إدلب آخر قطعة في الكعكة السورية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

إدلب آخر قطعة في الكعكة السورية

 فلسطين اليوم -

إدلب آخر قطعة في الكعكة السورية

عبير بشير
بقلم : عبير بشير

الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان لا يزال كل منهما يلصق أوراقه إلى صدره. المسرح هو إدلب. بوتين قاد هجوم قوات بشار الأسد لاستعادة السيطرة على الطريق السريع بين حلب ودمشق وتوسيع دائرة السيطرة على العاصمة الاقتصادية لسورية- حلب.حيث إن الأولوية بالنسبة للقيصر بوتين حالياً هي لفتح الشرايين الاقتصادية لحكومة دمشق، كما أنه معني بفرض حقائق على الأرض مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية في منتصف 2021، بما يسمح لروسيا كي تقود حملة علاقات عامة لـشرعنة النظام، وإعادة دمشق إلى الأسرة العربية، ويسعى بوتين لشراء أكبر كمية من الوقت يمكن من خلالها تمكين النظام السوري من بسط نفوذه على شطر أوسع من إدلب وتغيير اتفاقيات التفاوض مع تركيا، تركيا التي حاولت تنفيذ عملية محدودة في إدلب للرد على تقدم الجيش السوري وإظهار قدرتها على تنفيذ وعودها وشعاراتها بشأن دفع قوات النظام إلى خارج اتفاق خفض التصعيد.

لكن بوتين لم يعر اهتماماً لأردوغان، واستمر الكرملين بالسيناريو المعتاد ملقياً اللوم على تركيا التي تقف عاجزة عن فصل المعارضة المسلحة عن الفصائل المتشددة في إدلب، وأن روسيا لا تجد في عملية النظام السوري لمحاربة الإرهاب في إدلب تناقضاً مع اتفاق سوتشي.وعلى الأرض، استهدفت القوات الروسية مواقع المدفعية التركية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن على تركيا التوقف عن دعم “مجموعات إرهابية” في محافظة إدلب.
لقد وضع أردوغان قوات بلاده في موقف صعب بمواجهة الغارات الروسية التي استهدفتها بإدلب وسط تساؤلات إن كان الرئيس التركي سيتصدى لتلك الغارات بالباتريوت الأميركي، بعد أن أدار الظهر لعلاقته بواشنطن بمنظومة الدفاع الروسية، وبعد رهان أردوغان الكامل على روسيا، وخسارة الدعم الأميركي، لجأ أردوغان إلى طلب الدعم الأميركي، ووفقاً لمسؤول تركي كبير في أنقرة، طلبت تركيا من الولايات المتحدة نشر بطاريتي صواريخ باتريوت على حدودها الجنوبية لصد أي هجوم جوي لقوات النظام السوري.

إذاً هي ليست معركة بين النظام السوري وفصائل المعارضة فحسب، بل معركة بين الحليفين الروسي والتركي ولو لم تأخذ شكل الحرب المباشرة، لكنها لا تخرج عن كونها الصدام الأول بين القوات الروسية والتركية على الأرض السورية.لذلك لم يكن خبر استهداف قوات النظام السوري في جبلة الساحلية قرب القاعدة العسكرية الروسية ليمر عابراً لارتباطه مكانياً وزمانياً بتطورات الوضع في إدلب، وذلك بعد يومين فقط على استهداف القاعدة بطائرات مسيرة، وعلى مهلة أردوغان للنظام السوري للانسحاب من إدلب إلى خلف نقاط المراقبة التركية والتي تنتهي في آخر شباط الجاري. وإلا سيتعرض الجيش التركي لقوات النظام في كل مكان.

رغم أن أردوغان هو نفسه الذي هدد بشار الأسد أكثر من مرة وتوعد بعدم تكرار مجزرة حماة مرة ثانية، شهد بالصمت على عشرات المجازر التي ارتكبها النظام بحق الشعب السوري، وتحولت المنطقة العازلة التي نادى بها لحماية المدنيين إلى اقتطاع لأراض سورية وبسط الهيمنة التركية برفع العلم التركي على المرافق العامة، وكتابة اسماء المؤسسات والمراكز باللغة التركية فضلاً عن حكومة شكلية تجتمع في تركيا وتدير ما سمّي بالمناطق المحررة في إدلب وريفي حلب واللاذقية.

لقدد بدا تحرك روسيا، حاسماً، بقوته النارية، في «تثبيت» خريطة انتشار قوات النظام في إدلب، واستعاد السيطرة على طريق حلب الدولي متوغلاً في عمق إدلب حتى بلغ سراقب، رغم نزوح مئات الآلاف من السوريين باتجاه الحدود التركية. فوزارة الدفاع الروسية تريد تقديم نسخة سورية من «نموذج غروزني» القائم على «الهندسة الاجتماعية بإفراغ المدن من البشر وإعادة إعمارها وإسكانها، بما يتلاءم مع مصالحها.وحول أزمة النازحين السوريين على حدود تركيا، تنفي موسكو، نزوح مئات آلاف المدنيين من إدلب نحو الحدود مع تركيا بسبب العمليات ضد ما يصفهم بـ «الإرهابيين»، في حين أن تركيا لن تسمح بالمقابل بدخول مليون نازح جديد إلى أرضها بل تعارك لاقتطاع منطقة من إدلب تصلها بالشريط الحدودي الذي امتدت اليه من منبج بريف حلب نحو القامشلي أقصى الشرق، في ثلاث عمليات نفذت فيها تركيا مطامعها.

ورغم أن الحديث يدور حول خلاف بين موسكو وأنقرة حول النفوذ في سورية، وتنازعها على أهم المواقع والمرافق الحيوية في أرياف حلب وإدلب، لكن الصحيح أيضاً أن ثمة معالم ومصالح مشتركة قوية تشجعهما على وأد ما يحصل من خلافات أو محاصرتها في أضيق الحدود.نهج براغماتي أصيل عند كليهما، يفتح الباب أمام استعداد متبادل لتقديم التنازلات وتثبيت التوافقات، وتجنب دفع الأمور نحو معركة كسر عظم، ما يفسر تكرار تصريحات الجانبين عن تمسكهما بالاتفاقات المبرمة في سوتشي والأستانة، حيث أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن أنقرة لا تسعى إلى «مواجهة» مع روسيا بسبب التوتر المتزايد المتعلق بهجوم قوات النظام السوري في محافظة إدلب.

لذلك، لا يزال الباب مفتوحاً لعقد صفقة سياسية بين السلطان والقيصر، عنوانها الرئيسي خطوط تماس جديدة تكون شمال طريقي حلب - دمشق وحلب - اللاذقية مقابل انتشار القوات التركية في «منطقة خفض التصعيد» الجديدة. وفتح نوافذ سياسية بين دمشق وأنقرة، وإنشاء «غيتو للنازحين، يشبه تماماً وضع قطاع غزة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب آخر قطعة في الكعكة السورية إدلب آخر قطعة في الكعكة السورية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا

GMT 00:07 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

شارلوت موس تتألق في مهرجان كان الخيري

GMT 00:36 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ريهام حجاج فتاة متشددة دينيًا في فيلم "مولانا"

GMT 02:22 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوثبي للمزادات" يعرض لوحة فريدة للفنانة كاهلو

GMT 05:33 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

Skylodge Adventure suite في بيرو يلائم محبي المغامرة

GMT 16:34 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

منة شلبي تعلن أن "نوارة" نقطة فاصلة في حياتها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday