لماذا تبقى المواقف والقرارات الدولية بلا أسنان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لماذا تبقى المواقف والقرارات الدولية بلا أسنان؟

 فلسطين اليوم -

لماذا تبقى المواقف والقرارات الدولية بلا أسنان

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

 البند السياسي الأهم، وربما الوحيد، في الاتفاق المعلن بين نتنياهو وغانتس على تشكيل حكومة وحدة، هو البند المتعلق بضم أراض واسعة من الضفة الغربية وإعلان السيادة على مستوطنات غير شرعية (وكلها غير شرعية). مع التأكيد على وجوب بدء التنفيذ في بداية تموز القادم. وهو تأكيد فرضه نتنياهو لحسابات تتعلق في سعيه لربط هذا الإنجاز بشخصه وفي خدمة طموحاته السياسية، ووضعه القانوني.
وأيضاً لحسابات تتعلق باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية والشكوك التي تتصاعد حول إعادة انتخاب الرئيس ترامب وما تثيره لنتنياهو من مخاوف بتغير الموقف الأميركي من تأييد عملية الضم.
هذا البند في الاتفاق، خلق موجة جديدة وقوية في المجتمع الدولي تقف ضده.

شملت الموجة: الاتحاد الأوروبي ودولاً غربية رئيسية كفرنسا والمانيا وغيرهما، ودولاً وهيئات دولية كثيرة أخرى. وتنوعت (الموجة) بين مواقف الرفض والإدانة، والتحفظ والاستنكار، والتخوف من تبعاته وتأثيراته السلبية على مشاريع السلام في المنطقة. كل تعبيرات الموجة ضد البند المذكور قامت في مضمونها على قاعدة التمسك بقرارات الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني وحل الدولتين، وان الأراضي التي سيتم ضمها او إعلان السيادة عليها، هي بحكم القانون الدولي أراضٍ محتلة لا يجوز التصرف بها بأي شكل.

وكلها أيضا، خلت تماما من اي قرار او إجراء تنفيذي من أي جهة او هيئة، ولا حتى اقترنت بالتحذير من إجراءات، يمكن ان تصل الى عقوبات مهما كانت محدودة ضدها. هذه الموجة تأتي، في مضمونها وخلوها من أي إجراءات، شبيهة او تكراراً لموجات لا عدّ لها منذ قيام دولة الاحتلال، كان آخرها الموجة التي أعقبت اعلان الرئيس الأميركي صفقة القرن. من جهتها، دولة الاحتلال تتعامل مع هذه الموجة، كما تعاملت مع كل الموجات السابقة، ومع أي قرارات دولية لم تقبل بها مهما كانت ندرتها وضعفها، بكل استهتار ولامبالاة.

وقد بدأت دولة الاحتلال بهذا الشكل من التعامل واستمرت به منذ قرار التقسيم، الذي أعلن قيامها في العام 1947 (استولت على أراض اكثر بكثير مما أعطاها القرار، بالقوة وبتواطؤ سلطة الانتداب). وظلت دائما تعتمد في ذلك الشكل من التعامل، على تحالفات دولية قوية ومتحكمة وحامية، وظلت الولايات المتحدة الأميركية أهمها من أيام الرئيس ترومان وصولاً الى ترامب.

كما ظلت تعتمد على عدم جدية معظم الدول النافذة في موافقتها على القرارات الدولية المعنية، وعلى عدم استعدادها للدفع بتلك القرارات نحو الفعل المؤثر والتنفيذ. ويكمّل كل ذلك ويسهّله، افتقاد معظم، ان لم يكن كل، القرارات الدولية الى(اسنان): آليات تنفيذ، وقوة تنفيذ. ولا شك ان المتغيرات الكبرى التي شهدها العالم بدءاً من تسعينيات القرن الماضي، بانتهاء نظام القطبين لصالح نظام القطب الواحد، وهو الولايات المتحدة، لعبت دوراً مؤثراً لصالح دولة الاحتلال.

كما اعتمدت على ضعف الواقع العربي (بما فيه الفلسطيني) واستفادت من ضعف قدراته وتأثيره في المجتمع الدولي ودوله وهيئاته وقراراته. قرار المحكمة الجنائية الدولية قبول الدعوى الفلسطينية بمحاكمة دولة الاحتلال وجرائمها كان القرار الدولي، ربما الوحيد، الذي أخذته وتعاملت معه دولة الاحتلال بجدية وحسبت له حساب.

ذلك ان قرار المحكمة الدولية له أسنان.
وقد تؤدي المحاكمة الى استدعاء عدد من الرموز القيادية الرئيسية، العسكرية بالدرجة الأولى، الى التحقيق والمحاكمة، وربما الإدانة.
وهذا ما دفع نتنياهو في حملته الانتخابية وبعدها، الى وضع سحب الدعوى الفلسطينية ضد اسرائيل الى محكمة الدولية كشرط مسبق من بين شروط أخرى مسبقة تفوقه تعجيزاً.
وذلك لضمان رفض الفلسطينيين التفاوض معهم، كما يدّعي ويعلن.

في الوقت الذي هو يعلم ومتأكد ان الرفض الفلسطيني للتفاوض معه ومع دولته قاطع وحاسم ومسبق، وكذلك الرفض لكل شروطه التي يعلنها لخدمة حملته الانتخابية لا غير.
وإذا كان ممكناً تفسير واقع النظام العربي وضعف قدراته في السنوات الأولى لقيام دولة الاحتلال، بأن معظم الدول العربية كانت تقبع تحت سيطرة دول كبرى تتحكم بكل أمورها وسياساتها ومواقفها، فلا يمكن تفسير الواقع العربي وضعف قدراته الآن، الا بحال الفرقة والانقسام والتناحر بين بعض اطرافه وغياب مشروع عربي موحد، بما يضعف كثيراً من قدراته على الفعل والتأثير في مجال العمل الدولي، كما في المجالات الأخرى.

يضاف لذلك، عوامل أخرى تدخل في تفسير الواقع العربي، تتعلق بالسياسات والتحالفات والمصالح المشتركة مع دول عالمية ودرجة اولويتها.
بشكل عام، فان هذا الواقع يضع الموقف العربي عموماً في موقع المتلقي ويضعف كثيراً قدرته على المبادرة والمبادأة والمتابعة.
وفي تفسير الواقع العربي لا يجوز تجاهل عنصرين أساسيين:

الأول، امتداد تأثير هذا الواقع والتغير في أولويات دوله، الى اضعاف دور وفعل وتأثير حركة الجماهير العربية وقواها المجتمعية والمنظمة، بشكل عام، ودورها بدعم النضال الوطني الفلسطيني، وفي اسناد قدرته على التصدي للهجمات والصفقات التصفوية ضده.
والثاني، الدور الفلسطيني المتراجع الذي لم يمكنه من لعب الدور الطبيعي والمطلوب في التأثير الإيجابي على هذا الحال للواقع العربي، سواء جاء الدور الفلسطيني المتراجع نتيجة سياسات واتفاقات معينة ومحددة، او بسبب حالة الانقسام التي يعيشها منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة، وبلا أمل ظاهر في الخروج منها.

قد يهمك أيضا :   

عن أبو جهاد في ذكرى استشهاده

مظاهر أساسية من إنتاج «كورونا»

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تبقى المواقف والقرارات الدولية بلا أسنان لماذا تبقى المواقف والقرارات الدولية بلا أسنان



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday