صورة الفلسطيني في الرواية العربية الفلسطيني المقاوم والفلسطيني المحايد «كأنها نائمة» 1 من 2
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

صورة الفلسطيني في الرواية العربية: الفلسطيني المقاوم والفلسطيني المحايد «كأنها نائمة» (1 من 2 )

 فلسطين اليوم -

صورة الفلسطيني في الرواية العربية الفلسطيني المقاوم والفلسطيني المحايد «كأنها نائمة» 1 من 2

عادل الأسطة
بقلم : عادل الأسطة

بعد روايته «باب الشمس» بأربع سنوات أصدر إلياس خوري رواية «يالو» (٢٠٠٢) وهي تأتي على الحرب الأهلية في لبنان، واللافت أن الكتابة عن الفلسطيني فيها غير لافتة. وهذا يدفع الدارس إلى التساؤل عن السبب:

- أيعود إلى أن الرواية رواية شخصية بالدرجة الأولى؟ أم إلى أن «يالو» بطلها كان منشغلا بنفسه وقصته وقصة رفاقه وأنه لم يذهب إلى الحرب عن قناعة وأن الفلسطينيين ليسوا أعداءه أصلا وأنه قد لا يكون التقى بهم فلم يأت على عالم لا يعرفه، عدا أنه، عندما ذهب للقتال، كان فتى يافعا ليس لديه وعي سياسي؟ بعد «يالو» أصدر خوري رواية «كأنها نائمة» (٢٠٠٧)، وهي رواية صلتها بموضوع الحرب صلة هامشية، ثم إنها تقارب بإيجاز سريع الثورة في فلسطين قبل العام ١٩٤٨- يعني أن المقاربة الهامشية للحرب لا تتعلق بالحرب الأهلية في لبنان.

يرتد الزمن الروائي في الرواية إلى الأعوام ١٩٤٦ - ١٩٤٨، وتجري الأحداث في لبنان وفلسطين، وشخصيات الرواية شخصيات فلسطينية ولبنانية معا، حيث يتزوج الفلسطيني منصور من اللبنانية ميليا ويقيمان معا في مدينة الناصرة، والرواية التي يختلط فيها الواقعي بالخيالي ويمتزجان معا تتكئ بالدرجة الأولى على «المنامات»/ الرؤى والأحلام. إنها رواية منامات بامتياز؛ منامات تسير الحياة على إيقاعها أو أن الحياة تهجس للشخوص، وتحديدا لميليا، بها.

في كتابة لي سابقة تحت عنوان «صورة الفلسطيني في الرواية العربية: «كأنها نائمة» سؤال الهوية» (أنظر موقع «نخيل عراقي» بتاريخ ١٤ نيسان ٢٠٢٠) اقتبست عبارة لافتة وردت على لسان ميليا «ايش يعني لبنانيين وغير لبنانيين هيدي بلاد الشام»، فمن أسس الناصرة كانوا من لبنان أصلا، فهل الكتابة عن الفلسطينيين في الرواية تعني الكتابة عن اللبنانيين؟ أيا كان الأمر فإنني هنا سأتوقف أمام ثلاث شخصيات فلسطينية من يافا هي شخصيتا منصور وأخيه أمين وشخصية أمهما.

الفلسطيني المقاوم والفلسطيني المحايد:
لمنصور أخ اسمه أمين يعمل في مصنع خردوات تركه أبوهما لهما وصارت أمهما تديره. انتمى أمين إلى جماعة الحاج أمين الحسيني وقد سخر مصنعه الذي ورثه عن أبيه لصنع طلقات البواريد الانجليزية، وبدأ «يخطط لتصفيح السيارات من أجل أن يمتلك الفلسطينيون سلاحا ثقيلا في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المتفوقة».

استشهد أمين في سياق موجة متفجرات ضربت يافا العام ١٩٤٧ ويبدو أن ثرثرته قادته إلى الهلاك، فقد كان أخوه منصور «مقتنعا بأن شقيقه مات من كثرة الحكي»، «أمين كان ثرثارا ويحب المنظرة»، ولأنه كان، في نظر أخيه، كذلك فقد اختلف الشقيقان، واختلفا أيضا لأن أمين استأثر بالمصنع لنفسه، وربما لهذا، أو لسبب آخر هو شعور منصور بأن أمه لا تحبه.

كانت أمه تنتظر من الله ابنة فرزقت بصبي ثان ظلت تتعامل معه بوصفه طفلة صغيرة «أطالت شعر الصبي وعقدت ضفائره، وصارت تخاطبه بتاء التأنيث»، وحاول أمين أن يلعب اللعبة نفسها مع أخيه ونقلها إلى المدرسة حيث بدأ منصور يستمع إلى رفاقه يخاطبونه بتاء مضافة إلى اسمه، ما جعله يقوم بردود أفعال عنيفة، يتصرف كالصبيان الأشقياء ويتعرض للضرب من أقرانه .... وعندما كبر وجد نفسه في عائلة عربية تديرها أم حديدية لا ترحم.

وفي حين كان أمين ذا ميول وطنية وسخر مصنع العائلة لخدمة الوطن، ودفع حياته ثمنا لذلك، كان منصور لا يكترث للسياسة ولفكرة الدفاع عن الوطن. كان الأول ملتزما، وإن من باب المنظرة، وكان الثاني لا يهتم بالسياسة والقضية الوطنية. وفضل منصور الابتعاد عن الجو، كي يتجنب وجع الرأس، فترك يافا ليقيم مع زوجته ميليا في الناصرة، لكن وجع الرأس لحق به إلى هناك.

حين سمع منصور خبر استشهاد أخيه عاد إلى يافا، وهنا يتغير ويلبس صورة أمين. يتقمصه. «صار منصور رجلا آخر» وقرر العودة إلى يافا، فلا يمكن ترك المعمل لأن الأم لا تستطيع إدارته وحدها.
نحن أمام أخوين مختلفين ولكن الظروف تدفع الثاني المحايد إلى تقمص شخصية الأول، وتغيره من محايد غير ملتزم إلى ملتزم يسير على خطى أخيه.

صورة المرأة:
اللافت في الرواية التي تأتي على الواقع الفلسطيني قبل العام ١٩٤٨ هو صورة المرأة الفلسطينية فيها. إن النموذج النسوي الفلسطيني يتجسد في شخصية الأم الفلسطينية.
والدة أمين ومنصور تبدو امرأة متسلطة وحديدية «لا تفكر إلا في جمع المال» ولهذا ترك لها منصور قبل استشهاد شقيقه كل شيء وغادر يافا ولم يرد العودة إليها وإلى رائحة الدم التي تنتشر فيها. ولكنه عاد.
هل تختلف المرأة الفلسطينية هنا عنها في روايات إلياس خوري السابقة؟

في «الوجوه البيضاء» طالعتنا سمر الثورية المتحمسة التي سرعان ما تتزوج من تاجر وتصبح ربة بيت. وفي «مملكة الغرباء» قرأنا عن المرأة الفلسطينية المتعلمة التي تعمل في مؤسسات الثورة وتستشهد، وفي «باب الشمس» كانت نهيلة نموذج المرأة القوية الصلبة التي تتعرض لمضايقات الاحتلال ولكنها تصبر وتعمل في غياب زوجها لتربي أبناءها، وهو ما تكون عليه والدة أمين ومنصور في «كأنها نائمة» على الرغم من وصفها بأنها امرأة متسلطة.

ما لا ينبغي أن يغيب عن الذاكرة في أثناء قراءة الرواية هو أن أحداثها تجري في مكان لم يقم فيه الكاتب وفي زمان لم يكن شاهدا عليه. إن ذلك لا شك قد يجعل الصورة التي ترتسم للفلسطيني صورة متخيلة أكثر مما هي صورة حية ملموسة. فماذا عن الفلسطينيين ويافا بعامة؟

قد يهمك أيضا :  

  الفلسطيني في الرواية العربية «المثقف الفلسطيني: إدوارد سعيد مثالاً»

   ناجي العلي في الرواية الكويتية: "على عهدة حنظلة" 2 من 2

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة الفلسطيني في الرواية العربية الفلسطيني المقاوم والفلسطيني المحايد «كأنها نائمة» 1 من 2 صورة الفلسطيني في الرواية العربية الفلسطيني المقاوم والفلسطيني المحايد «كأنها نائمة» 1 من 2



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday