المسيحيون العرب والحفاظ على اللغة العربية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المسيحيون العرب والحفاظ على اللغة العربية

 فلسطين اليوم -

المسيحيون العرب والحفاظ على اللغة العربية

هاني حبيب
بقلم:هاني حبيب

مع أنّ اللغة العربية كانت موجودة ومستخدمة قبل الإسلام، إلاّ أنّ التبحر بها والانشغال بعلومها يتطلبان معرفة واسعة بالقرآن الكريم، باعتباره المصدر الأساسي في الاستشهاد اللغوي، مع ذلك فإن هناك من غير المسلمين وخاصة المسيحيين العرب الذين أسهموا بحفظ هذه اللغة وعملوا على عصرنتها وتحديثها دون التخلي عن أصالتها، ما أسهم بتعزيز حضورها كوعاء للثقافة والتراث والأهم من ذلك الانتماء للهوية القومية العربية.

وإذا كانت هناك بعض الكنائس بالمنطقة العربية تقيم صلواتها وأنشطتها الرعوية بلغات أخرى كالسريانية فإن معظم الكنائس العربية تقيمها باللغة العربية الفصحى بما في ذلك وعلى الأخص الكنائس المارونية في فلسطين ولبنان وسورية والأردن أي بلاد الشام بشكل عام.
إلا أنّ دور المسيحيين العرب في نهضة اللغة العربية والحفاظ عليها لم يكن مجرد عمل لغوي قائم على حب هذه اللغة والاستمتاع باستعمالها فحسب بل إن ذلك يعود بدرجة مهمة إلى مواجهة عملية التتريك

التي قامت بها الامبراطورية العثمانية لإحلال اللغة التركية كبديل عن اللغة العربية في الأقطار التي خضعت لها، كأحد أشكال مقاومة العثمانيين من خلال التمسك القومي بالهوية العربية، لهذا لم يكن من المستغرب أنّ هذا الاهتمام باللغة العربية والتمسك بها كان موازياً للنهوض القومي العربي إبان الاحتلال العثماني للمنطقة العربية فمنذ ذلك التاريخ شهدنا الدور الريادي لقادة القوى والأحزاب والتجمعات القومية العربية من المسيحيين العرب.

ولعل أول ما يلفت الانتباه إلى دور المسيحيين العرب في نهضة اللغة العربية والحفاظ عليها ما قام به ناصيف اليازجي المسيحي العربي اللبناني الذي كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب بترجمة دقيقة للكتاب المقدس «الإنجيل» إلى العربية العام 1864 وهو أيضاً صاحب كتب في النحو العربي مثل كتاب «مجمع البحرين «وهو أشبه بالمقامات.إلاّ أن الإنجاز الأهم في سياق دور المسيحيين العرب في حفظ ونهضة اللغة العربية تمثل في صناعة المعاجم العربية، ونقول صناعة لأنّ هذه المعاجم

بشكل عام لم تقتصر على معاني الكلمات بل على أغراض المفردات اللغوية والأدبية والعلمية والجغرافية والتاريخية مع شروح تفصيلية متضمنة في بعض الأحيان الأمثلة من التراث العربي. ولم تكتف بذلك بل أعادت العديد من المفردات إلى مصادرها الأولية وقد ساعدهم في ذلك انفتاحهم على الحضارة الغربية وتمكنهم في اللغات الحية كالانجليزية والفرنسية، وبذلك أسهمت إمكانياتهم الموسوعية في إعداد معاجم تعتبر من أهم كنوز اللغة العربية وحافظة لها، ونخص هنا بالذكر ما عرف

عنه باعتباره «أستاذ الجميع» في صناعة المعاجم ونقصد المعلم بطرس البستاني، كونه أول من وضع معجماً عربياً عصرياً وأول من أقام مشروع دائرة المعارف العربية حيث نشرت ستة أجزاء في حياته وخمسة أجزاء بعد وفاته على يد أبنائه وأصهاره، وهي شبيهة إلى حدٍ ما بدائرة المعارف الانجليزية إلاّ أنّ المعجم الأكثر شهرة هو «محيط المحيط» في مجلدين العام 1870 وتمت إعادة طباعته آخر مرة على حد علمنا العام 1977،

إلا أن البعض أخذ على البستاني دعوته إلى تقريب اللغة الفصحى من العامية بهدف الاستخدام الأمثل للغة العربية في الحياة اليومية وطريقاً لتطورها والحفاظ عليها.في يوم اللغة العربية 18 كانون الأول تحية لكل من حافظ على من يحفظ هويتنا القومية العربية، والمسيحيون العرب في طليعة هذه الكوكبة المتجذرة في هويتنا العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسيحيون العرب والحفاظ على اللغة العربية المسيحيون العرب والحفاظ على اللغة العربية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday