غزة تحت تصنيف «الله يستر»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

غزة تحت تصنيف «الله يستر»!!

 فلسطين اليوم -

غزة تحت تصنيف «الله يستر»

عبد الناصر النجار
بقلم : عبد الناصر النجار

وباء كورونا يعيد «تنظيم» العالم بشكل غير متوقع، لكنه ترتيب قائم على انهيار اقتصادي ومالي وحجر على ملايين البشر وإغلاقٍ لعديد الدول حتى في وجه يحاول النجاة بنفسه. الإجراءات العالمية تراوحت بين الاستهتار والجدية، ولنا في الصين وإيطاليا مثال واضح.. الصين تعاملت مع المرض منذ أن تأكد الحزب الشيوعي الصيني أن البلاد أمام جائحة خطيرة بمنتهى الجدية وبتدابير نستطيع القول إنها عسكرية، لا تسامح ولا استثناءات، ولا مجال لمخالفة الإجراءات.

القبضة الحديدية الصينية جاءت بنتائج مثمرة وناجحة، على الرغم من الثمن الاقتصادي الكبير الذي دفعته، والذي سيؤثر على النمو والتنمية فيها على المدى القصير.في المقابل، أسفر التراخي الإيطالي، بل واستهزاء المسؤولين الشعبويين بالإجراءات الوقائية وحتى تحديها عن كارثة وطنية، وانتشار سريع ووفيات كثيرة ومن ثم إعلان الحجر على الشعب كله، وانهيار في معظم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.في فلسطين جاءت الإجراءات سريعة وقوية في آن، واستطاعت الحكومة أن تنجح بامتياز في هذا الامتحان حتى الآن، على الرغم من الخسائر الاقتصادية التي تكبدها قطاع الخدمات الفلسطيني وفي المقدمة منه المطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه علاوة على الشلل في بعض مناحي الحياة، ومنها عدم القدرة على إيجاد بديل مقنع لإغلاق المدارس ووقف المسيرة التعليمية في ظل أن مفهوم التعليم عن بعد ما زال يحبو عندنا دون أفق واضح يجعله ذا قيمة ومعنى قريباً.. وطلبة الثانوية حائرون.. والآن وزارة التربية والتعليم مطالبة باتخاذ إجراءات لإعادة سكة التعليم إلى مسار قريب من مسارها المعتاد عبر التواصل مع الطلبة وخاصة «التوجيهي» والصفوف الدنيا.

الإجراءات الفلسطينية ساهمت في الحد من انتشار الوباء، ومن دون هذه الإجراءات الصعبة، ربما كنا نعاني مثل إيطاليا لا سمح الله.
على الصعيد الشعبي الفلسطيني، فإن الوباء أصبح مثل لعبة «البينغ بونغ» هناك من يأخذ الأمور على سبيل التندر بحيث أصبح المرض بوابة لمئات النكات، وحتى الشائعات. ولكن أيضاً هناك جدية في التعامل معه على المستوى الصحي والأمني والخاص.ولكن هناك إشكالية أخرى فلسطينياً وهي الأوضاع في قطاع غزة. علماً أن البعض هناك حاول عدم تطبيق إجراءات الحكومة مثل تعطيل المدارس والجامعات، بحجة أنه لا توجد إصابات في القطاع، على قاعدة أنه بعد ظهور الإصابات سيتم تطبيق الإجراءات … أي منطق هذا.
في غزة الوضع مخيف، وأكثر من عبر عن ذلك سلطات الاحتلال وجهاز المخابرات الإسرائيلي، فقد انشغلت القيادات السياسية والأمنية في دولة الاحتلال بإيجاد الرد على فرضية ماذا لو انتشر الوباء في قطاع غزة؟
دولة الاحتلال هي من تتحمل المسؤولية أمام العالم، فهي من تحاصر القطاع، وهي من تمنع دخول المساعدات الطبية والأدوية، وهي من تمنع تحرك الكوادر الطبية، وهي التي تغلق الحواجز أمام المرضى. لذلك تضع سلطات الاحتلال السيناريو الأسوأ، ماذا لو تحرك مئات آلاف الفلسطينيين نحو الحدود، لأن الاحتلال هو سبب الكوارث والأوبئة.
هذا الطرح يبدو عبثياً عند المسؤولين في غزة، الذين ما زالوا يصرون على أن القطاع خال من الإصابة.. نعم القطاع نظيف من الإصابات لكنه ليس بعيداً عنها، وفي ظل الأوضاع الاجتماعية والكثافة السكانية وضعف بنى الخدمات الصحية وغيرها، فإن أي ظهور للوباء سيكون كارثياً ومأساوياً.
مخابرات الاحتلال تضع غزة تحت عنوان «الله يستر»، ونحن بحاجة الآن للنظر بجدية أكبر وأكثر واقعية، واتخاذ إجراءات وقائية حقيقية بعيداً عن المناكفات السياسية مثل محاولة فتح المدارس، ولولا مواقف وكالة الغوث لكان الأمر مختلفاً.
إذن، هو تحذير للبدء بإجراءات وقائية، دون سخرية أو استهزاء في ظل ظروف خاصة يعيشها قطاع غزة.. فهل من مستمع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة تحت تصنيف «الله يستر» غزة تحت تصنيف «الله يستر»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:58 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حزب الله يستهدف 7 مواقع للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:42 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الناتو يقرر تمديد وجوده في أفغانستان حتى عام 2024

GMT 04:31 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

"حماس" تستنكر "زيارات تطبيع" مع الكيان الإسرائيلي

GMT 04:19 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الصفراء عند الأطفال الأسباب والأعراض والعلاج

GMT 01:44 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ودّعي جميع الروائح الكريهة في الرخام بمواد في كل مطبخ

GMT 11:26 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم محمد رجب يبدأ تصوير مشاهده في فيلم "بيكيا" الجمعة

GMT 14:19 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

رونالدينيو غير نادم على عدم المشاركة في البريميرليغ

GMT 03:41 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هولي هولم تهزم روندا روزي بالضربة القاضية في ملبورن

GMT 23:27 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ماجدة الصباحي بخير ولم تجر عملية جراحية

GMT 00:26 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة سباقات بورش تتألق في معرض لوس أنجلوس

GMT 08:25 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

التشوهات الجسدية كانت وسيلة لكسب الرزق قديمًا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday