فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال

 فلسطين اليوم -

فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

هذا أنت.. وهذه أنا.. معاً في الحجْر المنزلي.. نُعيد اكتشاف بعضنا، بعد أن ضربت جائحة ملعونة الكوْن وأطاحت بمُسَلَّمات وحقائق، وعَرّت سياسات أدت إلى عزل البشرية بأسرها.
أن نكون معاً، هذه وصفتي الخاصة لجَسْر المسافة بيننا، إنها العوالم التي طوَّرَها خيالي المنفلت منذ البدايات وحتى النهايات، أن أُقْلِقَ سُباتك الأبدي بمشاركتي حُجُرات العزل والوحدة. معاً نصنع أحد فصول حكاية نحن أبطالها.
سنتحاور حول الأسئلة اليومية علَّنا نجدُ جواباً لألغاز لا تنتظر التأجيل في حياة فلسطينية كل ما فيها مؤجّل. سنخوض نقاشاً مفتوحاً بلا جدول أعمال منظم، إلى أن أنام أو أنام. ليست ثمة أبعاد رومانسية في الموضوع، إنه الوباء الذي يتطلب سهرك على جهازي التنفسي، ونردد معاً الدعوات ونرفع الابتهالات.
لا خلاص مني، لطالما أزعجت نومك الأخير، ولا أذكر أني تركتك لموتك منذ أربعة وثلاثين عاماً، كانت الفكرة من نبش ترابك سنوياً تتلخص في ألا أدع موتك يمر مرور الكرام، فكيف الحال في هذا العام عندما أجد نفسي في مواجهة وجودية غير متكافئة مع الوباء الشهير باسم  فيروس كورونا. كيف لي أن أمرر غيابك القسري عن الحياة..؟
أنت في بيتي لترمم معنوياتي ببعض الأوكسجين إنْ اشتكت رئتي اليسرى، ربما يتمكن وجودك من معالجة نُدبات قلبي. أنت هنا لتنبهني إلى مواعيد الحبوب المسكّنة للوجع الذي تركه لي الغياب، أنت موجود لتجعلني أتشبث بما تبقى من أسباب العيش. إننا معاً، لنعيش لحظة مارقة وتجريدية. لحظة عبثية ما كنت لأوثقها لولا أنها انتهكت رتابتي واطمئناني.
معاً نحضر جدول أعمال يوميات الحجْر. سيكون سؤالك الافتتاحي عن قدر الأنانية التي تجعلني أوقظك من نومك الأبدي في مواجهة سؤالي الأول عن قدر الأنانية التي تدفعك لأخذي إلى جوارك..؟
وجودك الافتراضي معي بقدر القلق الذي يملؤني، منذ اللحظة التي غادرت الكرة الأرضية خاصيتها المغناطيسية، واختلَّ توازن من عليها تدريجيّاً إلى حدّ التلاشي، فأصبح من عليها بوزن الريشة.. وجودك معي لنشاهد فصلاً مختلفاً عن معركة الضواري الثالثة والصراع المحموم على تَسَيُّد الملعب العالمي للألعاب الحرة، بلا قوانين سوى قانون القوة. لقد أصبح اللاعبون الرئيسيون في خبر كانَ، والملعب اليوم يغصُّ باللاعبين، وامتلأ الفراغ.
ليس هذا المهم هو المهم، بل أرغب في إعلامك أن الخيارات مغلقة، ولا مناص من قبول دعوة مشاركتي بيت الطاعة المسمى الحجْر المنزلي. ستنصاع وتدخل البيت من باب قلبي إلى غرف حكاياتي، ننعزل عن النقاش المهم للتمتع بالحوار الهامشي، مع ملاحظة الرابط المرئي بين المهم والهامشي، فيعود حضورك الطاغي، كما أول مرة.
المهم ليس مهماً، وإن كان من واجبي إحاطتك ببعض المستجدات، فلا بد أن تعلم أن الأمور قد تدحرجت نحو القاع، ليس على صعيد واحد، بل على جميع الجبهات المعروفة. اللغة العربية برطانة مُشَفرة، إنها الحقائق الغريبة الصادمة. والأفظع خطورة أنه لا توجد في الأفق العربي علامة إيجابية بيضاء مع مشاريع التقسيم والتقتيل. وفي نهاية الكلام المهم عُرفاً، فإن البلاد لم تعد بلاداً. ونتموضع في ذيل قائمة الأولويات بينما يتخبط أولو الأمر منا، بلا حول أو قوة.
على جدول حجْرنا المنزلي قراءة مقالاتي الثلاثة والثلاثين، ستضعك في صورة كيف استقر بي الحال بها على ورقة وقلم. سيكون لك رأيك في غير صالحها، عبَّرت عنه بمنتهى الصراحة، ستقول إن رسائلي تنزُّ بالكثير من السواد، وأنني قد كتبتك أكثر مما قرأتك، بينما أنت قرأتني أكثر مما كتبتني.. ستبدأ في ترتيب عواطفي التي تأثرت في الحجْر البيتي، وتشبعت بالقلق والتَشَعُّب، تعتقد أني قد فقدت بعضاً من ذاكرتي وسقطت مني بعض حروفي. ولم تقتنع بروايتي أنني فقدت فقط نصف ذاكرتي وأنها سقطت سهواً أثناء انتقال حقائبي بين عواصم العرب.
بقي أن أقول، إنني تعايشت مع الوباء كما تعايشت مع الفَقْد. ستعود أنت من حيث أتيت منتظراً ملامح وسمات جديدة تستدعي إقلاق نومك، تعود وقد كونت فكرة عن انشغالاتي وأشغالي. وبدوري فرحت لأني اكتشفت أن تأثيري عليك كما كان دائماً، وأني ما زلت قادرة على إيقاعك في حبائلي وجنون أفكاري.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال فـي الـحـجْـر الـمـنـزلـي مع الشهيد خالد نزال



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار

GMT 00:10 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عمار سلمان يعود لتدريب أهلي الخليل

GMT 23:49 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب رفح يصارع القادسية والشجاعية يتحدى الهلال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday