التنمر على الثقافة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

التنمر على الثقافة

 فلسطين اليوم -

التنمر على الثقافة

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

لا يمكن فصل اعتقال سلطات الاحتلال لسهيل خوري، مدير معهد إدوارد سعيد للموسيقى، ورانيا الياس، مديرة مركز يبوس، وداود الغول منسق شبكة شفق في القدس، واقتحام المؤسسات الثقافية ومصادرة أجهزة الكومبيوتر، والهواتف الشخصية ووثائق المشاريع، عن ملاحقة المسرح الوطني (الحكواتي) من قبل بلدية الاحتلال ومحاولات إغلاقه المتواصلة بمختلف الحجج والمكائد، من تكديس الضرائب إلى تهمة «الأنشطة الممنوعة»، وقبل ذلك تهجير مسرح «القصبة» والاستيلاء عليه ودفع الكثير من المشاريع والفعاليات الثقافية خارج القدس عبر التضييق والضغط والملاحقة والمصادرة، والتي تأتي في سياق سياسة «الترانسفير» الثقافي الذي يسعى إليه الاحتلال في المدينة، الحملة التي تصاعدت بعد إغلاق «بيت الشرق» متخذة مسارات ووسائل وخدائع سواء في الجهاز التعليمي أو الحضور الثقافي الفلسطيني، لا يمكن فصل ذلك عن سلوكيات من نوع وقف عرض «عشتار معلم» الراقص في جامعة النجاح، والتنمر على الفنانة «أميرة حبش» بعد مطالبتها بدعم العاملين في الحقل الثقافي، ووقف عروض سينمائية وفنية في غير مدينة في الضفة الغربية لأسباب واهية وغير حقيقية، أو فصله عن استفراد الممولين بمصائر المشاريع والمؤسسات الفلسطينية و»تحديث» شروط التمويل وقيودها المتواصل.

الاحتلال يفرغ القدس من هويتها الثقافية من جهة، ويستثمر جيداً في الجهل ويغذي التخلف في مجتمعنا من جهة أخرى، وكلاهما الاحتلال والجهل يجدان في الثقافة الفلسطينية هدفا سهلا لأسباب كثيرة أهمها تجاهل المؤسسة الرسمية لحاجات ودور الثقافة، وبسبب غياب الجهة التمثيلية النقابية الفاعلة التي تدافع بقوة وضمن رؤية واضحة عن حقوق القطاع الثقافي.

دون بناء مؤسسة نقابية فاعلة ودون تغيير حقيقي في وعي المؤسسة الرسمية حول الدور الأساسي للثقافة في المواجهة وتجاوز لغة الإنشاء والتغني، دون ذلك، في الأقل، سيتواصل تفكيك المشروع الثقافي التي راكمه الفلسطينيون عبر تجارب عظيمة حافظت على الهوية الوطنية وأغنتها على مدى عقود، تجربة قدمت الكثير لفلسطين وللثقافة الإنسانية، ووقفت بشجاعة وإبداع في مواجهة الرواية الصهيونية ومحاولات تذويب الهوية الوطنية للفلسطينيين، وحافظت بقوة على حضور فلسطين في وعي العالم.

ببساطة هذا الإرث العظيم هو المستهدف الآن، وهو ما يحاول العدو تفكيكه سواء عبر وسائله المباشرة، أو عبر توظيف الجهل والناطقين باسمه في مجتمعنا.

المطلوب، بعيداً عن التحليل والتشكي ووصف الأحوال، نقل «بند الثقافة» من ذيل جدول اهتمامات الحكومة إلى بنود العمل الطارئ، والخروج من سياسة التعامل مع الشأن الثقافي بـ»المفرق»، وإخراج الثقافة من الهامش الذي ألقيت فيه لأكثر من عقد من السنوات العجيبة، وإطلاق خطة تنمية ثقافية حقيقية عبر ائتلاف عريض وحي يضم المؤسسة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي.

قد يهمك أيضا : 

حين فقدت أعدائي

  الدفيئة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنمر على الثقافة التنمر على الثقافة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday