الساخرون من آبائهم
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم!

 فلسطين اليوم -

الساخرون من آبائهم

توفيق أبو شومر
بقلم : توفيق أبو شومر

برزت في وسائل الإعلام الاجتماعية ظاهرة خطيرة، بخاصة في فلسطين، وهي بذر الكراهية في نفوس الشباب لآبائهم وأجدادهم، وتحطيم ماضيهم، بالسخرية من طول أعمارهم، ومن قسمات وجوههم.
للأسف نشر أحدهم، يبدو أنه منسوبٌ لأحد الأحزاب الفلسطينية المعتمدة على الولاء والطاعة، الخالية من أية ثقافةٍ وطنية، نشر هذا الشابُ جدولا بأسماء مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، نشر في مُقابلِ أسمائهم عددَ سنواتِ أعمارهم، ثم تركَ هذا الناشرُ مساحاتٍ للتعليقات الساخرة.
ظهرت التعليقات الساخرة التالية، وهي ليست كل التعليقات:

«عليهم أن يتركوا الأمور لغيرهم، بعد أن أصبحت وجوههم مملوءة بالشوارع والمنعرجات» قال آخرُ ساخراً: «متى سننعاهم جميعا»، للأسف، نالت التعليقات السابقة إعجاب كثيرين!!
ما أكثر ما قرأتُ عن الحركة الصهيونية! لم أجد سخريةً أو استهزاءً مشحوناً بالكُره، والحقد، على مؤسسي الحركة، وعلى طول أعمارهم، وجدتُ فقط نقداً أكاديمياً لتعديل مسار هذه الحركة، وتغيير أهدافها،
يا ويلنا! هكذا يُكافئ الأبناءُ الفلسطينيون آباءهم! هل نعتبرُ ما سبق خللاً يمكن إصلاحُه، أو أنه مرضٌ خطير، يؤشِّر على عيبٍ في تاريخنا الفلسطيني النضالي، وبخاصة في تثقيف الشباب الفلسطينيين؟!
إن المستهزئين بالآباء هم مُنوَّمونَ موجَّهُونَ، يُنفذون خطةً خطيرة، ومؤامرةً على قضيتنا الفلسطينية العادلة، هذه المؤامرة هي جزءٌ من سلسلة مؤامرات، بدأت بمحاولة محو تاريخنا الفلسطيني الحضاري كلِّه، ثم سرقة هذا التاريخ، ونسبته إلى المحتلين الغاصبين.

 سَرق منا محتلو أرضنا رموزَ نهضتنا، تراثَنا، ومكتباتِنا، ووثائقَنا، ثم شرعوا يُشككون في عُلمائنا، ومفكرينا، وأدبائنا بتلطيخ سمعتهم، وتأليف النقائص في سيرتهم، وتزييف إبداعاتهم، كجزءٍ رئيس من مُخطط يهدف كلُّه إلى إزالة هذا التاريخ الفلسطيني الناصع!

هذه المؤامرة لا تقتصر على فلسطين، بل طالت كل بلاد العرب، فقد حاولوا تشويه سمعة كثيرين من زعماء العرب المخلصين!
في المقابل فإنني أرى أن أعداءنا يُجلون، يحترمون، ويقدسون آباءهم الأولين، يرسخون سيرهم في الكتب التعليمية، يوثقون نضالهم في أفلامٍ وصور، لأن هذا الإجلال والاحترام والتقدير للآباء هو الطريقُ للاستفادة من تجاربهم، والبناء عليها للنهوض والتطور والرقي.

ما أكثر الأمثلة على ذلك، أبرز مثال على ذلك هو رئيس دولة إسرائيل السابق، شمعون بيريس، الذي نسي أن يموت، كما قال، مات في الثالثة والتسعين من عمره، 2016م، لم يسخر منه أبناؤه الشباب، ولم يجعلوه هزءاً في صفحات التواصل الاجتماعية، بل اعتزوا به، أسموه حكيم إسرائيل، طلب مشورَته رؤساء الدول الكبرى، واعتزوا بصداقته!
أما موشيه أرنس عضو حزب الليكود، المتوفى عن أربعة وتسعين عاماً فقد تولى رئاسة وزارة الجيش ثلاث مرات، صار وزيرَ خارجيةٍ، وسفيراً، ثم أصبح محاضراً في كلية التخنيون، ثم مسؤولاً عن الأبحاث في مجال الطيران وهو في التسعين، ترك وراءه سيرة حياةٍ حافلةً بالعمل.

ما أكثر الزعماء ممن اقتربت أعمارهم من قرنٍ لايزالون يوزعون خبراتهم على شباب وطنهم، إن معظم رؤساء العالم حين يتركون مناصبهم يُشكلون خلايا عسلٍ فكريةً، مثل الرئيس الأندونيسي، مهاتير محمد، هو اليوم في الخامسة والتسعين لايزال في قمة عطائه.
سأظلُّ أرددُ قولاً مشهوراً يُنسب لنابليون بونابرت، زعيم المكارثية السياسية، حين قال: «جردوا الأمم مِن تاريخِها، يسهُل ابتلاعُها»! يمكنني أن أنحتَ قولاً جديداً:
«اسخروا من تاريخ آبائكم، يسهُل احتلالُكم، وقهرُكم»!

قد يهمك أيضا :

   في انتظار «أبو خريطة» الإسرائيلي!

   هل النِّفاقُ مِلحُ الشعراءِ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساخرون من آبائهم الساخرون من آبائهم



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"السرطان" في كانون الأول 2019

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 08:30 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

الشمر للتخسيس وعلاج الإمساك وعسر الهضم

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:47 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم المطاعم في الكويت

GMT 15:37 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

يوليا جورج تقصي كارولين فوزنياكي في بطولة "أوكلاند" للتنس

GMT 17:58 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الضابطة الجمركية تضبط 730 كروز سجائر ومعسل مهربة

GMT 02:35 2017 السبت ,01 إبريل / نيسان

إعادة افتتاح تيت سانت آيفيس على شاطئ بورثمور

GMT 07:19 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طريقة تنسيق اللون البيج مع الحجاب

GMT 17:52 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

منتجع "المها" فخامة عربية في صحراء دبي

GMT 23:07 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الأزهر يدين التفجير الانتحاري في نيجيريا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday