عين البابا البصيرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عين البابا البصيرة

 فلسطين اليوم -

عين البابا البصيرة

بقلم : سليمان جودة

مما رواه تاريخ الحرب العالمية الثانية عن الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، أنه كان إذا قيل له إن البابا في الفاتيكان له رأي في الحرب، وإن رأيه يقول كذا وكذا، أرسل ضحكته في الهواء ثم قال: أخبروني كَمْ دبابة لدى البابا؟

وكان المعنى أن للبابا أن يرى ما يحب، ولكن المشكلة ستظل عنده وعند كل الباباوات الذين سبقوه والذين سيأتون من بعده، أنهم لا يملكون القدرة على تحويل ما يرونه إلى واقع حي بين الناس... فإذا كانوا يملكون العظة، فما أكثرها لدى البابا الجالس على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وما أضعفها عن ترجمة ما تريده في حياة الغلابة والمساكين، ولا فرق في ذلك بين أول بابا وآخر بابا.

ليس هذا تقليلاً من شأن موقع البابا، ولكن القصد أن شاغل هذا الموقع الديني الرفيع لا يملك من القوة المادية ما يستطيع بها وقف عذابات الناس في أرجاء الكوكب، وأنه يراقب الحروب التي تطحن المدنيين في كل مكان، ثم يفتش عنده في الفاتيكان عمَّا يمكن أن يسعفه لوقف هذه الحرب أو تلك، فلا يقع على شيء، اللهم إلا نداءاته التي لا تتوقف، وعظاته التي لا تنقطع، ودعواته التي يصل بها الليل والنهار، ثم لا قوة فعلية في يده تجعله يردع أهل الشر والعدوان.

ففي سبيل وقف المقتلة الدائرة في قطاع غزة انقطع صوت البابا فرنسيس الأول، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام قليلة، ولكن البابا مات بينما الحرب تجاوزت العام ونصف العام! ولا بد أنه قد مات وفي نفسه شيء من الرغبة الأكيدة في وقفها. ولكن ماذا كان عليه أن يفعل وهو يصادف في طريقه ساسة من النوع الرديء في إسرائيل؟ ساسة من نوع نتنياهو، وبن غفير، وسموتريتش. ساسة يتفاخر أحدهم ويزهو بأنه لن يسمح بدخول رغيف واحد إلى غزة!

وعندما عاد طبيب أميركي إلى بلاده بعد زيارة لغزة ضمن وفد من الأطباء، وكان ذلك بعد أسبوعين من وقف إطلاق النار في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، فإنه عاد يقول ما لا يمكن أن يقال شيء بعده. قال: «الوضع هناك لا يختلف عن مدينة هيروشيما اليابانية بعد ضربها بالقنبلة الذرية». قال ذلك في العلن ونشرت مجلة «نيويوركر» كلامه على الملأ، ثم لم يتحرك ضمير في أركان العالم!

ويبدو أن البابا فرنسيس الراحل قد جاء عليه وقت أحس فيه بأن عينه بصيرة ويده قصيرة، فارتدى ثياب كاهن ثم مضى في شوارع روما يوزع المساعدات على الفقراء الذين يلقاهم في سبيله. كان قد فعل هذا في 2013 لتحريض الآخرين على أن يمشوا وراءه في ذات الطريق، ولكن ما قام به بقي من نوع النادرة التي يرويها عنه هذا العالم البائس ويتسلى بها لا أكثر.

لقد عاش البابا فرنسيس داعية خير وسلام في أرجاء المعمورة، وحين زار القاهرة في 2017 لحضور مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، فإن حضوره كان ينطوي على رغبة منه في تعزيز مكانة السلام كقيمة بين الشعوب والدول.

وفي الرابع من فبراير (شباط) 2019 زار أبوظبي؛ لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وعندما خرجت الوثيقة إلى النور في ذلك اليوم كانت تحمل توقيع رأس الأزهر ورأس الكنيسة الكاثوليكية معاً، وكان هذا مما منحها قيمة رفيعة ولا يزال، ولم تكن تلك الوثيقة تدعو إلا إلى أن تسود روح المحبة بين الناس، وألا تُرتهن المحبة من إنسان إلى إنسان بدين، ولا بلون، ولا بلغة، ولا بطائفة، ولا بشيء أبداً، إنها محبة خالصة وفقط، تسامح بين أهل الأرض وكفى، محبة لا غرض وراءها، ومعها تسامح لا هوىً فيه.

وإذا كان البابا فرنسيس قد امتلك حساً إنسانياً عالياً تجاه العالم، وبالذات آحاد وبسطاء الناس، فلا بد أن امتلاك هذا الحس يعود إلى أن الرجل كان أرجنتينياً، أي إنه كان ينتمي إلى أميركا الجنوبية، التي عاشت تتميزاً بهذا الحس في الأدب الذي يكتبه أدباؤها وفي غير الأدب على السواء. لقد عانت الشعوب في بلاد تلك القارة البعيدة معاناةً لا سقف لها في حياتها السياسية والاقتصادية، ولهذا السبب نشأت تفرز ما عاشته من معاناة، كلما وجدت الفرصة سانحة على لسان الباباوات مرة، أو بقلم كاتب مثل غابرييل غارسيا ماركيز مرةً ثانية.

المبدأ الفقهي يقول: «إن الله يَزَع بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن»، أي إن وقف معاناة أهل غزة مثلاً في حاجة إلى قوة، لا إلى عظة، حتى ولو كانت من البابا فرنسيس شخصياً، ولكن مشكلة العالم أن القوة التي يمكنها وقف الحرب شريكة فيها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عين البابا البصيرة عين البابا البصيرة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday