على هامش يوم المرأة العالمي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

على هامش يوم المرأة العالمي

 فلسطين اليوم -

على هامش يوم المرأة العالمي

ريما كتانة نزال
بقلم : ريما كتانة نزال

كان لخبر قيام شبان بالاعتداء الوحشي على سائحة والتنكيل بمرافقها وقع الصاعقة على المجتمع. ومن منا لم يشعر بالقرف والاشمئزاز من مستوى البذاءة المرتكبة، ومعادلتها بخيانة طهارة القضية. فمجرد ذكر فلسطين تحضر على الفور صور وانطباعات، ستحضر الكوفية والعلم بألوانه الأربعة وانتفاضة الحجارة. وقع الحادث كان له وقع السقوط من علٍ، يُستتبع بما هو أنكى ممثلاً بمحاولات التغطية على الرذيلة المرتكبة من خلال تدخل عشائر في عقد الصفقات على حساب سمعة الشعب وقضيته.. والقوْطبة على القانون وصلاحيات مؤسساته التنفيذية.
موجة من المشاعر القوية تجتاحني، شيء تشعر به لدى ممارسة إحدى الألعاب الخطرة في مدينة الملاهي، خفقان القلب وارتعاد الأطراف ورغبة عارمة للعودة الى اليابسة، خوف يترافق مع انطلاق أصوات لا تتحول إلى أفعال، لا أحد يسمع!
الشعور بالخجل والغضب يتسلل إلى دواخلنا بل أكثر بكثير من الخجل والغضب. بعضه خشية من الاعتراف بحالة الحطام المتفاقمة باطّراد، لا أحد يضغط الأزرار للتوقف عن ما نخشاه من حالة التكيف مع حالة المتاهة التي باتت كأن لا سبيل للخروج منها.. ربما خشية الإقرار بالمخاوف الناتجة عن الاعتقادات الخاطئة بأن التجاهل يخدم الحفاظ على التوازن المجتمعي.
جرس الإنذار لم يفتأ عن القرع بقوة، الحدث الجديد ليس المؤشر الأول على هلهلة وتلف وتراجع القيم الأخلاقية. وهناك عشائر لا تفوت فرصة إلا وانتهزتها لتقويض بنى الدولة ومؤسساتها وإضعافها وتثبيت ذاتها كمرجعية وحيدة بديلاً للقضاء والقانون.
فهي هنا، تتدخل في قضية ليست من شأنها، بما هي قضية ينبغي التعامل معها كجناية يتطلب المحاسبة عليها، وكل همِّها التمسك بتكريس هيمنتها ودورها المُمأسس منذ تأسيس السلطة التي قامت بدعمها وتقويتها كذراع لها. خمسة وعشرون عاماً تنامَت خلالها المصالح، وسكتت القوى الوطنية على تمددهم بل وجاملتهم انطلاقاً من اعتبار العشائر جزءاً من مكونات المجتمع، وهم فعلاً كذلك، ولكن في المساحة المحددة، دون تطاول على القانون والتحوُّل إلى إطار مواز يمتلك حق إشهار «الفيتو» على الدولة والقانون..
 لكن العشائر وبسبب الضعف السياسي العام عبأت الفراغ بل خططت للاستقواء على السلطة بالتحالف مع الإسلام السياسي، وسعى الحلف المشترك إلى فرض رؤيته كبديل للقانون وللبنى الرسمية المؤسساتية المدنية ذات الصلاحيات المُسْندة لها بالقانون الأساسي، وهو ما رأيناه مؤخراً في الهجوم السافر على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، كانون الأول 2019. العشيرة تريد احتكار القرار الاجتماعي تحديداً، ضاربة عرض الحائط بالقانون وبالسلطة.
لقد غَضَّت السلطة النظر عن انقلاب العشائر عليها وعقدهم اجتماعات معلنة عبر وسائل الإعلام، تطالب الانسحاب من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وإسقاطها بعد خمس سنوات على انضمام الدولة لها كفعل من أفعال السيادة إثر حصول فلسطين على عضوية دولة مراقبة.
عُقِدت اجتماعات عشائرية حُقِنَ بها المجتمع ضد مؤسسات المرأة، وطالت الاجتماعات مالكي المقرات بإلغاء عقود إيجار المؤسسات النسوية وإغلاقها، وهددت الإعلام بعدم نشر مواقف الحركة النسائية، بينما وقفت السلطة موقفاً حيادياً من العبث بالأمن الداخلي والإطاحة بهيبتها وإرادتها في الانضمام للمجتمع الدولي ومواثيقه الحقوقية.
العشائر المتحالفة مع حزب التحرير هدفت لترهيب السلطة بينما وقفت الحركة النسائية موقفاً شجاعاً متمسكة بحق النساء في المساواة في القانون وأمام القانون، رغم الانتكاسة والخذلان اللذين مُنِيَت بهما. لقد تحدت العشائر السلطة وأظهرت قوتها من خلال مواصلتها عقد الاجتماعات وتصدير التوصيات المتعلقة بالتنصل من الاتفاقية الموقعة وإعلان البراءة منها، وظهرت السلطة متناقضة وعاجزة عن مواجهة الموقف. 
القيم العشائرية تتصادم مع حق المواطنة والعدالة والمساواة، وتتناقض مع وحدة سلامة المجتمع بسبب انحيازها لذاتها وفكرها الماضوي. تضع المجتمع أمام خيارات فردية بما فيها خيار الفلتان الأمني وأخذه القانون باليد، وتضع الدولة في مأزق اجتماعي وحرج دولي.
الدولة باتت بحاجة إلى إعادة النظر بأدائها وتخليها عن واجباتها وخاصة في حال تطبيق صفقة القرن والفصل المتوقع بين المحافظات، بما يضعف الدولة المركزية موضوعيّاً، حينها من سيكون المهيّأ كي يملأ الفراغ؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على هامش يوم المرأة العالمي على هامش يوم المرأة العالمي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday