عباس أعجز من أن ينفذ كلامه
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عباس أعجز من أن ينفذ كلامه

 فلسطين اليوم -

عباس أعجز من أن ينفذ كلامه

عبدالستار قاسم
بقلم : عبدالستار قاسم

بداية لا بد من الإشارة إلى حقائق تجاوزتها منظمة التحرير الفلسطينية وخذلت فيها الشعب الفلسطيني وتخلت عن دورها (المشكوك فيه أصلا) في تحرير الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الوطنية الثابتة. كانت منظمة التحرير الفلسطينية أكبر تنظيم مزور يدعي العمل باتجاه التحرير، وكانت سياساتها خداعة وكاذبة ولكن تحت ستار وطني كاذب.

وكان واضحا للمتتبع لسياسات قيادة المنظمة أنها لا تحرص على العمل المقاوم، بقدر ما أنها كانت تستخدم ذلك العمل الذي لم يكن ناجحا لتكون جزءا من صفقات مع العدو ليكون لها شأن سياسي ونفوذ. وقد كتبت كتابا حول هذا الموضوع بعنوان الطريق إلى الهزيمة، إذ ما كنت أراه لم يكن يوحي أبدا بجدية قيادة المنظمة في العمل المقاوم، وأن مختلف نشاطاتها كانت تؤكد رحلتها نحو الجلوس مع الصهاينة بحثا عن حلول سلمية ولو على حساب الشعب الفلسطيني.

لقد كان الشعب الفلسطيني ضحية العديد من المؤامرات التي ساهمت فيها جهات غربية وعربية وفلسطينية، وبقي يظن أن القيادة جادة في استعادة الحقوق إلى أن وصل الشعب الفلسطيني إلى حالة من التيه والضياع أيقن معها أنه كان ضحية الدجل والتضليل والأكاذيب.

  اكتسبت القيادات الفلسطينية موقعها ونفوذها وهيمنتها على الشعب الفلسطيني من خلال قبولها بأن تكون وكيلا للاحتلال، وأن تمارس كل ما يلزم من أجل الهبوط بالشعب الفلسطيني وبثقافته الوطنية والتزامه باستعادة حقوقه الوطنية.

لنقطة الأخرى أن اتفاق أوسلو وما ترتب عنه من اتفاقيات متتالية لم يكن شرعيا أبدا وهو باطل لأنه خالف القانون الثوري لمنظمة التحرير الفلسطينية والقرارات الفلسطينية والميثاق الوطني الفلسطيني. ومن العجيب أن منظمة التحرير ألغت الميثاق الوطني الفلسطيني بعد ثلاث سنوات من توقيع الاتفاق! كان يجب ألا تمر هذه المهازل على الشعب الفلسطيني، لكن سياسة شراء الذمم التي اتبعتها قيادة منظمة التحرير أدت إلى خروج جماهير غفيرة يوم توقيع الاتفاق إلى الشوارع ابتهاجا بالتوقيع. حتى إن جماهير قد خرجت ابتهاجا عام 1988 عندما اعترف المجلس الوطني الفلسطيني بالكيان الصهيوني. لم تكن هناك أمانة من قبل المثقفين وأغلب الكتاب ورجال القانون في مواجهة التغييب القانوني للإرادة الفلسطينية.

أما النقطة الثالثة فهي أن عباس سبق أن قال إنه لن يلتزم بالاتفاقيات إن لم يلتزم الكيان الصهيوني. وفي كل مرة، كان عباس يخدع الناس ويستمر في الالتزام. حتى إنه خدع الأمم المتحدة عندما أعلن من على منبرها أنه لن يلتزم. انتظر العالم خطواته العملية لكنه لم يفعل شيئا. وكم من مرة اتفق مع الفصائل الفلسطينية على وقف التنسيق الأمني، لكنه لم يكن يفي بوعوده. وهذه المرة لن تكون مغايرة لما سبق. فهو لم يخرج من المفاوضات، وما زال يتمسك بها بخاصة عندما قال إنه لا يقبل الولايات المتحدة وسيطا وحيدا. أي أنه يقبل أمريكا وسيطا ضمن مجموعة، والمعنى أنه ما يزال في عقلية التفاوض مع الصهاينة.

والنقطة الرابعة تتعلق بالسؤال: هل يستطيع عباس إلغاء الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني؟

عبر سبع وعشرين سنة من المفاوضات البائسة والفاشلة، رهنت القيادات الفلسطينية نفسها ورهنت الشعب الفلسطيني للاحتلال الصهيوني، وأصبح الارتباط بين هذه القيادات والصهاينة عضويا ويشمل الكثير من المصالح الخاصة والنعم.

اكتسبت القيادات الفلسطينية موقعها ونفوذها وهيمنتها على الشعب الفلسطيني من خلال قبولها بأن تكون وكيلا للاحتلال، وأن تمارس كل ما يلزم من أجل الهبوط بالشعب الفلسطيني وبثقافته الوطنية والتزامه باستعادة حقوقه الوطنية. خدمة الاحتلال هي مبرر وجود هذه القيادات، وإذا كانت ستتوقف عن خدمته فإنها ستفقد الكثير من الامتيازات. فهل لديها الاستعداد للتضحية بامتيازاتها وامتيازات أبنائها وبناتها وأخواتها من أجل شعب فلسطين؟

عملت قيادات منظمة التحرير على مدى سنوات إلى جر الشعب الفلسطيني من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة، ومن تهجير إلى تهجير، وأذاقت الشعب مرّ العذاب من أجل سجادة حمراء وامتيازات مالية ودنيوية رخيصة،

خبرتنا تؤكد أن مصالحها الشخصية وامتيازاتها هي العليا. الكيان الصهيوني يقبض على الكثير  من الحقائق والفضائح التي مارستها السلطة الفلسطينية وهو قادر على نشر معلومات تذهل الشعب الفلسطيني بخاصة الذين ما زالوا يعاندون ويصرون على بقائهم ضمن أهل أوسلو.

عملت قيادات منظمة التحرير على مدى سنوات إلى جر الشعب الفلسطيني من فشل إلى فشل ومن هزيمة إلى هزيمة، ومن تهجير إلى تهجير، وأذاقت الشعب مرّ العذاب من أجل سجادة حمراء وامتيازات مالية ودنيوية رخيصة، فهل ستضحي بجهودها عبر كل السنوات السابقة ومنذ عام 1972 وتتمرد الآن على الكيان الصهيوني وأمريكا؟

فلسطين ترخص أمام المكاسب والمناصب، وحقيقة لم تكن المناصب والمكاسب إلا ثمن التنازل عن الوطن. وحقيقة أخطأ لطفي البوشناق عندما قال خذوا المكاسب والمناصب لكن اتركوا لي الوطن. الوطن هو لقاء المكاسب والمناصب... بئسوا.

قد يهمك أيضا :  

قرارات مرتقبة للقيادة الفلسطينية في مواجهة "الضمّ" الإسرائيلية

  تيسير خالد يرحب بموقف جو بايدن من مخططات الضم الاسرائيلية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس أعجز من أن ينفذ كلامه عباس أعجز من أن ينفذ كلامه



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 13:39 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن بعض الوصوليين المستفيدين من أوضاعك

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 05:35 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الملكة رانيا وبيلا حديد بسترة واحدة على "إنستغرام"

GMT 21:07 2015 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شوارع بيروت تغرق في النفايات بسبب الامطار الغزيرة

GMT 07:21 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

زينة تلجأ إلى تحليل "DNA" لإثبات النسب لأحمد عز

GMT 09:17 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

«حماس» تتوارى عن الأنظار
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday