الصورة والدخان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الصورة والدخان

 فلسطين اليوم -

الصورة والدخان

حسن البطل

أن يلازم الظل صاحبه .. فهذه ظاهرة فيزيائية؛ وأن تلازم إغارات سلاح الجو الإسرائيلي نصف قرن من نضال الشعب الفلسطيني.. فهذه، بدورها، ظاهرة عسكرية.
للبعض أن يرفع الظاهرتين الى رتبة قانون طبيعي، وقانون القوة. لكن، إذا كان الشعب المحارب في هذه المنطقة هو الفلسطينيون بامتياز، والدولة المحاربة في المنطقة هي إسرائيل.. وبامتياز أيضاً، فإن السياسة أعقد كثيراً من مزج قوانين طبيعية بقوانين القوة.
مثلاً، يشكل اللاجئون نصف الشعب الفلسطيني، في البلاد وفي الشتات، أما المستوطنون اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة فيشكلون 2% من الشعب الإسرائيلي.
مع ذلك، ففي السياسة أن على السلطة الفلسطينية أن تضبط النشاط الإرهابي أولاً، وقبل أن تجمد الحكومات الإسرائيلية نشاطاتها الاستيطانية.
أيهما أسهل: ضبط الراديكالية النضالية لشعب نصفه لاجئون، أم ضبط النشاط الاستيطاني؟ وأيهما أخطر: "حق العودة" على يهودية دولة إسرائيل، أم "حق الاستيطان" على فلسطينية الأراضي الفلسطينية؟.
إن عودة ربع مليون فلسطيني لاجئ، على مدى سنوات وعقود طويلة، تشكل خطراً على يهودية دولة اسرائيل؛ وأما دعوة شارون الى استيعاب مليون مهاجر جديد، من جنوب افريقيا، وجنوب اميركا.. وفرنسا، فإنه تطبيق لـ "حق العودة " اليهودي!.
قد تبدو هذه المفارقات في قوانين الفيزياء والقوى.. والسياسات الجارية، مجرد خلفية معروفة تماماً، لكل المشاركين المباشرين في الصراع، والمشاركين، المباشرين وغير المباشرين، في حله.
لكن، هذه الخلفية ذاتها، هي القوة المحركة العميقة لهذا التوازن المأزوم بين احتلال إسرائيل لفلسطين بقوة الردع؛ واحتلال فلسطين لإسرائيل بقوة الترويع.
الخائفون هناك، من الانفجارات الانتحارية يفرون مذعورين مثل الخائفين هنا من الإغارات الجوية.
"البلاد كلها إرهاب" في عنوان مقالة صحافية إسرائيلية. لكن، في تاريخ نصف قرن من الصراع، فإن الشعب الفلسطيني كله ذاق من ويلات الإغارات.
مثل حركة الساعة، بدأت الإغارات الإسرائيلية على أطراف (وعمق) غزة والضفة الغربية، فإلى الأردن، سورية، لبنان.. وحتى تونس، والآن، تعود الى حيث انطلقت.
تبدو المشاهد الأرضية (من خراب بيوت ومنشآت) والمشاهد الجوية من تكتكات الإغارة بالصواريخ، كأنها تكرار للفصول: الأردنية، واللبنانية.. والتونسية، من الصراع العسكري بين شعب محارب باصرار ودولة محاربة بإصرار.
لكن، مجرد عودة القصة الى نقطة انطلاقها، قبل نصف قرن تقريباً، تشير الى أن قانون القوة الإسرائيلي لن يملي قانون السياسة.
من الغريب، أن الشعب المحارب كان أسبق الى الواقعية السياسية من الدولة المحاربة، التي لا تزال تعتبر أن المقاومة هي إرهاب، وان الاستيطان هو حق من حقوق الفتح، أي حق استعماري كولونيالي.
لا يدور الصراع بين الإرهاب والأمن، لكن يدور بين حقين في الأمن، وحقين في الوجود السياسي. أما جهود حل الصراع، فتدور بين أنواع مختلفة من الانفصالات: انفصال أمني، انفصال ديمغرافي، أو انفصال جغرافي، انفصال سياسي.
ما تريده حكومة اسرائيل الحالية، هو أن تنفصل السلطة الفلسطينية من قاعدتها الشعبية الراديكالية، المطالبة بالاستقلال السياسي الكامل، في حين لا تجرؤ أية حكومة اسرائيلية على الانفصال عن مصالح 2% من الشعب الاسرائيلي، من الذين يستوطنون في الأراضي الفلسطينية التي ستقوم عليها دولة فلسطين.
بمعنى آخر: ان تهزم حرب التحرير الوطنية نفسها بنفسها، الى حرب أهلية وطنية، دون أن تنكفئ الكولونيالية الاستيطانية عن حكامها، بثمن خلاف بين غالبية الشعب الاسرائيلي وغالبية المستوطنين اليهود.
إذا قالت اسرائيل أن لا تعايش مع الارهاب، فالفلسطينيون يقولون ان لا تعايش مع الاحتلال والاستيطان.. واحد من الطرفين يجب أن يلغي الهزيمة قبل أن يحل السلام الممكن.
وبما أن سلسلة هزائم عسكرية عربية وفلسطينية، أدت الى عودة الحرب الفلسطينية ـ الإسرائيلية لأرض فلسطين، فإن هزيمة الاحتلال تبدو مفتاح السلام.

الصورة / المرآة
من الشاعر الفرنسي برنار نويل، في قصيدة "هسيس الهواء" بترجمة المغربي محمد بنيس:
من زمان، لم نعد سوى روح المرآة.
مرآة تنقلب فيها الصورة المبحوث عنها.
لكن، قصدير المرآة ذاته قد تفتت.
تفتت ما كان يجعل منا مختلفين في المرآة.
أين كانت سلطتنا/ سلطتكم.. سلطتهم؟.
مجرد سلطة.. مثل راحة الإنسان وسط شكله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصورة والدخان الصورة والدخان



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 13:29 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

"ساعة رضا" فيلم كوميدي يُقدم معالجة جديدة لآلة الزمان

GMT 04:25 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

الأحمر النابض يبرز أناقة وجرأة الرجل في الربيع

GMT 10:57 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

تعيش أجواء حماسية خلال هذا الأسبوع

GMT 21:48 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

"بورش" تستدعي أكثر 75 ألف سيارة حول العالم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday