ثورة واحدة ما بتموت
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ثورة واحدة ما بتموت

 فلسطين اليوم -

ثورة واحدة ما بتموت

حمادة فراعنة
بقلم: حمادة فراعنة

تواصل الاحتجاجات الشعبية أفعالها وحراكها بأقصى قدر من الاتزان  والسلمية في لبنان، باستثناء بعض الخروقات التي يتم ضبطها ولملمة تجاوزاتها، وهي ظاهرة دالة على رقي الشعب اللبناني والدولة في نفس الوقت.احتجاجات لبنان سلمية مدنية، بينما احتجاجات العراق دموية تخريبية، فالاحتجاجات غالباً ما تسعى لتدمير مؤسسات الدولة واحراقها، ورجال الأمن غالباً ما يلجؤون إلى القمع  وإطلاق الرصاص وىسقوط الضحايا بالعشرات من المتظاهرين، ما دفع نواب الحزب الشيوعي للاستقالة  احتجاجاً على طريقة التعامل مع المحتجين، ورجل الدين مقتدى الصدر يتهم مباشرة الدولة في الاعتماد على فصائل الحشد الشعبي لقمع التظاهرات وإحباطها.

ما الذي يربط تظاهرات لبنان مع احتجاجات العراق؟؟ لماذا يهتف أهل لبنان  «من العراق إلى بيروت ثورة واحدة ما بتموت»!!ما هو الرابط بين احتجاجات العراقيين واللبنانيين؟؟ ومن هو الخصم المشترك لهما ؟؟واضح أن الرابط هو الاحتجاج ضد السلطة، وضد التحالف الحاكم، والذكاء الخفي والربط السياسي بين الطرفين هم أحزاب ولاية الفقيه، حزب الله اللبناني مع حركة أمل في لبنان، وأحزاب الحشد الشعبي في العراق، رغم التناقض الكفاحي بينهما، فأحزاب الحشد الشعبي جاءت بعد تدخل الدبابة الأميركية التي أسقطت النظام السابق المعادي للسياسة الإيرانية، بينما حزب الله تفوق بفعل دوره الكفاحي في مواجهة العدو الإسرائيلي ورحيله عن لبنان، ولكن رغم الفرق الجوهري بين الطرفين اللبناني والعراقي ولكنهما يدينان بالولاء لمرجعية ولاية الفقيه.

حزب الله في مواجهة العدو الإسرائيلي كان باسلاً شجاعاً، ولكنه حينما انغمس بتفاصيل الحياة اللبنانية تحول إلى حزب فئوي يعمل وفق البوصلة الإيرانية، مثله في ذلك مثل أحزاب ولاية الفقيه وتنظيمات الحشد الشعبي في العراق، وهنا المشكلة أن كليهما تحول إلى حاكم وصاحب قرار في العراق ولبنان، وإن اختلفت المظاهر ولكن المضمون واحد والمرجعية واحدة، وهنا مصدر الترابط لدى المحتجين اللبنانيين، الذين يجدون في قيادات حزب الله وحركة أمل أنهم يقفون ضد الانتفاضة وضد إلغاء نظام المحاصصة الطائفية، لأن حزب الله لا يستطيع أن يحكم لبنان ونصفه من المسيحيين، ولذلك هو بحاجة لغطاء، والغطاء اليوم هو رئيس الجمهورية الماروني ورئيس الوزراء السني، ولهذا يقف ضد إسقاط الرئاسات الثلاث: الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، ويعارض  حراكات الانتفاضة التي ترفع شعار إسقاط «كلهن كلهن».

في العراق يتمسك النظام الطائفي بالحاضر الذي صنعه بريمر الأميركي بعد إسقاط نظامه القومي، والنظام الطائفي في لبنان صنعه الاستعمار الفرنسي.معاناة بعض العرب في نظامهم غير الديمقراطي، نظام اللون الواحد، والقومية الواحدة، والطائفة المهيمنة، والتي تفتقد للشراكة والقواسم المشتركة وعدم الاعتماد على إفرازات صناديق الاقتراع، ولذلك انفجرت ثورة الربيع العربي بعد أن أخفقت فصائل حركة التحرر العربية من إنجاز مهامها وتطلعات شعوبها، ولهذا يسقط النظام الواحد تلو الآخر، إن لم يدرك أهمية توسيع قاعدة الشراكة على أساس التعددية والديمقراطية والقيم الدستورية التي تحترم مضمون أن الشعب هو مصدر السلطة.

لقد تم إحباط العديد من عناوين ثورة الربيع العربي في أكثر من بلد، والواضح ان ذلك يتم بشكل مؤقت، فقد جدد أهل الجزائر والسودان الربيع العربي انعكاساً لظروفهم، وأرسى أهل تونس ثورتهم ووضعوها على الطريق الديمقراطي السليم، وأخفق أهل العراق وسورية واليمن في انتزاع النظام الديمقراطي، وها هو لبنان يقدم نموذجاً جديداً، لا بد أن ينتصر مهما تكالبت ضده قوى الشد العكسي والطائفية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة واحدة ما بتموت ثورة واحدة ما بتموت



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان

GMT 11:56 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

دراسة توضّح أهمية تناول الخضروات والفواكه يوميًا

GMT 08:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

الاحتلال يعتقل شابا من ضاحية شويكة شمال طولكرم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday