غزّة وحربها المستدامة التسوية المستحيلة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

غزّة وحربها المستدامة: التسوية المستحيلة

 فلسطين اليوم -

غزّة وحربها المستدامة التسوية المستحيلة

بقلم : نبيل عمرو

وصلت أمور غزّة إلى الحدّ الذي أصبحت فيه الحرب عليها مستحيلة التوقّف، بل إنّها مرشّحةٌ لمزيدٍ من الاتّساع والتصعيد. فما هو أفق هذه الحرب؟ وما هي النتائج المترتّبة عليها؟

ارتبطت حرب غزّة بالوضع الداخلي في إسرائيل، بحيث يجسّد استمرارها ما يعتبره نتنياهو طوق نجاةٍ له ولائتلافه المتداعي، وحتّى الصراع المحتدم حول تجنيد الحريديم، الذي يهدّد بحلّ الكنيست، تمثّل غزة جزءاً مهمّاً منه، فالنقص في القوّة البشرية للجيش يتطلّب تجنيد الحريديم كغيرهم، بينما زعماؤهم الذين يشكّلون بيضة الميزان في بقاء ائتلاف نتنياهو أو انهياره، مصمّمون على إعفاءٍ واسع النطاق، على الرغم من حاجة الجيش إلى آلاف المجنّدين الجدد.

سواءٌ تمّ التوصّل لتسويةٍ أو لم يتمّ، وسواءٌ حُلَّ الكنيست وحُدّد موعد لانتخابات مبكرة أو لم يحلّ، تجعل الشهور التي ستنقضي على ذلك وقفَ الحرب أمراً مستحيلاً، فمَن يفكّر في هُدنٍ وتسويات في وقت الحملات الانتخابية وتقرير مصير الحكم في إسرائيل؟

مرونة لغويّة

على الجهة المقابلة، اتّخذت “حماس” سياسةً تتّسم بالمرونة اللغوية، وبالتشدّد في المضمون، وهو ما يجعل قبولها بالاشتراطات الإسرائيلية المغلّفة بالعلم الأميركي أمراً يعني استسلامها التدريجي والحتميّ، بعد تجريدها من الحمايات الباقية لديها، وأهمّها الرهائن والسلاح.

غزّة

ضاقت حدّ الإغلاق المساحة التي كان الوسطاء يعملون فيها لبلوغ هدنةٍ تبدأ بأيّام وتصل إلى ستّين يوماً، وإذا ما دقّقنا في دوافع القبول الإسرائيلي بهذه الهدنة وفق مبادرة ويتكوف الأخيرة، فهي أبعد ما تكون عن مرونةٍ يُبنى عليها لإنجاز تسوية مؤقّتة تؤدّي إلى وقف الحرب والانسحاب من غزّة.
وصلت أمور غزّة إلى الحدّ الذي أصبحت فيه الحرب عليها مستحيلة التوقّف، بل إنّها مرشّحةٌ لمزيدٍ من الاتّساع والتصعيد

جاء القبول الإسرائيلي الفوريّ بمبادرة ويتكوف فقط لإرضاء الرئيس دونالد ترامب المحتاج إلى نجاحٍ كان يبشّر به منذ زمن، ورهاناً من جانب بنيامين نتنياهو على رفض “حماس”، حتّى لو غُلّف بقبول مشروط.

على الرغم من النقص البشري في الجيش، ما تزال خطط إسرائيل في غزّة قائمةً على أساس اتّساع التدخّل العسكري والاحتلال المباشر لثلاثة أرباع مساحة القطاع، والبقاء فيه لفترةٍ طويلة، بالترافق مع انحسار الدور الأميركي واقتصاره على إدخال المساعدات وتوزيعها. وحتّى في هذا المجال لا يبدو أنّ الأميركيين يحقّقون نجاحات يُعتدّ بها.

واقع مأساويّ

التطوّر الأخطر هو تعزيز إسرائيل للاحتلال العسكري المباشر بعملٍ منهجيٍّ يهدف إلى تخريب النسيج السكّاني لأهل غزّة بتأسيس ميليشيا محلّية لأداء مهمّات قتالية مكمّلة للجيش، وقد اعترف نتنياهو بذلك، وربّما، بل وعلى الأرجح أن يُدخل مستعربين القطاع لأداء مهامٍّ تخريبية، هذا إذا لم يكن قد أدخلهم بالفعل.

هذا هو الواقع المأساوي الذي وصلت إليه غزّة، ولا مغالاة في القول إنّه الأسوأ منذ بداية الحرب التي توشك على إكمال عامها الثاني، ولا يلوح في الأفق ما يشير إلى توقّفها ولو ببلوغ هُدنٍ مؤقّتة وتبادلات محدودة.

دخلت الحالة مرحلة القتال المصيريّ لطرفَي الاشتباك العسكري، وحين تصل الأمور إلى هذا الحدّ تتضاءل موضوعيّاً فرص الوسطاء في إيجاد تسويات يقبل بها طرفا القتال.

على الرغم من انسداد الأفق وارتفاع منسوب الدم والدمار، ما يزال السيّد ستيف ويتكوف يعمل بلا كلل ولا ملل، مُدلياً بتصريحات مغالية في التفاؤل، وربّما نرى صفقةً محدودةً ومؤقّتة، لكن لن نرى نهايةً لحربٍ يراها كلّ طرفٍ مصيريّةً بالنسبة له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزّة وحربها المستدامة التسوية المستحيلة غزّة وحربها المستدامة التسوية المستحيلة



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 02:57 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

عالمة تكشف موعد إعلان "ناسا" اقتراب نهاية العالم

GMT 04:33 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

حالة الطقس ودرجات الحرارة الخميس في فلسطين

GMT 05:51 2013 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

دبلوماسية الجغرافية المائية

GMT 00:39 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"شباب الخليل" بطلًا لذهاب "دوري المحترفين"

GMT 08:49 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

طرق ارتداء نقشة الكارو الحيوية بألوان متنوعة في ربيع 2021

GMT 17:42 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ريهام سعيد تظهر من جديد بصحبة مرضى "تحدي السمنة"

GMT 20:18 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

"قسد" تعلن نهاية مهلة استسلام مسلحي داعش

GMT 15:02 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إجلاء نحو 4 آلاف شخص في غواتيمالا بعد تجدد ثورة بركان فويغو

GMT 16:53 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن يكشف كواليس" سلامات" في "الليلة عندك" على 9090
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday