ترمب وماسك مشعلا الحرائق
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ترمب وماسك... مشعلا الحرائق

 فلسطين اليوم -

ترمب وماسك مشعلا الحرائق

بقلم : ممدوح المهيني

 

بعد أن كان لدينا شخص واحد في فترة ترمب الأولى يهوى إشعال الحرائق، أصبح لدينا اثنان. ماسك يدخل معه بحماسة في المعركة. لقد بدآ اللعبة مبكراً وحتى قبل أن يتسلما منصبيهما الجديدين. حرائقهما لا تقتصر على الداخل الأميركي ولكنها تعدت الحدود. ترمب يغضب المكسيك وكندا والدنمارك، وماسك يتدخل في شؤون الألمان، ويطالب بإسقاط الحكومة في لندن.

يعيش هذان الرجلان الصاخبان نشوة النصر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويسعيان إلى استثمار الزخم إلى أقصى حد وخارج حدود بلديهما. لقد سهلت عليهما قدرتهما الفائقة على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي الوصول والتأثير في أكبر قدر من الناس. ماسك، يملك المنصة الأهم في التأثير السياسي، وتلاحقه اتهامات بأنه يستخدمها بطريقة غير عادلة للدفع والترويج لمعتقدات مناصريه، والتضييق على انتقادات خصومه. ورغم أنه ينفي هذه الاتهامات، فإن «إكس» أصبحت المنصة التي يجد فيها المؤيدون له حرية كاملة للتعبير عن آرائهم، حتى لو كانت خزعبلات أو نظرية مؤامرات.

ترمب وماسك ناقمان ومدفوعان بالثأر، ويعبران عن تجارب شخصية مهينة. ترمب الذي كان ليبرالياً طوال حياته تحول إلى عدو الليبراليين، اليسار، عندما أصبح رئيساً. استهدفوه بكل الطرق المشروعة والمحظورة. تعرض للملاحقة ونبش ماضيه وقصصه القديمة مع العاهرات، وروجت عنه قصص مكذوبة عن سهرات ليالٍ حمراء في موسكو عرضته لابتزاز. تشكلت في داخله كراهية للنخبة «الحاقدة المعتوهة» التي تريد الإطاحة به، وهذا ما حدث في نهاية المطاف.

ماسك الذي كان أيضاً ليبرالياً ديمقراطياً أصبح شخصية ناقمة متعطشة للثأر من إدارة بايدن التي ضيقت على تجارته وعلى الأفكار اليسارية التي دفعت ابنه للتحول الجنسي. في حوار شهير له تحدث ماسك عن موت ابنه وبنبرة الشخص الذي تعرض للخيانة وطعن في ظهره. لهذه الندبات النفسية ثمنها. ومن المؤكد أن غضب وثأر أغنى رجل في العالم لن يكونا مثل غضب رجل مفلس. وغضب رئيس أميركا ورغبته الجامحة في الثأر لن تكون مثل غضب رئيس دولة هامشية. والاثنان يملكان ذاتاً متضخمة ليس من السهل خدشها. وربما يدفع اليسار والليبراليون ثمن إهانة هذين الرجلين، وتلطيخ سمعتيهما بالوحل. لقد جعلوا ترمب مجرد مخادع مصاب بداء الكذب المرضي ومغتصب ومدمن على معاشرة النجمات الإباحيات، كما جعلوا ماسك شخصية معتوهة ومدمناً على المخدرات. النتيجة كانت انقلابات كبيرة، لم يسيطر ترمب وماسك سياسياً فقط ولكن ثقافياً أيضاً.

هدفهما الأكبر صعود الأفكار اليمينية في الغرب عموماً، ولهذا يدعمان الأحزاب اليمينية في أوروبا. إن انتصار هذه الأحزاب سيعني أن الموجة الحمراء ستجرف التيارات اليسارية لسنوات قادمة. ورغم أنهما يتقاطعان في بعض المواقف فإن وجهاتهما أيضاً تختلف في بعض الأحيان. ترمب مشغول بالمال وملء جيوب الأميركيين، ورغبته في إقفال الحدود تأتي في هذا السياق. ترمب يهاجم من يسميهم المغتصبين والقتلة، ويسعى لتطهير المجتمع الأميركي منهم ليقدم نفسه بصورة المنقذ لأميركا والمعيد لها عظمتها المفقودة. ولكن ماسك يقدم نفسه ليس فقط ثائراً سياسياً بل أيضاً بوصفه محارباً ثقافياً. فهو داعية للتكاثر لأنه يعتقد أن أعداد الغربيين تراجعت أمام المهاجرين، ويتحدث عن غزو ثقافي للغرب سيغير من هويته. هجومه على حكومة ستارمر بتهمة تساهله مع عصابة الاغتصاب الباكستانية، يأتي على خلفية ثقافية بحجة أن التراخي معه خوفاً من تهمة العنصرية والإسلاموفوبيا. إذا بقيت خطوط حمراء في أوروبا لم يفجرها ترمب، فإن ماسك سيكمل المهمة، ولهذا اشتكى أحد النواب في البرلمان بعد التصويت برفض التحقيق في قضية «عصابة الاغتصاب» بأنها لن تذهب بعيداً، لأن ماسك سيواصل التغريد حولها.

سيحتل ترمب وماسك عناوين الأخبار، ويشعلان المزيد من الحرائق، وبعضها ستكون حرائق جيدة بسبب غرور وتعالي النخبة اليسارية لفترة طويلة، ولكن لا يبدو أن الاثنين قادران على استخدام المكابح، والخشية أن يستخدما للترويج لدعاة العنصرية والكراهية والرهاب من الأجانب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب وماسك مشعلا الحرائق ترمب وماسك مشعلا الحرائق



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday