هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى؟

 فلسطين اليوم -

هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

في الآونة الأخيرة كثرت الأحاديث حول الموقف العربي من القضية الفلسطينية، وخاصة في ضوء انفتاح بعض الدول العربية في علاقاتها تجاه إسرائيل وذهاب البعض نحو تطبيع العلاقات من خلال صفقات سرية تجارية وأمنية. بل إن الأمور ذهبت إلى مستوى المجاهرة بتطبيع العلاقة وحتى دعوة وفود إسرائيلية رياضية وسياسية وصلت إلى مستوى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى استقبال وفود رجال الأعمال. كما زار بعض المواطنين العرب إسرائيل سراً وعلانية.

وهذا كله ترافق مع تراشق في وسائل التواصل الاجتماعي بين الفلسطينيين ومؤيدي القضية من العرب المعارضين للتطبيع وبين مواطنين عرب يريدون التحلل من القضية الفلسطينية وأي نوع من الالتزام العربي تجاه الفلسطينيين، في إطار ترديد مقولات من نوع «على الفلسطينيين أن يقلعوا أشواكهم بأنفسهم»، أو انهم عقدوا اتفاقاً مع إسرائيل لوحدهم ويقيمون علاقات مع إسرائيل، أو ينسقون ويطبعون مع إسرائيل ولا يحق لهم لوم العرب على تطبيعهم أو علاقاتهم.

صحيح أن غالبية المواطنين العرب وأحزابهم السياسية لا يزالون يرفضون التطبيع، كما أن الأنظمة العربية بما فيها تلك التي تطبع مع إسرائيل تقول أنها ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام التي تقول إن تطبيع العلاقات يأتي بعد الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة منذ العام 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الأممي 194، ولكن توجد هناك مشكلة حقيقية في الدور العربي تجاه القضية الفلسطينية. فالموضوع لا يتعلق فقط باصدار البيانات في إطار الجامعة العربية والتي كلها بدون شك تؤيد القضية الفلسطينية وتؤكد تضامنها مع الشعب الفلسطيني وضد الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته والعنصرية، بما في ذلك مشروع الضم الذي تنص عليه خطة الرئيس دونالد ترامب، بل هو في حقيقة الأمر يرتبط بمدى جدية الموقف العربي في مواجهة السياسة الإسرائيلية ومن ورائها سياسة الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل.
 

قد يقول قائل إن الظروف تغيرت وإن المصالح لها الاعتبارات الأولى، وما كان قائماً في سنوات السبعينات والثمانينات لم يعد قائماً الآن، حتى النظام العالمي تغير وموازين القوى الدولية والتحالفات هي أيضاً تبدلت مع الوقت. هذا صحيح فعلاً حتى درجة استقلال بعض الدول العربية وارتباطاتها تغيرت. ولكن هناك أهمية استثنائية للقضية الفلسطينية ليس فقط بسبب كون الفلسطينيين جزءاً من الأمة العربية الواحدة، وهناك ارتباطات وعلاقات قومية، وإنما أيضاً بسبب مسؤولية العرب عن مأساة الشعب الفلسطيني منذ ما قبل النكبة وخلال حرب عام 1948، وأيضاً عدوان 1967 واحتلال ما تبقى من فلسطين. وهذه مسؤولية تاريخية وقومية كبرى. بالإضافة إلى أن السبب الرئيس في زرع إسرائيل في قلب العالم العربي لم يكن يستهدف فقط الفلسطينيين أو فلسطين لوحدها بل كل العالم العربي الذي أريد له أن يبقى مقسماً وتحت الاستعمار إلى ما شاء الله.
هناك مصلحة عربية أكيدة في حل القضية الفلسطينية والتوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة، لأن هذا يمكنه أن يقضي على الكثير من التوترات والصراعات والتهديدات الأمنية وغيرها، ويمكنه كذلك أن يحقق ازدهاراً وانتعاشاً في الشرق الأوسط بل سيتعدى تأثيره هذه المنطقة إلى السلام والأمن الدوليين. ولكن القضية القومية بدون شك هي الأساس طالما نحن أمة عربية واحدة همومها واحدة ومصالحها ومشاكلها متداخلة. ولكن السؤال هل نحن ساهمنا ببقاء قضيتنا قضية العرب القومية الأولى، وهل لا يزال ممكناً أن نعيدها إلى وضعها الطبيعي؟

لا بد في هذا السياق من نقاش الموضوع بطريقة هادئة وموضوعية وبعقل مفتوح. ولهذا ينبغي الاعتراف بأننا ساهمنا بطريقة ما في تحرير اشقائنا العرب من مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية أولاً باصرارنا على شعار القرار الفلسطيني الوطني المستقل ليس في إطاره العربي الواسع. وهذا برز أكثر في توقيع «اتفاق أوسلو» الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل بدون مشاركة عربية، حتى من مصر التي تربطها بإسرائيل اتفاقات سلام والأردن التي على تماس أكثر من اي دولة بالمسألة الفلسطينية. ولعلنا بحاجة إلى سؤال أنفسنا اليوم لو كان «اتفاق أوسلو» حصل في إطار عربي يشمل مصر والأردن هل كان بإمكان إسرائيل أن تخرقه وتتنكر له كما تفعل اليوم؟ لقد هلل الفلسطينيون لموقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي هدد إسرائيل بصدام كبير مع الأردن إذا ما أقدمت على ضم مناطق فلسطينية بشكل أحادي الجانب.

وهذا موقف على درجة كبيرة من الأهمية يمكنه أن ينعكس على قرارات ومواقف إسرائيل. تخيلوا لو أن مصر والأردن يهددان بتجميد اتفاقات السلام مع إسرائيل أو إلغائها كلياً لو أقدمت إسرائيل على ضم غور الأردن ومناطق محتلة أخرى، وهددت مبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، وتخيلوا لو أن الدول العربية وعلى رأسها السعودية ودول الخليج تبعث برسالة للولايات المتحدة الأميركية تطالب فيها بوقف عملية الضم الإسرائيلي ووقف تطبيق خطة ترامب، وإلا فإن العلاقات مع أميركا يمكن أن تتضرر. لا شك في هذه الحالة سيكون الموقف الدولي مختلفاً.

نحن بحاجة إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الإطار العربي الواسع حتى لو تخلينا عن وهم القرار الفلسطيني المستقل الذي لم يعد فعلياً مستقلاً في ظل الاتفاقات مع إسرائيل. وهذا لا يعني بأي حل التنازل عن أي من حقوقنا الوطنية بل الذهاب نحو تطبيق المبادرة العربية للسلام باعتبارها المشروع القومي العربي الوحيد لحل القضية الفلسطينية، وهذا لا يعني أيضاً بأن نستسلم لضغوط بعض الدول العربي للتجاوب مع مشروع ترامب. والسؤال هنا هل نحن قادرون على إعادة القضية للعرب أو إعادة العرب للقضية؟

قد يهمك أيضا : 

 مواجهة أزمة "كورونا": تحرير الاقتصاد وخطة إنقاذ

   الضم من وجهة نظر إسرائيلية أخرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى هل لا تزال فلسطين قضية العرب الأولى



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:03 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الدلو" في كانون الأول 2019

GMT 15:09 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 09:27 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 13:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 06:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تفقد السيطرة على الأمور بعض الوقت

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 19:02 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

استعملي هذا المستحضر للحصول على الإشراق والتألق

GMT 00:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هاشم زكي يُجسّد لون الحرب ومآسيها في لوحاته الزيتية

GMT 07:36 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

طريقة تحضير الشاي المثلج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday