جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية

 فلسطين اليوم -

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

"لا نقبل استمرار اختطاف منظمة التحرير، وندعو إلى استراتيجية من 4 محاور لمواجهة التحديات".
كان هذا عنوان الخبر كما نشرته "سما الإخبارية" الخميس 4 حزيران الحالي عن مداخلة الأخ إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الندوة السياسية الإلكترونية التي شارك فيها، في نفس يوم الخميس، وعنوانها "من النكبة الى النكسة".

 حتى مع تجاوز تعبير" الاختطاف" ودرجة صحته ودلالاته وما يمكن ان يأخذنا اليه من مسالك، فان بقية العنوان المذكور، ثم تفاصيل وعناوين أخرى ترتبط به طرحها الأخ هنية في تلك المداخلة وكلها تركب الموجة الإيجابية والمسؤولة، تظل تثير الأسئلة وتفتح الباب أمام الجدل الموضوعي:

أول الأسئلة وأهمها يظل هو:
اذا كانت هذه قناعات ومبادئ ورؤى وتوجهات حركة حماس، فلماذا لا نرى ونعيش أجواء وأفعالاً وتحركات جادة ومخلصة ومبادرة تعمل لنقلها، عبر مقترحات محددة وواقعية، الى حيز الفعل والتطبيق، وبالتوافق والتعاون مع القوى والتنظيمات الأخرى؟

يستحضر القهر في هذا السؤال ان معظم التنظيمات الأخرى تقول كلاماً قريباً جداً من كلام الأخ هنية، ان لم نقل متطابقاً معه.
 ويزيد من حمولة القهر، ان الظرف العام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني وكل قواه التنظيمية السياسية والمجتمعية هو على درجة استثنائية من الخطورة، وعلى درجة سافرة تماما من المخاطر والتهديدات الماحقة لكل المشروع الوطني ولكل أهداف النضال الوطني المرحلية منها والاستراتيجية.

وهو ما يجعل التوحد لمواجهة تلك المخاطر والتهديدات الأولية الوطنية المتصدرة والأكثر إلحاحاً وذات الافضلية المطلقة، وعلى حساب أي رغبات او طموحات او مشاريع خاصة.
 غياب هذه الأولوية يستحضر الشك المشروع بأن كل الكلام الجميل من حركة حماس، ومن غيرها، هو للاستهلاك الإعلامي بينما يبقى في حقيقته على طلاق بائن مع الجدية والمسؤولية.
يتفرع عن السؤال الأول والأهم المذكور، أسئلة أخرى تسير في اتجاهه وتحمل بعض قهره:

لماذا رفضت حركة حماس مجرد اللقاء مع وفد حركة فتح الذي حضر من الضفة الغربية الى غزة للقاء والتباحث معها بالدرجة الأولى، حول الاتفاق على تحرك مشترك لإنجاز الضرورة الوطنية الأولى المذكورة ؟
ولماذا "شجعت" التنظيمات الأخرى وشخصيات وطنية بعدم اللقاء معه أيضا؟

- لماذا لم تشارك في الاجتماع القيادي للتنظيمات السياسية الذي عقد في رام الله في 19/5 لتطرح فيه افكارها ومقترحاتها وحتى مطالبها، ولترمي بثقلها للخروج بأفضل النتائج، ثم لتعلن، بعد المشاركة والمحاولة الجادة والإيجابية، عدم موافقتها على نتائجه إذا لم تقتنع بالنتائج المقرة.

وهذا بديل أفضل كثيراً من المقاطعة بناء على استقراء ذاتي سلبي ومسبق للاجتماع ونتائجه.
مثل هذه المواقف من حركة حماس تدفع باتجاه تفسيرات لها ولأسبابها تستحضر الذاتية والتمسك بالانفرادية والاستقلالية، وتعيد طرح السؤال القديم حول حقيقة قناعاتها ومواقفها، منذ بداية قيامها، من منظمة التحرير بوصفها الإطار الموحد لكل الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والمجتمعية والقائد لنضالاته الوطنية.

ومعه السؤال القديم والمترافق أيضاً، حول استعدادها القبول بأن تكون واحدة من التنظيمات المنخرطة بالمنظمة وبأطرها الى جانب التنظيمات الأخرى، ودون "المفاصلة" المبالغ فيها حول الحجم والمسؤوليات والمواقع والدور.

غياب الانتخابات الديموقراطية الدورية: العامة منها والمحلية، عندما ظل اجراؤها متاحاً وممكناً لسنوات (ومازال بعضها ممكناً حتى الآن)، مع استعداد الانضباط لنتائجها.
هذا الغياب، أسهم بشكل واسع بوجود الحال الموصوف، وأسهم في استمراره، والخوف ان يسهم في استدامته أيضاً.
وهذا الغياب سمح- ولا يزال يسمح - لأطراف عديدة، الادعاء انها تمثل "الشعب" وتنطق باسمه وتحدد مواقفها على هدي رغباته ومصالحه، وتعطي لنفسها حجوماً وأدواراً مبالغاً فيها، بينما هي في الحقيقة بعيدة عن ذلك، وبعيدة جداً بالنسبة للبعض منها.

ان الظروف شديدة الخطورة التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية بشكل عام، تجعل من التوجه الجاد والمخلص لتحقيق وحدة النضال الوطني وهيئاته وأدواته، ومن التجاوب مع كل محاولة وطنية وجادة لتحقيق ذلك، مقياساً أولاً للوطنية الفلسطينية.

قد يهمك أيضا :    

اجتماع تتعلق به الآمال ... ومقاطعة لا يسندها منطق

فلننظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية جدل مع مداخلة للأخ إسماعيل هنية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday