«هل أنت مستعد للآخرة»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

«هل أنت مستعد للآخرة» ؟

 فلسطين اليوم -

«هل أنت مستعد للآخرة»

حسن البطل

على باب من حديد أسود، جديد ومشغول، خلف «صرح شهداء رام الله» قرأت العبارة أعلاه بخط جميل على رقعة بيضاء.
استوقفتني العبارة (وعبارة أخرى على الصرح لسبب آخر!) لأنها مصاغة كسؤال، وليس كجواب كما في «اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً؛ واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».
بين «الأبد» و»الآن» سنوات كعمر الإنسان الحالي، أو ملايين السنوات كبداية «نوع» الإنسان ككائن بدائي، أو مليارات السنوات كعمر كوكب الأرض، أو 14 مليار سنة كعمر الكون المقدّر!.
تقول الرواية التوراتية إن الله خلق العالم (أي الأرض) في ستة أيام.. وارتاح في اليوم السابع (شابات) وحسب الرواية الإسلامية فالعلي القدير يقول للشيء «كن فيكون».
الآن، اخترعوا ساعة لا تؤخر في الوقت سوى ثانية واحدة كل 15 مليار سنة، أي أكثر من عمر الكون بمليار واحد فقط!.
لماذا فقط؟ كان الإنسان يعدّ على أصابع يديه العشر، وصار يعد الزمان بسنوات قرن (مائة عام)، لكن العرب القدماء كانوا رأوا أقصى عد هو رقم الألف، ومن ثم قالوا عن المليون إنه «ألف ألف». صفر إلى يمين العدد واحد. ثلاثة أصفار. ستة أصفار (مليون) تسعة أصفار (مليار) ثم ثلاثة على اليمين بليون.. وهكذا وصلوا إلى الديشيلون من 63 صفراً!.
بعد مرصد هابل (على ارتفاع 570 كم عن سطح الأرض) هناك من قدّر عدد المجرّات والشموس والكواكب في كون قطره 14 مليار سنة، بالقول إن عددها أكثر مما على كوكب الأرض من .. حبات رمل!
هل نقيس «نذر الساعة» والقيامة مقدّرة بعمر ككائن فرد أم بعمر النوع الإنساني الأقل بكثير، من حقبة سيادة الديناصور، أم بعمر الأرض ونجم الشمس.. أو الكون؟.
بعد الألف لم تتحدث الكتب السماوية (توجهت إلى عقل بسيط) عن مضاعفات رقم المليون (ستة أصفار) إلى رقم الديشيلون (63 صفراً).. لكن الأمر طريف، إذ جاء في الأخبار أن أميركياً متضرراً طالب بتعويض بالديشيلونات، وهو مال قارون القاروني يتجاوز ما في عملات الأرض وثروات الدول من عملات النقد.
يذكرنا هذا «بحدوثه» تاريخية من مطالبة «فاتح» بتعويضات حرب من مغلوب مقدارها سبع حبات قمح مضروبة، تصاعدياً هندسياً، بتكرار قد يصل مئات المرات.. وهكذا، فإن كل صوامع الأرض من غلال الحبوب لا تفي بالمطلوب!.
تحدث عالم الفيزياء ستيفان هوكنغ عن «نذر الآخرة» لكوكب الأرض غير ما يتحدث عنها دعاة يملؤون صفحات الإنترنت، الذين يرون «الساعة آتية لا ريب فيها» لكن في حياة الإنسان الفرد.
من طرائف القيامة ونبوءاتها، أن شيخاً سابقاً للأزهر رآها في ثلاث حالات: ميل جذع شجرة من النخيل (كأنها تسجد خشية الله) وخليج يتشكل من مصب نهر في البحر، كأن الحالة معجزة قرآنية «برزخان لا يبغيان».. والثالثة نسيتها.
نعلم أن الحياة نشأت في خلجان تصبّ فيها مياه أنهار عذبة في البحر المالح. يمكن تفسير الأمر بظاهرة فيزيائية، تصير كيميائية، تصير بيولوجية.. تصير مخلوقات إنسانية.
ماذا يحصل لو أن الجليد غطس إلى قعر البحر بدلاً من الطفو؟ سوف تستحيل الأمواج والتيارات البحرية.. وتستحيل الحياة كما نعرفها.
لماذا يحصل أن قطعة مصمتة من الحديد تغطس في الماء، وقطعة مجوّفة من الحديد تشكل سفناً تطفو وتمخر في عباب البحر. الفيزياء تفسر. العلم يفسر الذرة والخلية والحياة والموت و»البغ بانغ» الذي من بيضة بدائية انفجر كوناً مداه 14 مليار سنة ضوئية (تحول الطاقة إلى كتلة!).
المهم، نعيش زمنا يشبه عكسياً «زمن الردّة» في فجر الإسلام. الخطاب يتغير. الأيديولوجيات تتغير. نظريات تموت ونظريات تولد.
لم يعد الخطاب العربي (السياسي مثلاً) يتحدث عن «الرجعية والاستعمار» بل عاد القهقرى ليتحدث عن الكفر والإيمان، العلمانية والدين، القيامة وعلاماتها ونذرها. غادرنا فضل العرب على الحضارة، إلى فضل الإسلام على دخول الجنة!.
.. هذا خطاب «رجوعي» إلى زمن كان فيه المليون هو ألف ـ ألف، ولا يناسب زمناً صار فيه الديشيلون 63 صفراً.
مع ذلك، يريد علماء الفلك أن يفهموا ما هو سر «المادة السوداء» التي تشكل معظم الكون وتتسبب في توسّعه اللانهائي.. بينما تشكل المجرّات والنجوم والكواكب جزءاً صغيراً.
يُقال إن الذكاء الإنساني «طفرة» في المخلوقات، وأن الطبيعة تلغي 99% من الطفرات، و1% مسؤولة عن تقدم ذكاء المخلوقات.. والله أعلم؟!
عمر الفرد من عمر النوع الإنساني، وهذا من عمر الحياة، من عمر الأرض، وهذا من عمر الكون «وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هل أنت مستعد للآخرة» «هل أنت مستعد للآخرة»



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday