اركض وراء الراكضين
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

اركض وراء الراكضين

 فلسطين اليوم -

اركض وراء الراكضين

بقلم : محمد الرميحي

في تراثنا الشعبي شخصية اسمها جحا، ولكن لا تحاول أن تعرف من هو جحا، فحتى «غوغل» (أبو العلوم) لن يسعفك بالكثير من المعلومات، بل سوف يقدم لك معلومات قد تكون متضاربة. أكثر الروايات أنه شخصية تمت صناعتها من عدد من الحضارات القديمة التي وصلت إلى العرب، وهي تمثل فلسفة البسطاء من الناس، وكانت برواياته ومقالبه تتسلى العامة والخاصة، كما يتسلى اليوم جمع غفير من الناس بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، بسبب ما ينتجه البسطاء، قلت البسطاء، حتى لا أذهب إلى التعبير الدارج وهو «البلهاء»!

إحدى قصص جحا أنه وجد صبية متجمعين في أحد الأحياء، فقال لهم سأقول لكم سراً، لا تفشوه؛ في أول الحي بيت فلان، يقيمون وليمة كبيرة، وهي مفتوحة للجميع، فتراكض الصبيان إلى المكان الذي وصفه لهم، بقي وحيداً وقال لنفسه: ربما ما قلته هو الصحيح... فركض خلف الصبيان... وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي «ركض وراء الصبيان»!

رغم أن القصة قديمة، فإن لها ما يشبهها اليوم في هذا العصر الرقمي المتسارع، فكثير من «المعلومات» التي تتدفق، وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، هي «معلومات في أقلها غير دقيقة» وفي أكثرها «مزيفة»، ومع ذلك يعشقها كثيرون ويجري تصديقها من أغلبية من الناس.

معلومات دينية وهي الأخطر، ومعلومات سياسية، واقتصادية واجتماعية وثقافية، كلها تشكّل كماً تراكمياً من الأخبار المزيفة.

تشير الدراسات إلى أن المعلومات الخاطئة التي يتم نشرها، بغض النظر عن نية الخداع أو عدم الخداع من المرسل، التي يقوم بها البعض عمداً أو تقليداً، قد وجدت الدراسات أن انتشارها أسرع وعلى نطاق واسع من المعلومات الأكثر دقة، وغالباً ما تتجاوز الجهود المبذولة لتصحيحها، فقد لا يقرأ المتلقي تلك التصحيحات. وتتفاقم هذه الظاهرة بسبب الخوارزميات التي تعطي الأولوية للمشاركة، وكثيراً ما تروج للمحتوى المثير أو المشحون عاطفياً، على الدقة، فالإنسان بطبعه يميل إلى الغريب والمستنكر، تشفياً في الآخر!

هناك شيء من الخداع في تصميم منصات الوسائط الاجتماعية من أجل تحديد أولويات المحتوى الذي يولد مستويات عالية من المشاركة، مثل الإعجابات، والمشاركات والتعليقات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الانتشار السريع للمحتوى المرتبط بخوارزميات المنصات المثيرة، الذي لا يتم التحقق منه دائماً للتأكد من دقته. يمكن للمعلومات الخاطئة أن تكتسب زخماً بسرعة، وتصل إلى ملايين المستخدمين قبل أن يتم فضحها. ويمثل هذا الأمر إشكالية بشكل خاص في أوقات الأزمات، مثل الجائحة أو الكوارث الطبيعية، حيث تكون المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب أمراً بالغ الأهمية.

تتمثل إحدى الطرق الرئيسية التي تضلل بها وسائل التواصل الاجتماعي الجمهور في إنشاء غرف الصدى أو غرف الدردشة. هذه هي البيئات التي يتعرض فيها المستخدمون بشكل أساسي للمعلومات والآراء التي تعزز معتقداتهم الحالية. وتقوم الخوارزميات بتخصيص المحتوى وفقاً للتفضيلات الفردية، مما يؤدي إلى موجز أخبار مخصص للمتلقي، يراكم الأفكار نفسها ويستبعد وجهات النظر المتنوعة أو المضادة. هذا يعزز التحيز الأعمى، والميل إلى تفضيل المعلومات التي تؤكد تصورات المرء المسبقة، مع تجاهل الأدلة المتضاربة التي قد تعرض.

بالإضافة إلى الانتشار غير المقصود للمعلومات المضللة، يمكن أيضاً التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الجهات المصدرة للمعلومات، أحزاب أو مؤسسات، لخداع الجمهور عمداً. يتم تصميم حملات الأخبار المزيفة والدعاية والتضليل بشكل استراتيجي للتأثير على الرأي العام، أو زرع الفتنة، أو تحقيق أهداف سياسية أو مالية أو ثقافية.

غالباً ما تستخدم الكيانات السياسية وجماعات المصالح وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية والتأثير على سلوك الناخبين أو المستهلكين أو الجمهور العام. يمكن أن يشمل ذلك إنشاء حسابات مزيفة، وروبوتات وصور تعمل على تضخيم المحتوى الحزبي أو السياسي، ونشر الروايات الكاذبة. خلال الانتخابات، أو الصراعات، يمكن أن يكون تأثير مثل هذه التكتيكات عميقاً لدى الجمهور، مما يؤثر على الإدراك العام، ويحتمل أن يغير نتائج العمليات الديمقراطية أو حملات التسويق أو حتى الانحيازات الاجتماعية والثقافية.

أدت التطورات التكنولوجية إلى ظهور التزييف العميق، ومقاطع الفيديو بالواقع المعزز والتسجيلات الصوتية التي يمكن أن تصور الأفراد يقولون أو يفعلون أشياء لم يفعلوها أبداً، وحتى بلغة غير لغتهم الأم. يمكن استخدامها لتشويه سمعة الشخصيات العامة، أو التلاعب بالرأي العام، أو خلق الارتباك في المجتمع. وتشكل القدرة على إنتاج محتوى كاذب مقنع تهديداً كبيراً لمصداقية المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ما تم معرفته منذ أيام، أن عمالقة التقنية في الولايات المتحدة قد اتخذوا قراراً برفع الحماية المسبقة على ما ينشر، على عكس ما كان سائداً حتى أسابيع قليلة ماضية، فلم تعد تلك المنصات معنية بمنع أو حتى تصحيح ما ينشر عليها من معلومات، والظاهر أن هذا التوجه جاء بمباركة الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، مما يزيد من مخاطر التزييف والتضليل، أما ثورة الذكاء الاصطناعي (ولا يكاد يفارق آذاننا ذلك المصطلح)، فتقدم للبشرية ما لم تكن تتصور أنه ممكن، إنها ثورة مذهلة، وقد دخل عليها الصينيون مؤخراً بثورة داخل الثورة، وقد لا نكون بعيدين عن استدعاء أصوات الأجداد!

آخر الكلام: قد لا تحتاج إلى رفيق أو مدبرة منزل بعد سنوات قليلة، يكفي أن تشتري روبوتاً صينياً قليل التكاليف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اركض وراء الراكضين اركض وراء الراكضين



GMT 08:02 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

غزة امتحان لترامب

GMT 07:59 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

قلّة عددهم

GMT 07:56 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«الهلالُ» الذي «صبّح» إنجلترا

GMT 07:55 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

«ألغام» في طريق هدنة غزة

GMT 07:53 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

مجتمع دير المدينة

GMT 07:51 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الغباء البشري

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 08:41 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يلتزمون بوعودهم

GMT 15:53 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 17:03 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الصحافة الاقتصادية تعاني

GMT 03:12 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

رنا سماحة تستعد للمشاركة في الجزء الثاني لـ"أفراح إبليس"

GMT 13:51 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أوزبكستان تتحول إلى وجهة مفضلة لمشاهدة التراث الإسلامي

GMT 01:26 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ للعزلة والاستجمام

GMT 10:06 2015 الخميس ,09 تموز / يوليو

مهرجان تأبيني للشهيد الفتى أبو خضير في غانا

GMT 06:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل افتتاح مهرجان "أيام قرطاج المسرحية" في تونس

GMT 10:48 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تسجيل الأمم المتحدة نحو 5 آلاف لاجئ سوري في السودان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday