تسلية لوَسن المساءات
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

تسلية لوَسن المساءات !

 فلسطين اليوم -

تسلية لوَسن المساءات

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

انصرع أديب ـ شاب لمّا قرأت ما كتب «الموقدة» عنوان نص. كيف؟ من اهتزاز نهاية القلم، لا حدساً ولا فراسة. هذا في شبوبيتي. في كهولتي استأذنت ضابط مخابرات عربياً، كان يتصفّح ملفّي المطبوع والسميك، أن اقترب من طاولته، بذريعة ضعف سمعي. قرأت سطراً بالمقلوب عن عضويتي السابقة في فصيل، فقلت له إنني صرت عضواً في فصيل آخر.
نعم، بالسرعة ذاتها تقريباً، لي موهبة وأنا أقرأ بها العربية من اليسار إلى اليمين، أو من فوق إلى تحت. عندما أقدّم مقالي لرئيس التحرير في «الأيام» أراه يُقلّب صفحاته بالسرعة التي كنتُ بها أُقلّب صفحات محرّري «فلسطين الثورة».

البعض يُتمتم بشفاهة على كبر في قراءة نص، وأنا لي ملكة القراءة الماضية، لا كلمة كلمة، ولا سطراً فسطرا. هكذا أقرأ أخبار ومقالات الجريدة أو الكتاب.. سوى في النصف الأسفل من صفحة «شبابيك» في جريدة «الأيام»، حيث خمس أُحجيات أو «تسالي» أهمل منها هذه الـ « su-do-ku»  اليابانية، لأن مُخّي غير رقمي أو رياضي.

من بين أُحجيات أربع، أمرّ لماماً على أُحجية «الفوارق» الخمسة، وتلك «الكلمة الضائعة»، وأُوفّر «صورة وسُلّم» والكلمات المتقاطعة إلى استجلاب وسن النوم في السرير.
غالباً، أنجح في «صورة وسُلّم».. إلاّ إن احتوت ثلاثة مربعات لصور فنّانات عربيات. أُحجية «الكلمات المتقاطعة» بمثابة حبّة «فاليوم»، تنقلني عيوني من الوسن إلى النوم. القلق صنو الأرق، ولا أذكر أنني لم أنوّم أرقاً سوى مرّة في العمر، بنصف حبّة «فاليوم 5» من صديق حليف أرق القلق.

مربع أُحجية «الكلمات المتقاطعة» تبدو صعبة أحياناً، فهي عن شعراء ومفكرين، أناوش مربعاتها الصغيرة والكثيرة بحل مربعاتها الصغيرة. ما أن أملأ مربعين أو ثلاثة منها، حتى أُتمّ حلها، وهي غالباً مترادفات لغوية، مثل أسماء أخرى للأسد تدهشني كثرتها، لكن بسهولة أستبدل حروف كلمة «تعظيم» الخمسة بحروف كلمة «إجلال» الأربعة.
غالباً تمتلئ المربعات الكبيرة للعبة بملء المربعات الصغيرة، التي تفصل فيما بينها مربعات سود، إلاّ إذا قادني وسن النعاس إلى نوم عميق.

قرأت عبارة جواب للمغنية الشهيرة «مادونا»: كيف ترتاح من حركات صاخبة في أغنية صاخبة، وجوابها كان في ممارسة رياضة بدنية صاخبة، أي قلب الانعكاس والارتكاس.
يبدو لي أن المغنّي الصاخب والراقص مايكل جاكسون مات مبكراً ليس من صخب أغانيه ورقصاته، وأزياء غريبة يرتديها، وإنّما من قلّة ممارسته رياضة السباحة، أو الهرولة، أو من غبائه في حل أحاجي «الكلمات المتقاطعة»، وهي ست في صفحة تسالي «شبابيك» أهمل منها «السودوكو» الرقمية و»حظك اليوم» الذي لا أتذكّره إلاّ عندما يذكّرني به هذا «الفيسبوك»،

وتهاني القرّاء بيوم مولدي، المصادف ليوم بدء ثورة «الباستيل» الفرنسية.
أتسلّى أحياناً بلعبة «شيش بيش» أو طاولة الزهر، نسيت منها لعبة «الفرنجية» ولا أنسى لعبة «المحبوسة» أو الـ «31»، ولا أنسى مباريات طاولة الزهر البيروتية بين الشاعر أدونيس الهادئ، والشاعر الصاخب محمود درويش، الذي كان يدفع الشرط غالباً أو مغلوباً.

في كلّ حانة أو مشرب أو «بب» قبرصي هناك طاولة للعبة «البلياردو» الفسيحة، أو لعبة «السنوكر» وحصل أن فزت مرّة بميدالية برونزية في مباراة فاز بها شاب إيراني هارب من بلاد «آيات الله». هذا في «السنوكر» الصغير، أما في «البلياردو» الكبير، فإن مهارتي صفر كبير.

لماماً وسريعاً أقرأ أخبار وآراء ومقالات الجريدة صباحاً، وعلى مهل أحلّ شبكات ألعاب التسلية، وفي المُحصّلة فإن ثروتي من مترادفات لغة الضاد تفوق مترادفات كتّاب يفوقونني في رصف الكلام.

يقولون إن «النوم سلطان» وهو سلطان رخو وديمقراطي للعقول البسيطة، لكنه سلطان دكتاتوري مستبدّ أو عنيد لمن شغلته «العومدة» في زمن قلق الأرق، أو أرق القلق، لكنه يصير جالباً لسلطان النوم، ومطوّعاً للوسن، أكثر من ثمل كؤوس كثيرة، أو أقلّ من حلّ كلمات متقاطعة.

هذا زمن جائحة الـ «كورونا» التي أغلقت مقاهي لعبة الورق ولعبة طاولة الزهر، لكن جريدة تقرأها على «الانترنت» لا تُغني عن جريدة ورقية فيها صفحة «شبابيك» وفي ذيلها ما يجلب لك الوسن إلى غطيط النوم أكثر من مهدّئات «الفاليوم» وأضرابه.

قلمك سيّال في كتابة الأعمدة، وقلمك حرون في ملء مربعات أربع شبكات من ست في صفحة «شبابيك»، وكل ما تحتاجه في سرير رقاد الليل هو ضوء جانبي، وسيكارة واحدة.. وتصبحون على خير.
بماذا كان يتسلّى شاعر قال: « أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا «؟ هذا زمن «يَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ»!

قد يهمك ايضا :

تسرّع العامة

.. و"هل أتاك حديث.." كيموي وماتسو؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسلية لوَسن المساءات تسلية لوَسن المساءات



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday