فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة

 فلسطين اليوم -

فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة

عبد الناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

وأخيراً فعلها فلسطينيو الداخل، وأثبتوا بشكل قاطع أنهم في اللحظات التي يستشعرون فيها الخطر على مكونهم القومي ووجودهم على أرضهم قادرون على التوحد وقلب المعادلات السياسية الإسرائيلية.الإثنين الماضي، استنفر الفلسطينيون في الجليل والمثلث والنقب، لإفشال صفقة القرن، مؤكدين أنها لن تمر على قراهم، ولن يتمكن عرابو الصفقة من تحقيق مرادهم.صناديق الاقتراع كانت شاهدة على الاستنفار غير المسبوق على الرغم من الصعوبات والتعقيدات في الوسط العربي، فعلى سبيل المثال، فإن صناديق الاقتراع وُضعت في مختلف التجمعات اليهودية حتى الهامشية منها، أما في النقب فإن قاطني بعض التجمعات الفلسطينية البدوية كانوا مجبرين على السير أكثر من 50 كيلومتراً للوصول إلى أقرب صندوق. لكنها الإرادة الأقوى من الصعاب، ففي بعض القرى في المثلث، وصلت نسبة التصويت حاجز التسعين بالمائة، وهذا هو صوت الشعب الحقيقي والصادق.

عنصرية نتنياهو انقلبت عليه، وعلى اليمينيين الإسرائيليين الذين شددوا في دعايتهم الانتخابية على التحذير من خطورة العرب، حتى وصل الأمر بنتنياهو في تسجيلاته الصوتية المرسلة إلى الناخبين عبر هواتفهم النقالة إلى القول: إن الأعداء يريدون تدمير دولة إسرائيل وإنه لا مكان لمن يدعم الإرهاب (يقصد العرب) في أي تشكيل حكومي مقبل.الانفلات اليميني العنصري اعترف به الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين عندما وصف الحملة الانتخابية قائلاً: إنها أقذر حملة انتخابية تشهدها الدولة العبرية.

نشوة النصر «النتنياهوية « لم تدم طويلاً، والقبلات الحارة على منصة جمهور «الليكود» بين نتنياهو وزوجته سارة، المتهمَين بالفساد، لم تكن ذات قيمة بعد انقشاع الأجواء الضبابية، وظهور النتائج النهائية لانتخابات الكنيست، فقد ارتدت ادعاءات نتنياهو بأنه لن يسمح للعرب بتشكيل الحكومة مع غانتس إلى عنقه.. ولعل تصريحات أيمن عودة التي جاءت رداً على نتنياهو أبهرت الجميع، عندما أكد أن القائمة المشتركة هي الحائط الذي سيمنع نتنياهو من الاستمرار في الحكم، وأن العرب بثقلهم سيسقطون العنصرية المتجذرة في إسرائيل، وهو ما حصل.

نتنياهو عاجز اليوم عن كسر الجدار المانع العربي لتشكيل الحكومة القادمة، وهو ما أجمعت عليه الصحافة الإسرائيلية، مؤكدة أن مأزق نتنياهو قد بدأ دون نهاية إيجابية. ولعل الكاريكاتير الذي نشرته «هآرتس» بعد يوم من الانتخابات الذي يظهر نتنياهو صاعداً متعباً على جدار وهو ينظر نحو الرقم 60، المطلوب لتشكيل الحكومة، وفي الأسفل يمسك أيمن عودة بملابسه ويجعله غير قادر على الصعود، لهو دليل على أن العرب ربما لن يكون لهم تمثيل في الحكومة المقبلة ولكنهم الصخرة التي تحطمت عليها أحلام نتنياهو.

إذن فعلها الفلسطينيون في الداخل وتجذروا حول حقوقهم، ونالوا اعترافاً لا غبار عليه بأنهم قوة فاعلة وأساسية وكتلة موحدة في الكنيست قادرة على إحداث تغيير.في المقابل، فإن قادتنا الجاثمين على رقابنا يصرون على مناكفاتهم التي تعود من جديد كلما أوهمونا زوراً وبهتاناً أن خلافاتهم شارفت على الانتهاء، وأن الانقسام ما هي إلا لحظات ويصبح من الماضي، وأن الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيدة القادرة على التصدي للمؤامرات، لنكتشف أن سياسة تقبيل اللحى مؤقتة للخروج من أزمة ما أو للتخلص من مشكلة آنية، وأن الانقسام هو القاعدة وليس الاستثناء.

نقول ذلك بعد الإعلان رسمياً عن وصول «كورونا» إلى فلسطين، مؤكدين أن الإجراءات الوقائية هي من اختصاص الحكومة وليس التنظيمات أو الأحزاب إلا إذا اعتبرت حماس نفسها هي الحكومة وأن القطاع هو دويلتها الخاصة.الرئاسة أعلنت، مساء الخميس، عن إعلان حالة الطوارئ من خلال مرسوم رئاسي لاحتواء المرض، وكلف المرسوم الحكومة اتخاذ الإجراءات الفورية لمحاصرة المرض الذي يعاني منه العالم. الحكومة اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية وعممتها لنتفاجأ بموقف غريب وشاذ عندما أعلن ناطق باسم حماس أن الإجراءات لن تنفذ في القطاع بذريعة أنه لا توجد إصابات.. ومن قال إن الإصابات مثلاً في كل محافظات الضفة، فهي لا تزال محصورة بمحافظة واحدة. خطورة الموقف الحمساوي أنه ينسف فكرة الوطن الواحد ويصر على جر القطاع إلى الانفصال فعلاً لا قولاً.

القرار الحمساوي فاجأ أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه فأدانوا هذا التصرف الأرعن..كان على قادة حماس أن يقرؤوا خريطة الموقف الجماهيري وليس التمترس الحزبي، الذي يساهم في نكبة جديدة للشعب الفلسطيني إذا ما استمر الوضع على هذا الحال.نعم، من حق كل مواطن أن يكون له رأي، ومن حق كل حزب أن يعبر عن مطالبه بشكل حر وديمقراطي.. قد نكون مقتنعين بأن المرسوم الرئاسي وإجراءات الحكومة مبالغ فيها أو تتضمن بعض الإشكاليات، ولكن ليس من حق أي فرد كان أو جماعة أو حزب أن يرفض تنفيذ مرسوم الرئيس وإجراءات الحكومة، إلا إذا كان مقتنعاً بأنه يملك إقطاعية ورثها عن والده، وأنه الحاكم المطلق بأمر الله.

وكالة الغوث أعلنت أنها ستعطل المدارس بناء على المرسوم الرئاسي وتوجيهات الحكومة فماذا ستفعل حماس؟ هل ستجبر معلمي «الأونروا» على الدوام مثلاً.. وحتى المدارس الحكومية كثير من الآباء أعلنوا أنهم لن يرسلوا أبناءهم للمدارس فماذا ستفعل حماس، وماذا إن لم يستجب معلمو الحكومة الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة لدعوات حماس؟ أليس هذا موقفاً شائناً يعيدنا عشرات الخطوات للخلف، وإن كانت هذه هي طريقة حماس لمواجهة صفقة العصر فعلى قضيتنا السلام.الشعب تعب من المناكفات ومن السلطات الوهمية في زمن الاحتلال الاستيطاني.. وأصيب بمرض القرف من هذا الوضع الذي لا مثيل له في تاريخ القضية الفلسطينية.كفى مناكفات ومنازعات وتقاسم سلطات وهمية، فحتى الوباء أقحمتم فيه الانقسام.. تباً تباً!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة فعلها فلسطينيو الداخل وتواصلت مناكفاتنا الرخيصة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 10:29 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 23:37 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء

GMT 10:04 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

أسطورة ليفربول يدافع عن محمد صلاح

GMT 09:44 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

قلعة "سيسينغورست" تكشف عن قصة حب غير تقليلدية

GMT 11:40 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

باسل خياط ينشر صورًا برفقة زوجته تكشف استمتاعهما بوقتهما

GMT 05:24 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

نجيبكِ على أهم أسئلة الموضة الشائعة على "غوغل"

GMT 06:56 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

خبير يؤكّد تضرّر مستوى البحث العلمي الرياضي

GMT 01:53 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

عادل إمام يوضح أن وجود الشباب في أعماله يسعده
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday