«أبو سيف» والتجمع الديمقراطي الفلسطيني
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

«أبو سيف».. والتجمع الديمقراطي الفلسطيني!

 فلسطين اليوم -

«أبو سيف» والتجمع الديمقراطي الفلسطيني

بقلم-هاني حبيب

سواء كان عنوان مقالة الزميل والصديق عاطف أبو سيف "اليسار والدور الغائب" أم "اليسار والدور المطلوب" فإن رسالة عبر هذا المقال من المفترض أن تنال اهتمام كل قوى اليسار، جماعات وأحزابا ونخباً يسارية، البعض قد يرى في المقال مبالغة في إلقاء اللوم على اليسار، بينما البعض الآخر ربما يرى في ما جاء فيه تعبيراً عن حالة اليسار الراهنة وتقييماً واقعياً لما آل إليه، ولعلّي وجدت في هذا المقال غيرة تمتزج بالحدّة من قبل الناطق الرسمي باسم حركة فتح على اليسار، مشدداً على ضرورة أن يأخذ اليسار موقعه المفقود والمطلوب في سياق التوازن الذي لا بدّ منه في اطار الشراكة الوطنية ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
ما قام به "أبو سيف" عملية مراجعة سريعة وقصيرة ولكنها مركّزة حول سبب غياب اليسار قوى وفصائل وأفراداً عن القيام بدوره في ظل الأزمات المتلاحقة، سواء لجهة الوضع الداخلي الفلسطيني تحت عنوان الانقسام، وغيابه عن المشاركة في اتخاذ القرارات في المؤسسة الفلسطينية الرسمية، منظمة التحرير الفلسطينية، أو في سياق مواجهة الاستحقاقات المفروضة والمطلوبة لدفن "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية بالتوازي مع التصعيد الإسرائيلي السياسي والأمني على كافة الجبهات.
وبالتزامن مع نشر هذه المقالة، يعلن التجمع الديمقراطي الفلسطيني عن إطلاق فعالياته، أمس الثلاثاء، وكأن هذا المقال يساهم في وضع أسس لا بدّ منها لاستعادة قوى اليسار دورها المفقود في اطار "التجمع" ولعلّ في عملية المراجعة هذه التي أشار إليها "أبو سيف" ما يساعد في تنبيه مختلف القوى التي وراء التجمع إلى جملة من المعطيات والحقائق التي ربما تغيب عنها، وبذلك تسهم في الغالب، فيما يجب أن تقوم عليه هذه القوى من عملية مراجعة بسبب فشل وإخفاق كافة التجارب السابقة، وهي عديدة ومتباينة الأسماء والمناهج والأدوار، وفي فترات سياسية مختلفة، وفي ظروف ساهمت من دون شك في طبيعة هذه التكوينات والتشكيلات.
وباعتقادي أن أولى أولويات اللجنة التحضيرية للتجمع تتلخص في عملية مراجعة دقيقة لسبب فشل المحاولات السابقة، ليس فقط لاستحضار العبر، ولكن لأنني أرى أن أسباب هذا الفشل لا تزال قائمة حتى الآن، والدليل على ذلك موقف مختلف قوى اليسار والتوجهات الديمقراطية من الانتخابات البلدية قبل عامين عندما فشلت هذه القوى في توحيد صفوفها من الناحية العملية، وكان لكل واحدة منها، موقفها واستهدافاتها، ما جعل إمكانية التوجه إلى هذه الانتخابات بشكل موحّد غير متحققة، مع أن هذه الانتخابات لم تجرِ لأسباب باتت معروفة في ذلك الوقت.
والملاحَظ من خلال النقاشات التي جرت خلال الإعلان عن إطلاق التجمع الديمقراطي الفلسطيني، أن ليس هناك اتفاق واضح ومحدد حول هوية هذا التجمع، هل هو ديمقراطي واسع، أم هو عبارة عن مكون يساري ديمقراطي، مع أني أدرك في هذا السياق، أن هوية اليسار ديمقراطية، غير أنه ليس كل ديمقراطي يسارياً بالضرورة. غياب الهوية المحددة للتجمع تجعل منه هيكلاً فضفاضاً فوضوياً بالمعنى التنظيمي، الأمر الذي يضع عوائق أمام فهم واضح لطبيعة هذا التشكيل، ما من شأنه أن يضع فواصل عديدة بين المهام الوطنية ذات الأبعاد السياسية، والمهام الاجتماعية في عموم الساحة الفلسطينية، داخل الوطن والشتات.
ومن خلال مطالعة البيان الصادر عن إطلاق التجمع الديمقراطي الفلسطيني، يتبين وكأنه يحاول معالجة الأوضاع الفلسطينية الراهنة، كالانقسام و"صفقة القرن"، والتصعيد الإسرائيلي، وكأنه بذلك يشكل حدثاً عابراً لمعالجة هذه الأحداث، مع أننا كنا نعتقد ولا نزال، أن هذا التجمع كان ولا يزال ضرورة وطنية ذات طابع استراتيجي، ومحددات تشكيله تتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بكل محدداته، وتأتي التحديات الراهنة كجزء من عملية المواجهة وليس كلها، ولا يجب أن يقوم هذا التجمع كرد فعل على هذه المواجهة الجزئية، ورداً على الأحداث الراهنة في الساحة الفلسطينية، ذلك أن تشكيل هذا التيار، أو التحالف، أو التجمع كان ولا يزال ضرورة وطنية كان يجب أن يكون حاضراً وفاعلاً في الساحة الفلسطينية منذ عقود، وقبل "صفقة القرن" والانقسام الفلسطيني الداخلي!

نقلا عن جريدة الايام 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبو سيف» والتجمع الديمقراطي الفلسطيني «أبو سيف» والتجمع الديمقراطي الفلسطيني



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 05:11 2023 السبت ,18 آذار/ مارس

أربعة شهداء برصاص جيش الاحتلال في جنين

GMT 14:25 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

أسرار الكولاجين التجميلية للحصول على بشرة متألقة ونضرة

GMT 02:01 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

حسن الرداد يحلُم بتقديم شخصية محمد علي باشا

GMT 17:39 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

عاصفة "بابوك" تتجنّب المناطق السياحية في تايلاند

GMT 13:28 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:12 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

غيرلان تعلن عن مجموعتها المميزة من العطور الجديدة

GMT 06:34 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

اختفاء نحو ثلث الدببة القطبية خلال 40 عامًا

GMT 18:42 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الرئيس المصري يلتقي نظيره الجزائري بالقاهرة

GMT 17:35 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أغلى أنواع الجبن في العالم من حليب الحمير
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday