إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً

 فلسطين اليوم -

إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً

عبدالناصر النجار
بقلم : عبدالناصر النجار

كان أهالي قرية كردلة في الأغوار الشمالية يستعدون لسقف مدرسة الصمود والتحدي، وإذ بسلطات الاحتلال تعيد خلاطات الباطون وتمنعها بالقوة من الوصول إلى القرية، في رسالة واضحة، لن يكون هناك بناء فلسطيني جديد في المنطقة... أما جارتها بردلة فقد طالبت سلطات الاحتلال مجلسها القروي بإنزال العلم الفلسطيني من على مقره لأن المنطقة باتت خاضعة للقوانين والسيطرة الإسرائيلية.
كردلة وبردلة القريبتان من الحدود الأردنية وقعت عليهما مصائب الاحتلال منذ الخامس من حزيران ٦٧، حين بدأت الاعتداءات الإسرائيلية من خلال إجراءات العزل وفرض حظر التجوال والتهجير القسري.
إجراءات الاحتلال تصاعدت أيضاً بعد اتفاق أوسلو، فقد حوصرت المنطقة ديموغرافياً وجغرافيا وزراعياً.. سكان القريتين غير قادرين حتى على وضع حجر على حجر لإقامة مساكنهم، حتى الخيام غير مسموح بنصبها.
منذ أسابيع صعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على كردلة وشقيقتها بردلة وبلدات الجفتلك بشكل خاص والأغوار الشمالية بشكل عام، تصعيد غير مسبوق، فالمنطقة تشهد يومياً عمليات مطاردة ودهم ثم قرارات سريعة بهدم المساكن، وأصبحت معدلات الهدم هي الأعلى يومياً دون رادع.
حتى قبل أشهر كانت إدارة الاحتلال تراقب البناء وتمنع أي تطور عمراني حتى لو كان مسجداً صغيراً أو روضة أطفال أو غرفة صفية من الزينكو.. وكان رجال ما يسمون لجان التنظيم والبناء التابعة لإدارة الاحتلال المدنية يراقبون ويخطرون بالهدم … وفي بعض الأحيان يتركون الفرصة ليتوجه السكان إلى محاكم الاحتلال التي أيضاً كانت تستكمل دائرة الهدم والتهجير بحقهم.
باتت لجان تنظيم الاحتلال لا تفارق المنطقة، على مدار الـ ٢٤ ساعة، تراقب كل حركة، ولا تكتفي بالإخطارات، وإنما تعمد إلى الهدم الفوري دون إنذار… والفئات الأكثر تعرضاً لسياسة التهجير والتطهير العرقي هم الرعاة والعائلات البدوية محدودة العدد التي تقيم في مجموعة من الخرب في المنطقة.
حتى حقول القمح والشعير لم تسلم من جرائم الاحتلال، فالجيش يتعمد إجراء مناوراته العسكرية في المناطق المأهولة والرعوية مستخدماً الذخيرة الحية، وخلال الأسبوع الماضي أحرقت قوات الاحتلال ما يزيد على ١٢ ألف دونم من أراضي الأغوار الشمالية… ومنعت سيارات الإطفاء الفلسطينية من الوصول للمنطقة إلى أن أتت النيران على المحاصيل.
ما يريده قادة الاحتلال هو رؤية الحقول المحترقة لإجبار المزارعين والرعاة على الرحيل.
قبل أيام أيضا، بدأت سلطات الاحتلال إجراءات جديدة منها إزالة اللافتات الحمراء عن المفترقات التي كانت تحذر الإسرائيليين من دخول القرى الفلسطينية، كما أزالت المكعبات الإسمنتية التي تغلق بعض الشوارع الفرعية أو الترابية، اللافتات التي كانت تحمل عبارة مناطق السلطة الفلسطينية أصبحت في خبر كان، بمعنى أن الوجود الفلسطيني غير قائم في المنطقة.
جنود الاحتلال وجهوا تعليمات جديدة لسائقي سيارات النقل العمومي وحتى الخاصة محذرين من أنه مع بداية الشهر المقبل ستكون هناك إجراءات جديدة للحركة والتنقل… وربما الذين لا يحملون بطاقة هوية تؤكد أن مكان إقامتهم هو قرى الأغوار لن يتمكنوا من الوصول أو الدخول لهذه المنطقة.
ضم الأرض دون سكان بمعنى أن السكان سيكون لهم فقط حق الإقامة في المساحات الضيقة لقراهم، بل أكثر من ذلك، وكما تقول مصادر صحافية إسرائيلية فإن الأراضي الفلسطينية الخاصة.. ستصنف تدريجياً أملاك غائبين، ليتم الاستيلاء عليها كما حصل في القدس الغربية وحتى في قرى الجليل والمثلث والنقب عقب النكبة، على الرغم من أن أصحاب الأرض والعقارات موجودون ولكنهم في نظر سلطات الاحتلال غائبون… وبالتالي تتم عمليات المصادرة لصالح سلطات الاحتلال التي ستمررها للمستوطنين فيما بعد أو لإقامة مستوطنات جديدة.
الاحتلال يستخدم سياسة الخطوة خطوة وهي سياسة متبعة منذ العام 67.. يبدأ بإجراءات الضم أو المصادرة مع إعطاء هامش من التحرك، ثم يبدأ تضييق هذا الهامش حتى يصل للمرحلة الأخيرة من السيطرة التامة والتهجير، وخير دليل على ذلك جدار الفصل العنصري، الذي بدأ بمقولة كاذبة تحت مصطلح السياج الأمني ثم مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي، ثم السيطرة على مصادر المياه وضمها داخل الجدار، ثم السماح للمزارعين بدخول أراضيهم بتصاريح، ثم تحديد عمر المزارعين المسموح لهم بالدخول وتحديد الأيام المسموحة.. وفي النهاية منع الأهالي من الوصول ثم المصادرة النهائية.
الأغوار بدأت فيها الخطوات الأولى للضم.. وقد يسمح لسكانها أو حتى للعاملين من الخارج بالتحرك المقيد، ثم لن يسمح للسكان من الخارج بدخولها.. ثم تضيق الدائرة على سكان القرى تميداً لتهجيرهم.
قادة الاحتلال يتحدثون اليوم عن ضم 30٪ من مساحة أراضي الضفة أو ما يعادل 50٪ من الأراضي المصنفة «ج» فيما سيمنع أي نشاط أو توسع فلسطيني وخاصة في مجال البناء في النصف الآخر من منطقة «ج».
ومع فرض سياسة الأمر الواقع، فإن جيش الاحتلال وعلى رأسه غانتس يستعد لمواجهة أي تحركات فلسطينية، بمعنى آخر فإن هناك خطة عسكرية موازية لخطة الضم السياسية.. في الوقت الذي لا توجد لدينا نحن الفلسطينيين أي خطة حقيقية للمواجهة.
الرد الفلسطيني يجب أن يكون قوياً، لا كما يدعي عراب صفقة القرن الرئيس ترامب (الذي ستسبب قراراته بإحراق المنطقة عاجلاً أم آجلاً) أن كثيرون يحذرونه من أن أمراً سيئاً سيحدث.. ولكن سارت الأمور بشكل جيد كما حصل في نقل السفارة والاعتراف بالعاصمة الموحدة للاحتلال أو ضم الجولان. ولم يحدث شيء.
مشروع الضم إذا ما طبق فإنه يعني تغيير المعادلة مع الاحتلال بشكل مطلق، مع التأكيد على فقدان سلتنا الغذائية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً إجراءات ضم الأغوار بدأت فعلياً



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة

GMT 15:31 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

هبة مشهور تصمم حلوى الكوكيز التي تتناسب مع رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday