عقبة الانتخابات في التفاصيل
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عقبة الانتخابات في التفاصيل

 فلسطين اليوم -

عقبة الانتخابات في التفاصيل

رجب ابو سرية
بقلم : رجب أبو سرية

نتيجة لقاء الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية مع حركة حماس في غزة، تبدو مفاجئة، بالنظر إلى تصريحات قادة الحركة قبل ذلك اللقاء، وبعد إعلان الرئيس محمود عباس قبل أكثر من شهر في الأمم المتحدة نيته الدعوة لإجراء الانتخابات فور عودته إلى البلاد من نيويورك، لدرجة أن الدكتور ناصر نفسه، يبدو متفاجئا أيضا، حيث إن قوله إننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من إجراء الانتخابات بعد لقاء الاثنين يبدو «متفائلا» جدا، بالنظر إلى ما أبدته الفصائل و»حماس» من ليونة حسب وصفه.

قبل وصول الدكتور ناصر لغزة، كان بعض قادة حماس يؤكدون ضرورة عقد اجتماع الأمناء العامين، وأن تكون الانتخابات متزامنة، أي أن تشمل انتخابات المجلس التشريعي ورئاسة السلطة والمجلس الوطني الفلسطيني معا وفي نفس الوقت، كذلك قلل بعض الفصائل ومنها الجهاد الإسلامي من أهمية أو ضرورة إجراء الانتخابات معتبرة أن الحفاظ على المقاومة أهم، فيما كان معظم فصائل غزة تشترط حدوث توافق وطني يسبق إجراء الانتخابات، أي قبل أن توافق على إجرائها من حيث المبدأ، بما يعني عقد مؤتمر وطني أو إجراء حوارات فصائلية أو ما إلى ذلك، لذا فإن إعلان رئيس اللجنة المركزية للانتخابات يؤكد فعلا شيئا من المفاجأة.

أما عن السبب وراء ذلك، فيبدو أن حماس قد اتخذت قرارها بممارسة نفس اللعبة، أي أن لا تبدو كطرف يرفض إجراء الانتخابات من حيث المبدأ - وهي التي لا تقوم بها ولا حتى على مستوى المجالس المحلية، ولعل ما فعلته فيما يخص بلدية رفح قبل أيام وبلدية غزة قبل أشهر من تعيين لرئيسي البلديتين خير دليل على ما نقول - فهي تظن أن الانتخابات من الصعب جدا أن تجرى، إن لم يكن من المستحيل في هذه الظروف، حيث العلاقة تكاد تكون مقطوعة تماما بين السلطة وإسرائيل وكذلك بين السلطة والولايات المتحدة، وأن التفاصيل ستكون عنصرا إضافيا لإعاقة الأمر أو عرقلته، لذا فليس من الضروري أن تحمل على أكتافها وزر رفض إجراء انتخابات من الصعب جدا أن تجرى لأسباب لها علاقة بالتنفيذ، ومن جهات خارجية، ولو افترضنا جدلا بأن إسرائيل وأميركا اضطرتا للموافقة على إجرائها وحتى على أن تشمل القدس، حينها يمكن لحماس أن تعرقلها بألف طريقة وطريقة.

وعلى كل حال، حتى لو جرت الانتخابات وخسرتها حماس، فإن واقع الحال لن يتغير بالنسبة لها كثيرا، ولا حتى بأي شكل من الأشكال، ذلك أن الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد ذلك ستطالب بتسليم غزة من القوة التي تسيطر عليها وهي القسام والمجموعات المسلحة، ومنها سرايا القدس، وهذا كان دائما مربط الفرس، الذي يحول البحث فيه دون أن تقول حكومة السلطة إنه قد تم تمكينها من غزة، وحدث ذلك رغم توقيع اتفاق تشرين الأول من العام 2017، واتفاق الشاطئ الذي سبقه بعامين، بل وتم تشكيل ما سميت حكومة «التوافق» على أثره، دون أن يعني ذلك إنهاء الانقسام، أي أن إجراء الانتخابات، هذا إن تمت، سيعني إنهاء الانقسام شكليا ورسميا، كما هو الحال - تقريبا الآن - لكن على الأرض سيبقى الحال كما هو أيضا، وفي كل الأحوال فإن حماس قد فهمت من درس الانقسام، أنه لكون نظام السلطة إنما هو رئاسي، فإن موقع رئيس السلطة الذي احتفظت به فتح، رغم خسارتها للتشريعي، قد أبقى ورقة الشرعية بيدها، لذا فإن حماس تتنازل عن شرط تلازم انتخابات التشريعي والرئاسة، مقابل تعهد من الرئيس بإجراء انتخابات الرئاسة بعد التشريعي، وهي تعرف أيضا أن التشريعي وهو مركز سلطتها الرسمية على الأرض لا يعني شيئا خاصة بعد المرسوم الرئاسي بحله، لذا فان حماس أبدت المرونة في الشكل أو الموقف، في انتظار التفاصيل المرتبطة بالتنفيذ، وطالما بيدها ورقة القسام والقوة العسكرية المسيطرة على قطاع غزة، فإن كل ما عدا ذلك يبدو أمرا يمكنها التعامل معه.

وحتى المرونة التي تحدث عنها ناصر، لا تعني أن الانتخابات ستجرى غدا، فإضافة إلى العقبة الإسرائيلية والأميركية، وكيفية الإجابة عن سؤال إجراء الانتخابات خاصة في القدس الشرقية، فإن حماس تعتقد أن إعلان السلطة ما هو إلا شعار اعتراضي ضاغط على إسرائيل، من ضمن سلسلة سياسة الانفكاك عن الاحتلال. أي ما هي إلا شعار اعتراضي تحريضي، ليس من الحكمة أن تقف في طريقه، ما دام المقصود منه بالدرجة الأولى إسرائيل، ولو تم تجاوز هذه المعضلة، بشكل أو بآخر، فان «التوافق» الذي طالبت به فصائل غزة، يعني في أقل مستوى له، الاتفاق على نظام الانتخابات، وكيف سيجري، وفق التمثيل النسبي الكامل أم المختلط، ثم بعد ذلك حديث القوائم، وحماس تعرف أنه رغم كل شيء، فهي ما زالت منافسا حقيقيا لحركة فتح، في الشارع الفلسطيني، وصورتها كفصيل انقلابي قد بهتت بعد سنوات الانقسام، وبعد أن اختلطت أوراق الإقليم، وجرت في النهر مياه عديدة.

مع كل هذا فإن «مرونة» حماس لم تكن مجانية، فهي أولا قد استقبلت حنا ناصر ضمن مجموع فصائل العمل الوطني، حيث باتت تحرص منذ وقت على أن تعلن موقفها ضمن الموقف الجماعي لمجموع فصائل غزة، خاصة تلك التي لها أذرع عسكرية مسلحة، لأن لها جميعا وحدة حال أو وحدة موقف تتمثل في أنها جميعا تخضع لقرار عسكرها، وكما أشرنا فإن عقد المنشار في النهاية هي سلاح ما تسمى المقاومة في غزة، وإن كان سيخضع للحكومة المنتخبة أم انه سيظل فوق القانون أو حتى خارجا عنه أو عليه، هذا من جهة ومن جهة ثانية أكد الموقف الفصائلي ضرورة عقد لقاء وطني شامل يكون مقررا كممر إجباري لإجراء الانتخابات.

الأهم برأينا هو أن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة، سيعيد مركز السلطة إلى قطاع غزة، وهذا يعزز من قوة حماس حتى لو كانت في المعارضة، وتحكم من تحت الأرض، ذلك أن قطاع غزة محرر من الاحتلال، وعلى عكس الضفة المهددة بالضم كلها أو مساحات واسعة منها، تبدي إسرائيل في حال سيطرت عليها السلطة المعترف بها، استعدادها لفك الحصار عنها وفق انفراجة سياسية ما، ولعل هذا الأفق يفتح الباب واسعا لتتجاوز حماس في حال فوزها أو شراكتها إن كان وفق قائمة مشتركة أو حكومة وحدة لاحقا، تهمة دولة غزة، فتجلس على مقعد مشابه لمقعد حزب الله في لبنان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقبة الانتخابات في التفاصيل عقبة الانتخابات في التفاصيل



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان

GMT 03:33 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

عابد فهد يعلن عن موعد بداية تصوير مسلسله الجديد

GMT 17:48 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"منتجع تلال" من أفضل 5 فنادق في العين

GMT 07:06 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

سان لوران Yves Saint Laurent باللون الأسود لربيع وصيف 2020 من باريس

GMT 04:37 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

سلطات الاحتلال تُفرج عن أسير جريح من نابلس

GMT 10:18 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أهم النصائح وأفضل الوجهات لقضاء شهر العسل في إندونيسيا

GMT 04:05 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

الفالح يُؤكّد تخفيضات النفط أبطأ من المُتوقّع

GMT 13:34 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هازارد يحذر سان جيرمان من خطورة ليفربول في وجود محمد صلاح
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday