشاركته في المؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام المنعقد في دورته التاسعة في مدينة ليبروفيل بجمهورية الغابون على ضرورة توفير الدعم اللازم لأهل المدينة المقدسة لتمكينهم من الصمود في وجهة الاعتداءات الإسرائيلية. مؤكداً " إن إعطاء الدول الإسلامية المزيد من المساحة لتغطية شؤون مدينة القدس وما تتعرض له من عدوان اسرائيلي في وسائل إعلامها المختلفة، سيؤدي إلى مزيد من التفاعل والتضامن الدولي الذي يخلق ضغطا على حكومة إسرائيل من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد أرض القدس وسكانها المخالفة للقانون الدولي".
ومن أجل ابراز قضية القدس بشكل صحيح في الاعلام العربي نوصي بـ :
1- توحيد المصطلحات الإعلامية وتعميمها. حيث يتم استخدام المصطلحات الصحيحة في اماكنها الصحيحة.
2- الاعتماد على متخصصين في صياغة المصطلحات أو ترجمتها.
3- السعي نحو إنتاج الأخبار وتصديرها بدل الاقتصار على استيرادها.
4- تخصيص زاوية يومية للحديث عن القدس وأخبارها.
5- وضع خطة إعلامية متحركة تتابع المستجدات على ساحة المدينة المقدسة.
6- رصد دعم مالي كبير للتعريف بقضية القدس وما يجري فيها من تهويد من خلال انتاج الافلام الوثائقية والتقارير المصورة والقصص الانسانية.
7- اعتماد منهج دراسي حول القدس يدرس في البلاد العربية لخلق جيل واعي بقضيته.
8- جعل القدس قضية أساسية جوهرية للعالم العربي والإسلامي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس يين ثنايا المصطلحات الإعلامية القدس يين ثنايا المصطلحات الإعلامية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday